رعب منطقي

«قدري جميل تاجر سلاح ومهرب أموال إلى روسيا»، و«قدري جميل هو رجل أعمال و يطمح للعب دور سياسي.. وهو بحكم المصالح التجارية صديق لروسيا».

هكذا يتكامل منطقياً القول الأول (بسام جعارة) مع الثاني (ناصر قنديل).
غيض من فيض من الأمثلة على ذلك النمط البالي من السفسطة في المحاججة، والتي صنفها فلاسفة المنطق منذ عصر الإغريق تحت اسم الهجوم الشخصي «argumentum ad hominem».
ولكنه ليس شخصياً إلا في ظاهره، ولو أنه في توقيت تصعيده، يتذرع في طبل وزمر بحدث الإقالة، الذي لا يحمل من الأهمية أكثر مما يحمله الطارئ التصادفي على السياق السببي الضروري الأكثر أهمية، الذي هو المستهدف الحقيقي، أي الخط السياسي الثابت والوطني والصحيح والمتزايد القوة لـ(حزب الإرادة الشعبية) و(الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير) بمقدار تزايد براهين الحياة الواقعية على رؤيته الاستباقية الصحيحة لضرورة الحلّ السياسي وخسران الحلول العسكرية والعنفية منذ بداية الأزمة، والذي تجاوز دائرة هذه القوة الوطنية المعارضة ليصبح قناعة متبناة ليس فقط شعبياً ومن كل القوى السياسية الوطنية العاقلة في المعارضة والنظام بل وفي العالم  أيضاً. مثال آخر على الانسجام المنطقي بين ناصر قنديل: «اللهاث وراء المشاركة في جنيف لا يعني السعي لوقف الصراع العنيف»، وعضو مجلس اسطنبول مطيع البطين: «المعارضة عندما ترفض الذهاب إلى جنيف فهي لا ترفض الحل السلمي».
بتجريد الشكلين المختلفين لهذين القولين يتعرى المحتوى المشترك بينهما الذي يريد أن يقول: «يمكن حلّ الأزمة السورية سلمياً ودون ضرورة الذهاب إلى المؤتمر الدولي»!، الأمر الذي أثبت الواقع والتجربة أنه مستحيل في التوازن الدولي الموضوعي الحالي.
ليكرروا بذلك سلوك جميع الرجعيين عبر التاريخ في مرحلة شيخوختهم وهزيمتهم بتعمق اغترابهم عن الواقع ونكوصهم إلى إنكاره كوسيلة دفاع مراهقة.
هؤلاء بعض من أصوات القوى المتطرفة الساعية إلى عرقلة الحلّ السلمي للأزمة، وبالتالي استمرار نزيف دم الشعب السوري وجيشه وتدمير مؤسساته ووطنه.