«مستقلون ونأخذ قرارنا من رأسنا»
منصة موسكو منصوص عليها في القرار الدولي 2254، ولا أحد قادر على أن يضع عليها فيتو

«مستقلون ونأخذ قرارنا من رأسنا»

أجرت وكالة «سبوتنيك» الروسية، الأربعاء 17/5/2017، حواراً إذاعياً مع رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، أمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، استطلعت خلاله موقف منصة موسكو من مجريات الجولة السادسة لمفاوضات جنيف3.

ما الذي يجري صراحةً في جنيف؟

اجتمع وفدنا البارحة مع دي مستورا. وقدّم الأخير اقتراحه بأن يبدأ العمل الفني بلجنةٍ واحدة وهي لجنة الدستور. نحن أبدينا عدم اعتراضنا على هذه الفكرة، لكننا قلنا أنه يجب توسيعها بأسرع ما يمكن، كي تشمل جميع القضايا التي يجب أن تطرح من خلال السلات الأربعة المقترحة. اقترحنا أن يكون هنالك أربع لجان فنية تعمل بشكل مستمر، بغض النظر عن وجود الجولة أو عدمها، ستنهي أعمالها نهائياً وتثبِّت جميع المواقف لجميع الأطراف، وعلى أساس ذلك يصبح موضوع المفاوضات المباشرة أكثر سهولةً.

وماذا عن الآليات التي طرحها دي مستورا، وما هو موقف منصة موسكو منها ومن الضغوطات الدولية؟

انتقاداتنا القديمة للسيد دي مستورا هي أنه بطيء الحركة، وأنه لا يقوم بمبادرات فعالة، مما جعل آستانا تتقدَّم على جنيف، في الوقت الذي يجب أن يكون جنيف هو الأساسي ومسار آستانا مساعد له. انتقاداتنا أن مواقفه رخوة، ويحاول إرضاء الجميع، وهذا ما لا يمكن الوصول إليه عملياً، ويؤدي فعلياً إلى إغضاب الجميع وليس إرضائهم.

وملاحظتنا الأخيرة على دي مستورا أنه كان يقوم بالإيحاء بالحركة دون القيام بحركة فعلية، وفدنا البارح قال له أنه مطلوب منا جميعاً، ومنك بالدرجة الأولى، خطوة عملية صغيرة. الورقة التي سلمها البارحة هي حول الآليات التي يجب أن يجري من خلالها بحث السلة الأولى، أي سلة الدستور، نحن أبلغناه موقفنا المبدئي أننا لسنا ضد، ولكن على ألا يتوقف هنا، بل أن يتوسَّع إلى بحث اللجان في كل السلات المطلوبة.

هل من أمل في جنيف، وهل يمكن أن تخرج هذه المحادثات بنتائج فعلية؟ وهل من المحتمل أن تتحول آستانا عائقاً لجنيف؟

من المستحيل أن تتحول آستانا عائقاً لجنيف، بل العكس، آستانا تزيل الألغام من طريق جنيف، ولذلك فإن وضع المسارين في مواجهة بعضهما البعض هو خطأ فادح، آستانا تلعب دورها، وبما يخص جنيف، فالأمم المتحدة كانت لا تقوم بدورها. البارحة لمسنا أول مبادرة حقيقية لدفع الأمور إلى الأمام، فالورقة التي سلمنا إياها دي مستورا، هي ورقة إجراءات، أي كيف سيتم العمل في اللجنة التخصصية فقط لا غير، ونحن قلنا أن لجنة الدستور مهمتها أن تبحث الإطار العام، وأن تبحث المبادئ العامة التي يجب أن يصاغ على أساسها الدستور في دمشق، وإذا توصَّل المفاوضون في جنيف بأطرافهم المختلفة إلى توافق فهذا الأمر سيكون جيداً، وسيفتح الطريق أمام تسريع عمل لجنة الدستور في المستقبل.

ما هو مستوى توافقكم مع الموقف الروسي، خصوصاً بظل الضغوطات التي مورست على روسيا وعليكم صراحةً، حيث كان هنالك فيتو على حضوركم من قبل وفد الرياض، وكان هنالك أحاديث عن استبعادكم في هذه الجولة؟

هذا الكلام غير صحيح، منصة موسكو منصوص عليها في القرار الدولي 2254، ولا أحد قادر على أن يضع عليها فيتو. نحن مستقلون و«نأخذ قرارنا من رأسنا». قرارنا الآن أن يكون وفدنا بهذا الشكل، أي إن رئاسة المنصة هي التي قررت شكل الوفد، ولم نتعرَّض لأية ضغوطات، هذه إشاعات لا أساس لها من الصحة.

اللقاء مع السيد غينادي غاتيلوف كان إيجابياً جداً، ولا أريد القول أبداً أنه كان هنالك تطابق في وجهات النظر، ولكن يمكن أن أقول أنه كان هنالك تقارب كبير في وجهات النظر. نحن مصرّين على أنه إذا افتتحت المحادثات التخصصية بسلة واحدة، فيجب ألا تقتصر عليها، يجب أن تمتدّ بسرعة إلى السلات الأربعة كلها، ونعتبر أن الافتتاح بهذه السلة تجربة للحصول على المزيد من الشجاعة والجرأة للتقدم في كل المسارات والسلّات المطلوبة.

حوار د.قدري جميل مع سبوتنيك

آخر تعديل على الأربعاء, 17 أيار 2017 21:54