هدية لمن لا يستحقها..

استثمرت قوى المعارضة المنضوية في ائتلاف الدوحة ومجلس اسطنبول الطريقة التي تعاطى فيها النظام مع ملف المعتقلين على خلفية الأحداث، وجعلت من حل هذا الملف شرطاً لبدء الحوار مع النظام- تصريحات معاذ الخطيب حول هذا الملف نموذجاً- فهذه القوى تسعى لامتلاك أوراق هامة للتفاوض مع النظام، كهذا الملف، كونها لا تمتلك على الأرض وزناً يتناسب مع وزنها الناشئ عن ارتباطها بالغرب وحلفائه في المنطقة.

في المقابل تأخر النظام في حل هذه المشكلة يأتي هدية ثمينة إلى تلك القوى.

إن التعاطي مع المسألة بهذه الطريقة يفسح المجال واسعاً للغرب وقوى المعارضة المرتبطة به لتبني ملف المعتقلين وتمثيلهم وذويهم على طاولة الحوار. وفي هذا السياق ينبغي أن نتساءل: هل يشكل الإبقاء على المعتقلين السياسيين في السجون أي ضغط سياسي أو إنساني على الغرب وقوى المعارضة المرتبطة به، بما يخدم موقع النظام على طاولة الحوار؟ أم أنه يعطي ورقة رابحة ومجانية إلى من لا يستحقها؟

لذا ينبغي تسريع إجراءات التقاضي وإطلاق سراح من لم يرتكب جرائم بحق الوطن والشعب، بما يقطع الطريق على المتاجرين بهذه القضية، ويساهم في خلق مناخ يؤدي لإنجاز المصالحة الوطنية الشاملة..