بلاغ: بـلاغ عـن مجلـس اللجنـة الوطنيـة لوحـدة الشـيوعيين السـوريين

عقد مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين اجتماعه الدوري في دمشق بتاريخ 14/5/2010، وناقش آخر المستجدات السياسية دولياً وإقليمياً وداخلياً..

كما بحث المجلس سير التحضيرات للاجتماع الوطني التاسع، وناقش مشروع «الموضوعات البرنامجية»، وقرر إطلاقه للنقاش العام الواسع بين الشيوعيين كافة، وفي المجتمع. كما عالج الاجتماع سير الحوار حول وحدة الشيوعيين السوريين وآفاقه وآجاله الزمنية والآليات المطلوبة لاستكمال أهداف الحوار.

توقف الاجتماع مطولاً عند تطورات الأزمة الرأسمالية الاقتصادية العالمية وتفاقمها في البلدان الرأسمالية كافة، وخصوصاً في بلدان الاتحاد الأوربي، مركّزاً على تجلياتها في اليونان وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا.. وكذلك في هبوط قيمة اليورو والارتفاع غير المسبوق لأسعار الذهب، مما يضع المقدمات لاحتدام الصراع بين المراكز الإمبريالية المختلفة، مع كل ما سيرافق ذلك من احتدام الصراع الطبقي بين شعوب تلك البلدان وحكوماتها الرأسمالية الممثل الرئيسي لقوى رأس المال المالي العالمي.

وبالتوازي، وتفادياً لتفاقم الأزمة لديها في الداخل، تحاول الإمبريالية الأمريكية تصعيد الأوضاع أكثر مما هي عليه في منطقة الشرق العظيم كلها، من شرق المتوسط إلى أفغانستان، ولأن الأزمة الرأسمالية العالمية الضاربة فيها بعنف لا حل اقتصادياً لها، ليس من المستبعد أن تقوم الولايات المتحدة بشكل مباشر أو عبر حليفتها «إسرائيل»، بمغامرة مجنونة في منطقتنا تخدم مصالح الرأسمال المالي العالمي، وبالتالي فإن منطقتنا مرشحة جدياً لأن تكون مسرحاً لتوسيع رقعة التوتر والتفجيرات الإقليمية المختلفة ضد الشعوب لأسباب جيوستراتيجية، وكذلك للسيطرة على الطاقة، وللدفاع عن خط الدفاع الأخير للدولار وهو المحافظة على تسعير النفط به.

ويجب ألا يغيب عن البال، بأن الحرب في منطقتنا ستكون مرحلة انتقالية لنزاعات عالمية أكبر قادمة بين القوى العالمية الكبرى لم تتوضح ملامحها بعد، ولكن «منطق» الأزمة الرأسمالية العالمية سيقود إلى ذلك. وإذا كانت كل شعوب الأرض وقوى السلام الحقيقية تعمل وتناضل ضد الحروب دفاعاً عن أمنها واستقرارها ومنع الإمبريالية من حل مشاكلها على حساب الشعوب، فإن من بيدهم المبادرة والفعل العسكري المعادي للشعوب سيعملون على تفادي الانهيار بالخروج للحرب في أي مكان على كوكبنا. من هنا تأتي واقعية وأهمية النهوض الشعبي العالمي ضد المخططات الامبريالية والصهيونية عبر المقاومة الشاملة تجسيداً لشعار لينين الشهير: «يا عمال العالم، ويا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا»!

توقف الاجتماع أمام دلالات تخاذل النظام الرسمي العربي وخضوعه لإملاءات واشنطن وتل أبيب، وتحوله إلى حليف تابع لهما قبل وبعد قمة دمشق بين الرئيس بشار الأسد والرئيس الإيراني أحمد نجاد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقادة المقاومة الفلسطينية. ومن هنا أكد الاجتماع أن المواجهة مشتركة ومصيرية، تستهدف جميع شعوب المنطقة وقوى المقاومة والممانعة، ولابد من أخذ زمام المبادرة، لأن الخيار الوحيد المطروح أمام هذه القوى هو النصر في مواجهة الإمبريالية والصهيونية التي تخوض معاركها الأخيرة بالمعنى التاريخي!

أكد الاجتماع أن متطلبات النصر في المواجهة القادمة لا تتطلب التصميم وأخذ زمام المبادرة بالانتقال من الممانعة إلى المقاومة وتحرير الجولان فحسب، بل تتطلب أيضاً تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية عبر المعالجة المسؤولة والشجاعة للمشكلات الاقتصادية الاجتماعية، وضرب قوى النهب والفساد، التي هي موضع رهان للعدو الخارجي على الدوام. ولا شك أن خيار المقاومة والمواجهة سيهزم في طريقه نحو النصر كل أعداء الداخل من الفاسدين وأنصار الليبرالية الاقتصادية الجديدة المتوحشة.

عالج الاجتماع سير التحضيرات في كل المنظمات لعقد الاجتماع الوطني التاسع للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في موعده المقرر. كما قرر الاجتماع إطلاق «مشروع الموضوعات البرنامجية» للنقاش العام ليصار إلى إقرارها في الاجتماع الوطني التاسع.

كما ناقش الاجتماع بروح المسؤولية العالية قضية وحدة الشيوعيين السوريين وسير الحوار حول الوحدة وآفاقه وآجاله الزمنية والآليات المطلوبة لاستكمال أهداف الحوار، من أجل حزب شيوعي يقوم بدوره الوظيفي في حياة البلاد، وطنياً وسياسياً واجتماعياً. واتخذ بهذا الشأن القرارات المناسبة.

وفي ختام أعماله، عبّر اجتماع مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين عن ثقته الكاملة بالتاريخ الوطني الكفاحي لشعبنا وقواه الوطنية التقدمية، وقدرته على الانتصار في أية مواجهة قادمة ضد قوى الإمبريالية والصهيونية عبر خيار المقاومة الشاملة نحو تحرير الجولان ودحر قوى العدوان في المنطقة.

دمشق 14/5/2010

مجلس اللجنة الوطنية لوحدة

الشيوعيين السوريين