حديث لافروف حول العلاقة مع الأكراد

حديث لافروف حول العلاقة مع الأكراد

في لقاءٍ خاص مع «روداو» لبحث بعض القضايا المهمة في العالم وشرق المتوسط والأقاليم المحيطة به، تحدث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بشكل خاص عن الأكراد والعلاقات الروسية مع إقليم كردستان العراق، وأعطى لـ«روداو» تفاصيل مهمة.

من العاصمة الروسية موسكو، ومن وزارة الخارجية الروسية، معنا وزير الخارجية الروسي منذ 13 عاماً، سيرغي لافروف، والذي يلعب دوراً مهماً في حل مشاكل العالم. نناقش معه اليوم عدداً من هذه القضايا المهمة والسؤال الأهم في مقابلتنا هذه هو المسألة الكردية.

روداو: السيد لافروف، أريد أن نبدأ بزيارة نيجرفان البرزاني رئيس وزراء إقليم كردستان إلى سان بطرسبورغ، ولقائه معكم، واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كيف تعرفون العلاقات الروسية مع إقليم كردستان العراق اليوم؟

لافروف: لنا علاقات قديمة مع الأكراد، مع العرب والأكراد معاً، منذ قدم التاريخ، وخاصة سنوات الأربعينات والخمسينات في القرن العشرين عندما كان ابن الشعب الكردي الكبير مصطفى البرزاني في بلادنا مع رفاقه، واليوم لنا علاقات جيدة مع أكراد العراق أيضاً منذ عام 2007، ولنا قنصلية في أربيل وتوجد في موسكو ممثلية للحكم الذاتي في كردستان العراق، ولنا علاقات مع كل الأطراف السياسية في كردستان العراق، ونمارس دوراً بحيث لا يؤثر ذلك على علاقتنا مع حكومة بغداد، ونقوم بتطوير علاقاتنا الإنسانية والتعليمية أيضاً، نعطي منحاً تعليمية وكورسات تدريسية للعراق، ومن ضمنها حصة خاصة من المنح لإقليم كردستان العراق، منذ ثلاث سنوات تعمل مجموعة إعلامية لروسيا اليوم في أربيل بشكل علمي لتسليط الضوء على الحقائق، وذلك كي تنشأ علاقات بين موطني بلدنا ومواطني البلدان الأخرى ولكي تتطور هذه العلاقات في اتجاهين.

روداو: هل نستطيع القول إن زيارة نيجرفان البرزاني إلى بطرسبورغ هو بداية لعلاقات جديدة بين روسيا وإقليم كردستان؟

لافروف: علاقاتنا ليست جديدة، وخاصة مع رئيس الإقليم ومسؤولين آخرين في الحكم الذاتي، والزيارة تأتي استمراراً لهذه العلاقات على أساس المصالح المشتركة بين روسيا الاتحادية وإقليم كردستان العراق وفي هذا السياق يلعب أكراد الاتحاد السوفييتي السابق والذين يعيشون في روسيا الآن دوراً مهماً في نشوء هذه العلاقات بيننا وبين الاكراد.

روداو: جيد، لقد استمعت عدة مرات إلى الرئيس فلاديمير بوتين وتطرق في كلماته إلى الأكراد، إلى أي حد روسيا مستعدة لمساعدة الأكراد من أجل حل المسألة الكردية في الشرق الأوسط وتأمين حقوقهم؟

لافروف: لا شك، لنا علاقات جيدة مع الشعب الكردي، وأكرر للمرة الثانية لنا علاقات قديمة معهم، يحتل موضوع الشعب الكردي، كأي شعب آخر على المعمورة، وحصوله على حقوقه كباقي الشعوب على وجه الأرض مكانة مهمة بالنسبة لنا، وتحقيق أهدافه القانونية.

إذا ما نظرنا إلى تاريخ العراق وخاصة بعد 2003 عندما حدثت حرب غير قانونية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، قامت القوات العسكرية بتخريب البلاد وكل ما يحدث الآن استمرار لما حدث أنداك، ولن يتم حله بسهولة، وانعكست سلباً على العلاقة بين بغداد وأربيل. ونحن نعلم أنه بين بين المسائل المطروحة هي حل المرتبطة بالأرض، وقضية اقتسام الميزانية ومداخيل النفط، وقفنا دائماً إلى جانب بغداد وأربيل لحل هذه القضايا وقضايا أخرى، بالتوافق والتنازلات المتبادلة وجرى التوقيع لحل بعض الأمور العالقة بين الطرفين عن طريق الحوار السياسي، أكرر مرة ثانية الحقوق المشروعة للكرد، وضرورة حلها وفق القوانين الدولية، بما فيها موضوع الاستفتاء الذي اتخذت اربيل قراراً نهائيا بإجرائه.

روداو: كما هو معلوم إن إقليم كردستان يحضر لاستفتاء عام، ما موقف روسيا بالاستفتاء في كردستان العراق على الاستقلال؟

لافروف: أنا قد تطرقت لذلك قبل قليل، نحن ننطلق من أنه تعبير طموح الشعب الكردي، وكما نفهم أن الأكثرية الساحقة من سكان مناطق الحكم الذاتي الكردي يؤيدون اجراء الاستفتاء وهذا رأيهم، ولكن يجب التفكير في ما بعد الاستفتاء، وحساب تداعيات هذه الخطوة، ونتائجها  السياسية والجيوبوليتيكية، والديمغرافية والاقتصادية، لأن المسألة الكردية هي أوسع من حدود العراق المعاصرة، وتمس وضع العديد من البلدان المجاورة، وتلعب المسألة الكردية دوراً كبيراً في حل كل المسائل العالقة في المنطقة، ونحن نأمل أن يتم التعبير عن تطلعات الشعب الكردي بشكل سلمي، فلا يمكن أن ينجح الاستفتاء إلا في حالة السلم في المنطقة، عندما تختفي العوامل الموجودة في المنطقة حالياً، خاصة وأنه حسب معلوماتي فإن قيادة إقليم كردستان لها علاقات مع بلدان الجوار العراقي ولهم ممثليات في عواصمهم.

وأشير هنا: نحن جاهزون لمساعدة بغداد وأربيل للسير بهذه العملية بشكل طبيعي وضمان الاحترام المتبادل، والتطبيق النهائي لمخرجات الاستفتاء يجب أن يأخذ بعين الاعتبار كل القضايا التي ذكرتها، بما فيها قضايا الدول المجاورة للعراق بطريقة تجعل من القطعية بينهما تختفي نهائياً، والتجربة التاريخية تقول لا يمكن حل المشاكل كلها في صباح اليوم التالي.   

روداو: إذا ما جرى الاستفتاء وتقرر أن يصبح إقليم كردستان مستقلاً مثل إقليم أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وأقاليم أخرى، فهل روسيا مستعدة لاستمرار العلاقات مع كردستان العراق؟

لافروف: يجب أن تعلم بأني لن أعلق على اسئلة افتراضية، لقد وضحت رؤيتنا للداخل العراقي ككل بما فيها مناطق الحكم الذاتي الكردية، لا يوجد مجال للتخمين هنا، وكيفية تحقيقها عملياً.  

أنت تعلم أن ما حدث في أوسيتيا الجنوبية شيء آخر تماماً، هاجم نظام ساكاشفيلي أوسيتيا الجنوبية وهنالك حقائق دامغة، تؤكد بأن الهجوم على أوسيتيا سيتبعه الهجوم على أبخازيا لذلك كان هناك موضوع حماية حياة الناس، ولم يكن لدينا خيار آخر.  

روداو: حول العلاقات الاقتصادية بين روسيا الاتحادية وإقليم كردستان العراق، خاصة بعد إجراء مباحثات وتوقيع عقود بين الشركات الروسية وإقليم كردستان؟

لافروف: دائماً أذكر بأهدافنا على الساحة الدولية ونحن نؤيد تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية والإنتاجية بيننا بشكل أكثر، بهذا الصدد علاقاتنا التجارية والاقتصادية والانتاجية مع إقليم كردستان يجب ألا تضر بعلاقتنا مع بغداد. 

منذ زمن تعمل إحدى شركاتنا الكبرى في إقليم كردستان العراق وهي شركة غازبروم، في شهر شباط الماضي عملت شركة أخرى من شركاتنا الكبيرة هناك وهي شركة روسنيفت والتي وقعت اتفاقية مع شركائنا في أربيل، وجاء انعقاد المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ لإكمال لاستكمال توقيع الوثائق الأخرى، حسب رأيي فإن إحدى المصالح الدولية المشتركة في كردستان العراق هي تقريب المصالح الثنائية بشكل تعود الفائدة على الطرفين. نحن في مرحلة علاقات اقتصادية نشطة ونعلق الآمال على أن تكون النتائج مثمرة لجميع الاطراف.

روداو: نتوقف قليلاً عند الأزمة السورية، هل يلعب استمرار الأزمة في سورية في عدم استقرار شرق المتوسط، تلعب روسيا دوراً مهماً في الحل السياسي للأزمة السورية، ما هي توقعاتكم حول آفاق التطور اللاحق للحداث في هذا البلد، وما يمكن أن تقوم به القيادة الروسية في حل الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب في المنطقة؟

لافروف: لا شك أنه من الضروري أن نقول ويجب ماذا يمكن أن يقوم به السوريون أنفسهم، لأن الحل النهائي للأزمة السورية في يدهم فقط، وهذا هدف حدده مجلس الأمن وتم التوقيع على ذلك وكتابة أن الشعب السوري وحده يحدد مصير بلده. يستطيع حل الأزمة السورية، يجب أن يلعب المجتمع الدولي دوراً مساعداً في ذلك وكذلك دول الجوار كي تخرج سورية من خطر الإرهاب، وتهيئة أجواء مناسبة كي يجلس السوريون على طاولة الحوار، كي يقرروا كيف ستكون بلادهم في المستقبل، وفق الأسس التي أكد عليها مجلس الأمن. يجب أن تكون سورية ديمقراطية وعلمانية وهذا مهم جداً، لأن بعض قوى المعارضة تدعي أنها ديمقراطية، ولكن تقف بشكل حاد ضد الاعتراف بعلمانية الدولة المستقبلية. 

بالطبع يجب أن تكون الدولة قائمة على حقوق متساوية للمجموعات العرقية والدينية والسياسية بما يضمن الامن والمشاركة الفعالة في البناء السياسي على أساس التوافق على الأشكال الملموسة للحل السياسي.

نحن نعمل مع الدول الأخرى، لتأمين ظروف مناسبة تمكن من القضاء على تنظيم داعش وجبهة النصرة والمجموعات الإرهابية الأخرى المصنفة دولياً، ونعمل أيضاً لحماية مناطق وقف التصعيد والهدن بين الحكومة السورية وبعض مجموعات المعارضة، نعمل من أجل انضمام المجموعات المسلحة لوقف إطلاق النار لكي يعترف بها كشريك.

نقوم بعمل مهم آخر وهو إيصال المساعدات الإنسانية إلى الناس، ولتحقيق ذلك فإن تشكيل مناطق خفض التصعيد، ونعمل مع تركيا وإيران في مباحثات آستانا من أجل ذلك، واستطعنا أن نضم الولايات المتحدة الأمريكية والأردن إلى الاتفاق، بحثت كل من روسيا وأمريكا والأردن اتفاق مناطق خفض التصعيد في 7 تموز جنوب غرب سورية و يجري النقاش حول كيفية العمل في مناطق خفض التصعيد وحول عمل مؤسسة مراقبة إيقاف القتال ونجاح ذلك ومن ثم إيصال المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق وتحديد مناطق خفض التصعيد وإعادة حركة دخول وخروج المدنيين من وإلى هذه المناطق.

كل ما تم الاتفاق عليه في آستانا يتم تثبيته الآن، وبعد جنوب سورية سنعمل في مناطق خفض التصعيد الثلاث الأخرى لتهدئة الاوضاع، ووقف الصراع المسلح وايصال المساعدات الانسانية، وهذا يساعد على احياء مفاوضات جنيف كثيراً التي توقفت 9 أشهر وجرى تفعيلها في الفترة الأخيرة.

نحن نعمل مع ستيفان ديمستورا ومستعدون لذلك من أجل الحل السياسي، كذلك نعمل مع ممثلي الحكومة السورية وكل البلدان المستعدة لتقديم المساعدة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبلداناً إسلامية.

القضية الأكثر أهمية هي انطلاق المفاوضات المباشرة بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة المسلحة الذين يتواجهون بالسلاح وبين الحكومة السورية وأحزاب المعارضة الوطنية. نحن لسنا ضد انضمام ممثلي المعارضة السياسية، ومنها المعارضة الخارجية إلى عملية جنيف، لكن الأهم هم حاملي السلاح وهم على الأرض يدافعون عن القناعات التي يؤمنون بها، في ظل الإيمان بالدولة السورية.  

روداو: حول مسودة الدستور السوري الجديد ما هي نتائج مناقشات هذا المشروع حتى الان؟

لافروف: بدأ عملها مؤخراً، وقد نشرنا نصاً للدستور حسب رأينا، وهذا ليس كما نسمعه في الخارج، بأنه فرض لدستور على سورية، بل قلنا لهم تعالوا وشاهدوا ما لدينا، لتحريض الجميع وتنشيطهم، خاصة وأن قلة من كان يريد مناقشة الدستور السنة الماضية، بسبب اهدافهم الضيقة،  وهذا المشروع يوضح كيف سيكون دستور سورية بحيث تلعب كل الأطراف دوراً في كتابته، قال البعض لنا سنقوم بإسقاط نظام بشار الأسد في البداية ومن ثم سنفكر في الدستور ونحل المشاكل الأخرى، هؤلاء الأشخاص لم يفكروا في وطنهم وكل واحد منهم يريد أن يحتكر السلطة لنفسه، وقال آخرون لسنا جاهزين لتلك للمفاوضات السياسية إذا لم تحدث هدنة في كامل الأراضي السورية، لكنهم لم يكونوا محقين، لا يمكن تحقيق ذلك بل كانوا يطالبون بوقف الحرب على الإرهاب.

نستطيع القول أيضاً أن شركاؤنا الأمريكيون في إدارة الرئيس باراك أوباما لزمن طويل لم يستطيعوا أن يفصلوا بين المجموعات الإرهابية ومجموعات المعارضة المسلحة الأخرى لذلك كان لا بد من تنظيم مناطق خفض التصعيد، التي أعطت نتائج ملموسة، بينما قال لنا آخرون لا يمكن تحقيق تقدم دون تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وكانوا يعيقون الحل في مفاوضات جنيف.

باعتقادنا العميق إن العمل على الدستور الجديد سيضمن لجميع المجموعات السورية، الاثنية والسياسية الامن والحماية في الدستور السوري الجديد، وذلك عبر عملية تقاسم السلطة، وامكانية تسليم المهام العليا للسلطة التنفيذية والتشريعية بما يحقق التوازن، نحن ندعم التوجهات التي تساعد مفاوضات جنيف، وأشار ديمستورا إلى ضرورة بحث السلات الأربع بالتوازي، السلة الأولى هي كيف تستطيع سورية أن تحكم نفسها في المرحلة الحالية بحيث تشارك أطراف المعارضة في ذلك، أما السلة الثانية فكانت حول الدستور وكيفية كتابته، السلة الثالثة هي تحضير الانتخابات، السلة الرابعة هي ضمان مكافحة الإرهاب.

أنا اعتقد أن الجميع متفق على مفوضات جنيف باستثناء بعض مجموعات المعارضة المتطرفة، وسيبقون خارج الاتفاقات السياسية وهذا يؤكد عدم وجود نية لديهم من أجل الحل السياسي.

 

روداو: كيف تنظر روسيا إلى حقوق الكرد في سورية في إطار الحل السياسي للأزمة السورية؟

لافروف: نحن نبحث هذا الموضوع باعتبارهم قسم هام من مجموعات المعارضة المعروفة، وصورة مشاركة الجميع في المفاوضات، نحن ننظر إلى الأكراد السوريين بضرورة حضورهم مفاوضات جنيف وضمان حقوقهم في إطار وحدة الدولة السورية.

روداو: هنالك صراع حاد في السياسة الخارجية بين روسيا والولايات المتحدة، هل تستطيع روسيا والولايات المتحدة إيجاد مساحة لحل المشاكل والخلافات الحاصلة بينهما بما فيها حل القضايا العالقة في مختلف بقاع العالم؟

لافروف: من الضروري إيجاد مساحة مشتركة مع الولايات المتحدة، إذا ما أردنا استمرار دورنا على الساحة الدولية فيجب على روسيا وأمريكا أن تعمل معاً من أجل حل المشاكل الصعبة في مناطق العالم المختلفة، المشاكل العالقة هي منع انتشار اسلحة الدمار الشامل، لم تستطع الولايات المتحدة حل هذه المشكلة الاستراتيجية حتى الآن، الجميع يعترفون أن دور روسيا وأمريكا في العالم لا يتماثلان ولا يستطيع أحد آخر أن يلعب هذا الدور عوضاً عنا، لعبنا دوراً في حل المشاكل العالقة وعلاقاتنا مع أمريكا ليست جيدة تماماً، لقد تركت لنا إدارة أوباما الكثير من الملفات النارية لمعالجتها بحجة انشغالها بالانتخابات الأمريكية، كان البيت الأبيض ينوي تنفيذ أعمالاً تخريبية مثل تخريب العلاقات الروسية- الأمريكية.

فهمنا صعوبة تحرك الادارة الامريكية الجديدة في مواجهة قيام البعض في واشنطن بنشر «روس فوبيا» في العالم، وأمضينا عدة أشهر مع الإدارة الأمريكية الجديدة دون أن نتباحث في هذا الموضوع، روسيا لا تتدخل في الشؤون الأمريكية كما يشاع، لم أعتقد يوماً أن يقول السياسيون الأمريكيون ذلك، وكأنهم مصابون بالعصاب، عندما كنت أعمل في نيويورك كنت أتحدث إلى أغلب هؤلاء السياسيين وكنت استغرب كيف يتحدثون إلى الأمريكيين، حسب رأيي أن أغلب المتأثرين بهذه الدعاية المشوهة ضد روسيا يقومون بحركة قذرة، ويفهم سياسيون أخرون في أمريكا أن هذا سيء جداً ويجب عليهم إعادة التفكير في موقفهم من روسيا.

هم يضعون أنفسهم بأيديهم في المواقف المحرجة التي يصعب الخروج منها، من المهم أن أقول أنه لن يستطيع أحد مساعدة هؤلاء، يجب وقف هذه السياسات، هم يضغطون على جرحهم النازف وأعيد التأكيد على بأنهم لم يستطيعوا إثبات تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة ولا يملكون دليلاً واحداً على ذلك، كيف نشبه عمل الصحف وقنوات التلفزيون الامريكية؟ هنا مقولة عندنا تصف الوضع: هذا يسمى عندما «مص الأصابع».

كان الهدف الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب اثناء حملته الانتخابية هو تطوير العلاقات الروسية – الأمريكية وكان ذلك جواباً على تلك السياسات، مؤخراً التقى الرئيسان الروسي والأمريكي في قمة العشرين في المانيا 7 تموز وجرى بحث هذا الموضوع وكان ذلك اللقاء بعد 3 مكالمات هاتفية بينهما وهناك جرى الاتفاق على مناطق خفض التصعيد جنوب سورية.

نحن نؤكد وبقوة باننا نستطيع معاً حل المشاكل العالقة في مختلف بقاع العالم وبشكل واسع، ولنا لقاءات من أجل حل الأزمة الأوكرانية حسب ما خططنا له سابقاً، ويجري العمل عليها بشكل متواصل. اقترحنا تشكيل مجموعة لأجل كل مشكلة توجهنا بما فيها قضية الأمن الإلكتروني، قام بعض أعضاء الكونغرس بتقديم شكاوى إلى الرئيس ترامب يحتجون على جلوسه مع «الشيطان الروسي» وحدهم الأطفال يفكرون هكذا وهذا ليس اسلوب السياسيين لمعالجة موضوع مع روسيا مثل الأمن الالكتروني، أقول أن الانسان الجيد لا يخشى أهمية الحديث عن أي شيء بشكل مباشر.

كنا نجتمع لسنوات في مقر الأمم المتحدة وكنا نطرح دائماً قضايا الأمن الالكتروني،   وتم تحضير الوثائق اللازمة لحل الموضوع وكان هناك من لا يريد فتح هذا الملف بشكل مباشر، في الحقيقة هذه قضية شائكة وصعبة، ونأمل أن المجتمع الأمريكي سيدعم إدارته الحالية من اجل المفوضات مع روسيا.

روداو: ما هو دور روسيا في حل الأزمة الناشئة بين بعض البلدان العربية مثل قطر والسعودية والبحرين وبلدان أخرى؟

لافروف: نحن نتواصل مع الأطراف التي لها علاقة بالموضوع، تحدث الرئيس بوتين مع الملك السعودي عبر الهاتف عدة مرات وكذلك الرئيسين التركي والمصري والأميرين الإماراتي والقطري، وتحدثت مع وزير الخارجية القطري في اجتماع وتحدثت عبر الهاتف مع شركائنا الآخرين، الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وقلنا لهم علناً بإننا نريد حل هذه الأزمة، على اساس الأخذ بعين الاعتبار المخاوف المتبادلة ومراعاة مصالح الجميع، ونحن ندعم مبادرة الأمير الكويتي بخصوص ذلك، إذا ما طلب من روسيا الاتحادية ومن قبل جميع الأطراف، تقديم مساعدة فنحن جاهزون. نحن نرى أنه يجب حل هذه المشكلة مع البلدان الأخرى، كان ريكس تيلرسون في تلك المنطقة وعقد عدة اجتماعات المهمة، وأعلن البريطانيون والفرنسيون جاهزيتهم لتقديم المساعدة أيضاً، ونحن أيضاً سنقدم المساعدة لحل صعوبات التي تواجهنا في المنطقة والعالم.

آخر تعديل على السبت, 29 تموز/يوليو 2017 16:30