جميل «للعربية»: من رتب لقاءنا مع «فورد» و«العربية» وغيرهما هو نضالنا وعملنا

جميل «للعربية»: من رتب لقاءنا مع «فورد» و«العربية» وغيرهما هو نضالنا وعملنا

أجرت قناة «العربية» لقاءاً مع الرفيق د.قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير عصر الجمعة 1/11/2013 حاولت خلاله المحطة أن تتناول بطريقتها مستجدات المشهد السوري سياسياً لجهة تحضيرات المؤتمر الدولي حول سورية، وكذلك إقالة د.جميل من موقعه في الحكومة السورية. ولم يكن حال القناة السعودية بأحسن من حال «أختها» القطرية، حيث كان الحوار التالي:

 

- سيد قدري كيف علمت بخبر الإقالة؟

من خلال خبر أعطتني إياه المذيعة في قناة روسيا اليوم.

- هل كنت تتوقع هذه الإقالة وهل تفاجأت بهذا القرار؟

نحن معتادون على المفاجآت، ولا أعلم إذا كانت المفاجآت تفاجأنا.

- إذن فقد كنت تتوقع هذه الإقالة؟

هذا ليس ما قلته، لقد قلت بأننا معتادون كماضلين ثوريين على كل أنواع المفاجآت.

- قال قرار الإقالة إن أحد أسبابها هو تخلّفك عن القدوم إلى عملك، ما ردك على هذا؟

هذا ما قيل في القرار الرسمي، وأنا لا أعتقد أني مُستخدم أو موظف عادي لكي أوقع دفتر الدخول والخروج إلى العمل.

- هل كان الرئيس الأسد على علم بزيارتك إلى موسكو؟

لقد سافرت بجواز سفر دبلوماسي مع سمة خروج تصدرها وزارة الخارجية السورية، وبشكل عام فقد أبلغت رئيسي المباشر السيد رئيس مجلس الوزراء وصديقي العزيز الدكتور وائل الحلقي بأنه لدينا، أنا والدكتور علي حيدر، محادثات في وزارة الخارجية الروسية، وعلى هذا الأساس أخذنا سمة الخروج، لكن من حيث مبدأ الموافقة السياسية فنحن لم نطلب أي موافقة قط، ولا يفرض علينا أحد هذه الموافقة، كذلك.

- متى كانت آخر مرة التقيت فيها بالرئيس بشار الأسد؟

لم أعد أذكر بالضبط ولكن أعتقد أن آخر مرة كانت منذ أشهر عدة.

- هل كنت تلتقيه باستمرار؟

كنا نلتقي بطبيعة الحال في كل الاجتماعات الحكومية التي تحتوي لقاءات مع لجان ووزراء.

- هل حاولت التواصل مع الرئيس بعد إقالتك؟

أنا أنتظر عودتي غلى دمشق لكي يكون هناك حديث غير هاتفي مع الجهات صاحبة العلاقة، وأعتقد أنك تركزين أكثر من اللازم على موضوع الاستقالة وهو ما أعتبره موضوعاً ثانوياً وغير هام وأصبح ورائنا لأن ما يشغل بالي اليوم ليس الحكومة بحد ذاتها بل مصير الوضع الإنساني لملايين السوريين الذين يعانون الأمريّن في هذه اللحظة والتي يُطلب فيها من النخوة «العربية» أن تتحرك من أجل مساعدتهم.

- هل كان الرئيس الأسد على علاقة بلقاءك مع الأمريكيين؟

أشعر بأني أجلس في تحقيق أمام جهاز مخابرات سوري، ليس مهماً إن كان له علم أو إن لم يكن، المهم أننا قوة سياسية مستقلة قرارنا بيدنا ونقرر ما يلزم من خطوات سياسية ولا نستشير أحداً إلا إذا كان الوضع وسلامة السير إلى الأمام تقتضي ذلك.

- من رتّب لقاءك مع الأمريكيين وهل كان للروس دور في هذا؟

إن من رتب اللقاء مع الأمريكيين هو نضالنا وعملنا خلال عامين ونصف قدمنا فيهم شهداء ومعتقلين والكثير من التضحيات وهو ما فرض الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير كقوة على الأرض، ومن رتب لقاءنا مع الأمريكيين هو ذاته من رتّب لقائي هنا مع قناة العربية، وسأسلك نفس السؤال: من رتّب لي اللقاء مع العربية التي ظلّت تتجاهلنا لمدة سنتين ونصف؟ أعتقد أن سبب الاعتراف الشامل بالجبهة الشعبية للتغيير والتحرير اليوم هو تراكم عملنا النضالي خلال السنتين والنصف الماضية، لذلك فكل الدنيا من الشرق والغرب تتعامل معها وتعترف بها كقوة على الأرض.

- ما هو فحوى اللقاء مع الأمريكيين؟

هذه المرة الأولى في حياتي التي أظهر فيها على قناة العربية...

- نحن نستقبل أي أحد من الداخل السوري...

الموضوع لا علاقة له بالداخل السوري، وأنا هنا لا أتحدث عن نفسي شخصياً، بل أتكلم عن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير التي كان يجري تجاهلها بشكل دائم من بعض أجهزة الإعلام العربية، وأنا لا أريد أن أتحدث عن الماضي لأنه يجب أن نفكّر بما هو قادم. المطلوب من الجميع اليوم تغيير سلوكهم، فالكل يراجع ويعيد تقييم مواقفه في ظل لحظة تاريخية وضمن الظرف الحساس والدقيق الذي يعيشه الشعب السوري الذي يعيش مأساة وكارثة إنسانية، والمطلوب من كل القوى وخاصة القوى الإقليمية العربية والسياسية السورية في المعارضة والموالاة ومن كل المحطات العربية التي لعبت دوراً في الأزمة السورية، لا أريد التحدث عنه حالياً، أن تعيد تقييم وصياغة مواقفها لكي تتوافق مع ضرورات المرحلة الحالية وهي ضرورات الخروج من الأزمة السورية وإنقاذ الشعب السوري من الكارثة الإنسانية المحدقة به.

- هل اقترح عليك أي مسؤول روسي أو أمريكي أو أوروبي حضور هذا المؤتمر؟

ليكن في علمك أننا كنا في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير أول من دعى لهذا المؤتمر، وإذا توجب على أحد أن يتولى الدعوة إليه فهو نحن لأننا طالبنا في الشهر الحادي عشر من عام 2011 بحكومة وحدة وطنية وقلنا بأن الحوار الشامل هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة السورية، وبالنسبة للنقاش بين الأطراف المختلفة فلم يكن حول حضورنا من عدمه بل حول موقعنا في الحضور، والالتباس الذي حصل بسبب وجود بعض ممثلينا في الحكومة السورية، ولقد دخلنا إلى الحكومة للوصول إلى اتفاق حد أدنى لتحقيق الوضع الأاساسي لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الشاملة المُرتقبة التي ستخرج عن مؤتمر جنيف لاحقاً. وفي نهاية المطاف فإن السوريين هم من سيشكّل الحكومة وليس الأمريكيين أو الروس، والسوريون هم أيضاً من سيحدد شكل الحكومة القادمة عبر نقاشهم الداخلي.

- وهل سيجري هذا من خلال جنيف2؟

جنيف2 هو خطوة هامة بهذا الاتجاه لأنه مدعو إلى إيقاف التدخل الخارجي بالشؤون السورية وأن يخفّض مستوى العنف مما سيسمح بانطلاق الحوار السوري- السوري.

- ما الذي يريده الرئيس بشار الأسد من جنيف2؟

لا أعلم ولست الناطق الرسمي باسمه، أنا أستطيع أن أخبرك بما تريده الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير من جنيف2.

- لكنك شاركت بحكومته؟

نحن شاركنا بحكومة ائتلافية، ولقد كنا معارضة داخل الحكومة ودخلنا إليها بناءً على برنامج مشترك يهدف إلى الحل السياسي والمصالحة الوطنية وهذا هو هدفنا، ولقد توافقنا مع الأكثرية النيابية الموجودة حالياً على تحقيق هذا الهدف وأعتقد بأننا قد سرنا خلال العام الأخير من وجودنا بالحكومة في هذا الاتجاه بشكل جيد.

- هل تعتقد بأن جنيف سيُعقد؟

أنا أعتقد بأن جنيف قد انعقد، ويجب أن تُعيدي صياغة السؤال لكي يصبح: متى سينتهي جنيف2؟ ومتى ستتم الجلسة الختامية لجنيف2 من أجل أن تتوج كل هذا الحراك الذي نراه أمامنا والذي يعد نقاشي معكم أحد أشكاله.

- بما أنك ذكرت أن جنيف2 قد انتهى، فعلى أي أساس حصل هذا، وما هي أبرز عنواين الاتفاق فيه؟

عفواً أنا ما زلت حياً وموجوداً، ولم أقل هذا الكلام، لقد قلت بأن جنيف2 قد بدأ وسينتهي في الجلسة التي ستُعلن كتتويج لقراراته.

- نعتذر لأننا أخطأنا في هذه الكلمة، على أي أساس يجري هذا المؤتمر الآن وفق تعبيرك؟

على أساس أن كل النقاش والحوار الجاري بين القوى هو جنيف عملياً، ولأنه يبحث في مخارج للأزمة السورية، إن كان بين القوى الدولية أو الإقليمية أو المحلية حيث يقوم الجميع بتقديم اقتراحاتهم، وسيتمخض عن كل ما سبق رسمة نهائية ستتبلور في الجلسة التي سيُعلن عنها في جنيف2.

- على ماذا اتفقتم إلى حد الآن، كسوريين؟

إلى حد الآن هناك نقاش جدي وعميق وحاد أحياناً حول مجمل القضايا، وفيما يخص موضوع الحكومة، فالخلاف ليس حول نسب التشكيل بين النظام والمعارضة، بل كيف سيتم تمثيل المعارضة في الحكومة وحول الصلاحيات الحقيقية التي ستكون بيد الحكومة بحيث أن يكون ذلك متوافقاً مع الدستور السوري ولا يخالفه، ولعلمك فالدستور السوري الحالي الذي أقرّ منذ عام تقريباً يُعطي صلاحيات تنفيذية واسعة للحكومة السورية إذا راجعتموه، وأشك بأن معظم من يتحدثون عن الدستور السوري يعلمون محتواه فعلياً، ولقد كنت عضواً في لجنة صياغته، والدستور يمنح صلاحيات واسعة للحكومة، بما فيها صلاحيات أمنية بالمناسبة.

- ماذا بالنسبة لدور الأسد؟

أعتقد أن التوافق الدولي قد وصل الآن إلى نقطة شطب فيها موضوع التنحي من جدول الأعمال، وسيبحث مؤتمر جنيف توزيع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية والحكومة.

- كونك كنت نائباً لرئيس مجلس الوزراء، حدّثنا عن آلية اتخاذ القرارات الأمنية، هل يتخذها الرئيس بشكل فردي أم يتخذها القادة الأمنيون أم يشارك أعضاء الحكومة فيها؟

لا يجري بحث القرارات الأمنية في اجتماعات الحكومة الموسعة، بل يبحثها الوزراء أصحاب العلاقة مع رئيس الحكومة.

- من تقصد بالوزراء أصحاب العلاقة؟

أقصد وزراء الداخلية والدفاع...

- ...هل صحيح ما يقال عن أن ماهر الأسد هو الرجل القوي في سورية الآن؟

... لقد كنت نائباً لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وما أعلمه أننا كنا نبحث في مجلس الوزراء كل القضايا الاقتصادية التي ينشئ فيها وجهات نظر، وكنا في أحيان كثيرة نطبّق المادة الثامنة الجديدة من الدستور والتي تقول بالتعددية السياسية، ولقد جرت لأول مرة في التاريخ السوري الحديث حالات تصويت فيها أقلية وأكثرية حول قرارات هامة تخص حياة الشعب السوري.

- هل ماهر الأسد هو الرجل الأقوى في سورية أم الرئيس بشار الأسد؟

ما علاقة ماهر الأسد بالحكومة السورية، أنا أكلمك عن الحكومة السورية والقرارات الاقتصادية وأنت مصرة على إقحام ماهر الأسد بالموضوع. أنا أتحدث الآن عن قرارات اقتصادية.

- هل ستعود إلى دمشق؟

طبعاً سأعود فور انتهاء النشاطات الدولية المتعلقة بالتحضير لجنيف2 لأن عملي بدمشق أولاً، ولأننا معارضة الداخل ثانياً، ولأني نائب في مجلس الشعب ثالثاً.

- ألست خائفاً من العودة، وهل سيؤمن الروس الحماية لك عند العودة؟

وممن سأخاف؟ هذا الكلام معيب والذي يحميني هو شعبي، وهذه الأسئلة الاستفزازية التي اعتدتم عليها لا تساهم بحل الأزمة السورية، والنخوة العربية تتطلب من قناة العربية وغيرها أن تساهم في إيقاف نزيف الدم السوري لا أن يكون الغرب والروس والأمريكيون أكثر حميةً من بعض العرب على وقف هذا النزيف...

- .. ولكننا نسأل لأن الناس تحب أن تعرف...

هي أسئلة ولكن النبرة فيها..

-          أزعجت النبرة.. أعتذر.. وعلى أية حال، ماذا كانت ردة فعل المسؤولين الروس على قرار إقالتك؟

لا شيء، ولم يحدث أي اتصال معهم بعد الإقالة وليس لهم علاقة بهذا الأمر لأني أعتقد أن هذا شأن داخلي سوري، ويجب أن تسأليني عن ردة فعلي أنا على هذه الإقالة...

-          سألتك منذ البداية وما زلت طيبة وحية وأتذكر..

عماذا سألتني؟.. سألتني عن الإقالة ولم تسألي عن ردة فعلي..!

- سألتك لماذا أقالك؟

قلتي لي لماذا أقالني؟ ولم تسألي عن ردة فعلي..! رد فعلي هو أن آخر ما أفكر به هو الحكومة ولدينا أشياء أهم. أنتم لا تعرفوننا بعد، لأنكم كنتم مقطوعين عنا خلال السنتين والنصف الماضية، نحن مناضلون ثوريون آخر ما يشغل تفكيرنا هو المواقع الحكومية وهمنا اليوم هو هم شعبنا الذي نريد إخراجه من الأزمة الحالية.

- هل هناك اتصالات بينكم وبين المعارضين في الخارج؟

هناك معارضون اتفقنا معهم منذ سنتين على رفض التدخل الخارجي ورفض العنف وعلاقتنا بهؤلاء المعارضين مستمرة، وهناك معارضون لسنا متفقين معهم وعلاقاتنا معهم تتعرض لصعود وهبوط، ولكن أعتقد أن الجو الدولي والمناخ المحلي اليوم بدأ ينضج باتجاه الوصول إلى حل حيث بدأ الجميع يقتنع بعدم إمكانية التدخل الخارجي وبأن العنف ليس حلاً للأزمة السورية وبالتالي فالمواقف تتقارب موضوعياً وسيأتي وقت قريباً نجد أنفسنا فيه جميعاً على طاولة جنيف2.

- قلت بأن هناك مؤيدين للنظام قاموا بتهنئتك على إقالتك، من هم؟

لن أخبرك.

- لماذا؟

لا حاجة للدخول بهذه التفاصيل لأن لا قيمة لها، ومن حيث المبدأ فإذا كان بعض الأصدقاء قد فرحوا لأنهم اعتبروا أن ثقلاً أزيح عن عاتقي، وبالتالي فالموقف هنا شخصي وليس سياسياً..

-شكراً جزيلا سيد قدري جميل.. كان اللقاء معك ممتعاً.. شكراً جزيلاً لك