العصف الفلسطيني لا يفتر
الحصيلة العالية لعدد الشهداء والجرحى في الضفة الغربية وقطاع غزة تذكّر بالانتفاضات الفلسطينية السابقة

العصف الفلسطيني لا يفتر

عاشت فلسطين المحتلة أمس مواجهات هي الأعنف من نوعها منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، حيث جرى الاشتباك مع قوات العدو في مختلف محافظات الضفة المحتلة وبلدات القدس وغزة. وقد ارتقى 4 شهداء فيما عرف بـ«جمعة الغضب الثاني»، فيما لم تهدأ المواجهات طوال الليلة الماضية.

ارتفعت وتيرة التظاهرات والاشتباكات مع قوات الاحتلال عند نقاط التماس في مدن القدس وبيت لحم والخليل ونابلس وجنين وقلقيلية، خصوصاً في فترة العصر، وانعكس ذلك في الحصيلة العالية لعدد الشهداء والجرحى في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يُذكّر بالانتفاضات الفلسطينية السابقة.

وحتى مساء أمس، كان عدد الشهداء أربعة، أحدهم في القدس، وثان في رام الله، وآخران في قطاع غزة، أحدهما إبراهيم أبو ثريا (29 سنة)، الذي أصيب برصاصة في الرأس خلال مواجهات أمس مع الاحتلال شرق غزة، بعدما كان قد فقد قدميه خلال عدوان 2008 على غزة.

المدينة المحتلة تحولت بدورها إلى «ثكنة عسكرية»، بعد انتشار جنود الاحتلال ووحداته الخاصة وعناصر الاستخبارات ووحدات المستعربين و«حرس الحدود» فيها، إضافة إلى نشر الحواجز الحديدية على أبوابها. وعقب صلاة الجمعة، اندلعت المواجهات في القدس (المسجد الأقصى والبلدة القديمة)، وعناتا، ومخيم شعفاط، وحزما، وأبو ديس، والعيساوية، ما أدى إلى استشهاد الشاب باسل مصطفى محمد إبراهيم (29 عاماً) في مجمع فلسطين الطبي، بعد إصابته برصاصة في الصدر خلال المواجهات التي اندلعت في عناتا، شمال القدس. كذلك شهد مخيم شعفاط وبلدات المدينة المحتلة، في وقت متأخر من ليل أمس، مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود العدو، أصيب فيها طفل برصاص مطاطي في رأسه.

وشهدت مدينة البيرة مواجهات عنيفة قرب مستوطنة «بيت إيل»، وذلك بعد تنفيذ الشهيد أمين عقل (19 عاماً) عملية طعن أدت إلى إصابة جندي صهيوني بجروحٍ متوسطة. وبعد إطلاق النار عليه، وإصابته بجروح في قدميه، اشتبه جنود العدو في ارتدائه حزاماً ناسفاً، فأفرغوا عشرات الرصاصات في جسده، ليتبيّن لاحقاً أنه «حزام وهمي» وفق تصريح الاحتلال. وعقب استشهاد عقل، وإعلان وزارة الصحة نبأ وفاته، اعتقلت شرطة الاحتلال شقيقه المحامي فراس العقل أثناء مروره على حاجز «الكونتينر» في بيت لحم.

كما اندلعت المواجهات على حاجز قلنديا، الفاصل بين رام الله والقدس، وعلى المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة، وفي بلدات النبي صالح ودير نظام ونعلين غرب رام الله، وسط الضفة، وبلدتي بيت سوريك وقطنة شمال غرب القدس، وفي بلدتي باب الزاوية ويطا ومخيم العروب في الخليل (جنوب).

آخر تعديل على السبت, 16 كانون1/ديسمبر 2017 11:55