حلب .. مزادات جديدة للدم

حلب .. مزادات جديدة للدم

ليست المرة الأولى التي يتصاعد  فيها زعيق الإعلام الغربي، وتلاميذه الكسالى في إعلام النفط بخصوص سفك الدم السوري، كما يجري الآن في سياق المواكبة الإعلامية للوضع الميداني في حلب، حيث يتم توظيف قداسة الدم المراق لتمرير جملة من الرسائل السياسية، تتعلق بالمعركة الدبلوماسية الدائرة حول تثبيت اتفاق الهدنة الروسي الأمريكي في سورية، عجزاً عن ضبط بعض الجماعات المسلحة، أو تواطؤاً معها من بعض أركان الإدارة الامريكية، والحثالات الفاشية الأخرى في دوائر صنع القرار الدولي والإقليمي والمحلي

 

البروباغندا الحالية هي سلة أوهام جديدة، معروضة للبيع لبعض القوى المسلحة، في سوق مزاد الأزمة، بغية خلط الأوراق مجدداً ومنع إحداث الفرز الضروري والممكن بين المسلحين على أساس معيار الموقف من الحل السياسي، وتعويم «جبهة النصرة» باسمها الحركي الحديد، لحمايتها من تنفيذ «حكم الإعدام» الصادر بحقها، أو هي مجرد محاولات يائسة لتعديل اتفاق الهدنة، منعاً من تفكك حلف واشنطن الإقليمي، بعد أن عجزت عن التملص من التوقيع عليه. فرغم كل ما يجري، وكل محاولات شيطنة الجانب الروسي، وتحميله المسؤولية، لم يتجرأ أحداً حتى من قوى الحرب إلى الآن على الدعوة لإلغاء الاتفاق الروسي- الأمريكي في جنيف، لابل استدعى الأمر من الدبلوماسية الامريكية، المحرجة من سلوك المجمع الصناعي العسكري، إلى إصدار بيان مشترك مع دول الاتحاد الأوربي، يدعو «قوى المعارضة المسلحة المعتدلة» للابتعاد عن النصرة وداعش.

إن السعار الإعلامي الحالي،  وقبله خرق الهدنة من طرف بعض الجماعات المسلحة، وتهديد الجناح السياسي للإرهاب–الائتلاف- بالانسحاب من العملية التفاوضية، هي أدوات ابتزاز ولعبة عض أصابع، لتعديل اتفاق الهدنة، حفاظاً على تماسك البيت الأمريكي بامتداداته الإقليمية والسورية، المهدد بالتفكك في سياق عملية التراجع أمام الضغط الروسي، الأمر الذي يستوجب من جملة ما يستوجب، ابتعاد النظام وإعلامه جذرياً عن خطاب الحسم العسكري، بل عرض القضية ضمن منطق الحل السياسي بين السوريين، بالتوازي مع الحرب على قوى الإرهاب، والتأكيد على ضرورة استئناف مفاوضات جنيف.

آخر تعديل على الأحد, 25 أيلول/سبتمبر 2016 23:01