الذكرى السادسة والتسعين لثورة أكتوبر الاشتراكية

الذكرى السادسة والتسعين لثورة أكتوبر الاشتراكية

شهد القرن العشرين كثيراً من الأحداث العاصفة والانجازات العظيمة ولكن لا يمكن أن نقارن أياً منها بثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى 1917 سواء كانت هذه المقارنة من حيث الطابع أو القوة أو الجبروت أو عمق أثرها وتأثيرها على مصير الشعوب والبلدان

لقد فتحت ثورة أكتوبر بداية عهد جديد في التاريخ على طريق الثورة الإشتراكية والتحرر من الإضطهاد الطبقي والقومي، ليس في روسيا القيصرية وحدها وإنما في كل البلدان والدول مطلقة بذلك موجة ثورية اجتاحت العالم وغيرت مصير البشرية وخط سير تطورها خلال القرن العشرين بأسره.

لذلك فإن الموقف من ثورة أكتوبر هو بالنسبة لكل مناضل في حركة التحرر الوطني مهما كان اتجاهه مسألة مبدئية لأن ثورة أكتوبر هي أول ثورة في التاريخ قضت على استعباد شعب لشعب على سدس الكرة الأرضية، وهي أول ثورة رفعت راية وتأييد الثورة الوطنية التحررية في الدنيا بأجمعه،  وصدرت المراسيم الأولى لها بعد استلام البلاشفة للسلطة ومنها مرسوم السلام الذي وضع أسس حق تقرير مصير الشعوب والأمم، ومرسوم الأرض الذي ألغى ملكية كبار ملاكي الأراضي والإقطاعيين بدون تعويض وغيرها من الإنجازات.
لقد حدثت ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى والتي كان من نتيجتها تأسيس الاتحاد السوفييتي كأول دولة للعمال والفلاحين في العالم في مرحلة اتصفت بصعود الحركة الثورية العالمية أوائل القرن العشرين، وتركت تأثيرها على مجمل التطور العام للبشرية خلال القرن العشرين بأسره رغم بدء تراجع الحركة الثورية العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين.
اليوم حلت علينا الذكرى السادسة والتسعين لثورة أكتوبر والعالم يشهد مرة أخرى انفتاح أفق تاريخي جديد أمام الحركة الثورية العالمية وانغلاق الأفق التاريخي نهائياً أمام الإمبريالية العالمية، ومن مؤشرات ذلك تأزم الوضع في بلدان الشمال الغني والجنوب الفقير على حد سواء وانطلاق الحركات الشعبية في موجاتها الأولى في معظم بلدان العالم الغني والفقير.
اليوم ونحن نحيي هذه الذكرى الكفاحية نجدد العهد على السير في طريق النضال العظيم ومهماته الاستراتيجية الكبرى التي تتمثل في الوقوف في وجه الإمبريالية العالمية وجنونها الذي أوصل البشرية إلى حافة الكارثة، عن طريق إنجاز الثورة الاشتراكية في القرن الواحد والعشرين في البلدان الإمبريالية، والثورة الوطنية الديمقراطية في بلدان الجنوب الفقير. وبهذه المناسبة تحية إلى المناضلين الثوريين في القرن العشرين الذين قطعوا أشواطاً طويلة في هذا الطريق ونحن نكمل هذا الطريق في القرن الجديد.