داعش لاعب احتياط في كأس «أمم أوربا»!

10 حزيران يوم انطلاق بطولة أمم أوربا، «بلاد الفرنجة» مستنفرة إعلاماً، وشرطة، وأجهزة استخبارات، ووزراء، وساسة.. الجميع يحذر من وقوع هجمات إرهابية..

قبل 10 أيام من انطلاق الدوري الكروي تحذر الخارجية الأمريكية، من حدوث أعمال إرهابية، وتحذر رعاياها من السفر، الخارجية البريطانية تنضم إلى اوركسترا التحذير قبل أربعة أيام من بدء مباريات البطولة. ميشيل كادو قائد شرطة باريس، يؤكد خطر وقوع اعمال إرهابية في أثناء أيام دوري «المستديرة» كما يقول الأخوة المغاربة. واستطراداً، كان قد تم استبعاد نجوم كروية فرنسية، ذات أصول مغاربية إسلامية، من المنتخب الفرنسي، في سابقة لافتة للنظر؟

هناك أكثر من 30 دولة أوربية تحارب وتقصف وتموِّل «ضد داعش» منذ سنتين تقريباً، وسط تأكيدات على عدم وجود نية في التدخل البري. ولكن، وفي موقف، وتوقيت ملتبس– قبل بدء أولى المباريات بأيام- تعرض قنوات فرنسية عديدة، ومنها فرانس 24 الناطقة بلغة «القرآن» شريطاً إخبارياً، وعلى مدى يوم كامل، عن مشاركة قوات فرنسية في تحرير منبج، التي تعتبر ممراً إجبارياً إلى بوابة داعش الخارجية، «تركيا».

دون أي مبرر، تنشر صحف بريطانية بداية هذا الشهر خبراً عن وجود قوات بريطانية خاصة ومعدات عسكرية متطورة تشارك ضد داعش في محيط مدينة منبج؟!

وكي نعرض المشهد كله، لابد أن نذكّر، بأن داعش كانت قد أعلنت، بأن الشهر الحرام سيكون جهنماً على رؤوس «الصليبيين»!؟

بعبارة اخرى، لا نظن أن تزامن هذه المواقف، والاستثمار في أهم حدث شعبي أوربياً، هي صدفة، أو سوء تقدير، لابل الدلائل كلها تشير إلى أن هناك قائد اوركسترا، يوزع الأدوار بحرفية عالية، لتوليف الرأي العام الأوربي والعالمي، باتجاه محدد.  

وبغض النظر إذا ما كان سيتخلل بطولة أمم أوربا عمل إرهابي أو لا، فإن محصلة هذا الاستنفار الإعلامي والرسمي الغربي، هي:

-        الالتفاف على الأزمة الاقتصادية التي بدأت تتجلى مفاعيلها بوضوح، في بلدان المركز الرأسمالي الأوربي، ألمانيا– فرنسا، وصرف الأنظار عن تفجر التناقضات الاجتماعية في هذه البلدان، وتبرير محاولات الضبط القسري التي ستلجأ إليها للتحكم بالاحتجاجات الطبقية ضد الليبرالية.

-        تأمين المبررات للإمبريالية الأوربية، لتمارس ألعاباً من نوع آخر، خارج أراضيها، وربما التدخل العسكري المباشر، إذا تطلبت مصالح المركز الرأسمالي العالمي، وسمح لها ميزان القوى الدولي.

-        تزايد نفوذ التيارات اليمنية المتطرفة في أوربا.

-        تامين المزيد من المبررات، لإغلاق أبواب الهجرة كاملة أمام النزوح القسري من بلدان الشرق وأفريقيا.

 

-        نفخ الروح في مقولة صراع الحضارات، وإعادة ترتيب البيت الرأسمالي، «المتمدن» المهدد، في مواجهة العالم الآخر «المتوحش»، وتأجيل البت بتناقضاته الداخلية.