جلسة حادة في مجلس الأمن حول الوضع السوري

جلسة حادة في مجلس الأمن حول الوضع السوري

عقدت اليوم الأربعاء 21 في مقر مجلس الأمن الدولي في الولايات المتحدة أعمال جلسة المجلس حول الوضع في الأراضي السورية. وفيما اتسمت كلمات الوفود المشاركة في أعمال الجلسة بالحدة، بدا التصعيد الدبلوماسي واضحاً في كلمتي الوفدين الممثلين للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على وجه الخصوص.


كي مون يدعو لاستمرار تطبيق الهدنة

قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في افتتاح جلسة مجلس الأمن الدولي حول سورية، إن تطبيق الهدنة في سورية سيمهد لحل الأزمة سياسياً.

ودعا كي مون إلى تقديم الدعم للمبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، دون وضع أية شروط مسبقة لاستئناف المحادثات السورية السورية في جنيف.

 

 

دي ميستورا: يجب الانتقال إلى المفاوضات المباشرة

من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في كلمته أمام الجلسة أنه سيطرح خطة إطار عمل لاستئناف المفاوضات، مؤكداً على أن المرحلة الانتقالية في سورية يجب أن تشمل الجميع.

ونوه دي ميستورا إلى ضرورة الانتقال للمفاوضات المباشرة بين الأطراف السورية في الجولة القادمة من المباحثات.

 

 

لافروف: موقفنا ثابت.. لاستئناف المحادثات دون شروط

ودعت موسكو إلى استئناف المفاوضات السورية بشكل عاجل بين السوريين، دون شروط مسبقة، معرباً عن دعمها لجهود المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في مواصلة العمل مع الأطراف السورية كلها دون استثناء.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول سورية، إن موسكو لا تزال متمسكة بموقفها بأن «لابديل عن العملية السياسية التي تقوم على الاحترام المتبادل والشمولية مع عدم طرح شروط مسبقة والضمان بشكل مواز لوقف القتال، وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية، ورفع فعالية الكفاح ضد الإرهابيين».

واعتبر الوزير الروسي أن «قصف طائرات التحالف لوحدات الجيش السوري يوم الـ16 من أيلول قرب دير الزور كان انتهاكاً فظاً للهدنة».

وشدد لافروف على أن الأولوية الأساسية في التسوية السورية، تبقى عملية فك الارتباط بين المعارضة من جهة وتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، وذلك من أجل ضمان فعالية أكبر لنظام وقف القتال وحل المهمات الإنسانية وقطع محاولات القوى الإرهابية في التملص والتهرب من القصاص تحت التستر بغطاء ما يسمى بـ«المعارضين المعتدلين» المشاركين في نظام وقف القتال.

وكشف لافروف أن موسكو أبلغت واشنطن بوقوع 300 انتهاك لنظام وقف القتال في سورية، داعياً إلى العودة إلى موضوع تدقيق قائمة التنظيمات الإرهابية، منوها بأن القائمة التي استلمتها موسكو من واشنطن تتضمن حوالي 150 منظمة تمت الإشارة لها كمشاركة في نظام وقف القتال. ولكن أكثر من 20 منها أعلنت فوراً وبعد 12 أيلول بشكل رسمي أنها لن تنفذ هذه الاتفاقات.

وبخصوص الهجوم الذي وقع على قافلة المساعدات الإنسانية بالقرب من حلب أعلن لافروف أن روسيا تصر على تحقيق غير منحاز. وقال: «الكثير من الدلائل تشير إلى أن الهجوم على القافلة كان بالصواريخ أو بالمدفعية.. في البداية جرى الإعلان عن ذلك بالذات ولكن لاحقاً ذكروا المروحيات ومن ثم الطائرات».

 

 

كيري يتهم روسيا ودمشق باستهداف القافلة

من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، خلال الجلسة أن واشنطن على استعداد للتعاون مع موسكو، على مستويات عدة، في مواجهة تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة».

وقال كيري إنه لا يزال يعتقد أن هناك سبيلاً «للخروج من المجزرة» في سورية، داعياً إلى منع فوري لتحليق كافة الطائرات من أجل «إنقاذ» اتفاق وقف إطلاق.

كما طالب كل الدول بوقف تقديم الدعم لأي طرف يحاول تخريب اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى اعتراف واشنطن بأنها قصفت عن طريق الخطأ وحدة تابعة للجيش السوري قرب دير الزور وقدمت اعتذاراً بهذا الشأن.

وتحدث كيري عن أن امكانية وقوع انفجار في قافلة الإغاثة في حلب غير مقبولة ولا تتوافق مع الحقائق، في إشارة إلى الرواية الروسية، وأضاف كيري أن «الطيران الروسي والسوري هما القوات الجوية الوحيدة التي تحلق في سماء حلب».

 

 

السيسي: استئناف الاتفاق الروسي الأمريكي.. طريق وحيد

بدوره، أشار الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن بشأن الأوضاع في سورية أن الوقف الشامل للنار في سورية هو السبيل الوحيد لوقف نزيف الدم، مؤكداً على أنه لا دور للتنظيمات الإرهابية في مستقبل سورية.

وأكد السيسي أن مصر حريصة على حل الأزمة السورية وملتزمة بالعمل مع الشركاء للتوصل إلى حل. وأن: «أي قراءة نزيهة لتجربة المجتمع الدولي فى مواجهة الأزمة السورية حتى الآن، لا بد أن تفضي لنتيجة أساسية، وهي أننا أصبحنا مستغرقين فى معالجة العرض لا المرض فنحن مستنزفون فى نقاش حول التوصل لترتيبات مؤقتة لوقف إطلاق النار لتخفيف معدلات القتل والدمار أو منهمكون فى محاولة تخفيف حدة الكارثة الإنسانية.. إن الطريق واضح، فاستئناف اتفاق وقف العدائيات وإلزام كل الأطراف بقبوله ثم تطويره لوقف شامل لإطلاق النار في سورية من شأنه أن يوقف نزيف الدم ويسمح بنفاذ قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمدنيين فى المناطق المنكوبة والأشد احتياجاً».

 

 

الجعفري: الوضع يشهد تداعيات خطيرة

واعتبر المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن «المجتمع الدولي وقف عاجزاً أمام العدوان الأمريكي على الجيش السوري في دير الزور..»، وأن «الوضع يشهد تداعيات خطيرة بسبب تنصل الولايات المتحدة من الاتفاق الأخير مع روسيا»، معتبراً أن دمشق كانت تتطلع إلى تنفيذ واشنطن لالتزاماتها بهذا الخصوص ومنها القيام بإيقاف الدعم من الأنظمة الإقليمية للإرهابيين

 

آخر تعديل على الأربعاء, 21 أيلول/سبتمبر 2016 20:33