أرمينيا وأذربيجان تتفقان على الهدنة واستئناف التسوية في قره باغ

أرمينيا وأذربيجان تتفقان على الهدنة واستئناف التسوية في قره باغ

 ذكر بيان مشترك للولايات المتحدة وفرنسا وروسيا أن رئيسي أرمينيا وأذربيجان أكدا خلال اجتماع في فيينا التزامهما بوقف إطلاق النار في إقليم قرة باغ وبتسوية النزاع بينهما سلميا.

كما اتفق رئيسا أرمينيا سيرج سركسيان وأذربيجان إلهام علييف في البيان الذي صدر الاثنين 16 مايو/أيار على إجراء جولة محادثات جديدة بهدف استئناف مفاوضات التسوية الشاملة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على الالتزام بالهدنة ووقف إطلاق النار وفقا لما تم التوصل إليه في عامي 1994 و1995، مشيرا إلى أن رئيسي أرمينيا وأذربيجان سيبحثان في يونيو/حزيران تحديد موعد ومكان عقد لقائهما المقبل الذي سيواصلان فيه مناقشة أبعاد الهدنة.

وأكد لافروف أن "إيجاد حل وسط ممكن دائما"، مضيفا أن روسيا وفرنسا والولايات المتحدة التي ترأس مجموعة مينسك الخاصة بالنزاع في قره باغ تسعى إلى إكمال العملية وبدء المضي قدما إلى تسوية النزاع بشكل شامل.

وقال إن هذه العملية ستجري على الأرجح على مراحل في ظل الوضع المتوتر إلى حد كبير في العلاقات بين جانبي النزاع، مؤكدا أن هناك إمكانيات للتوصل إلى اتفاق بشأن أبعاد المرحلة الأولى من التسوية. وأضاف أن صياغة هذه الأبعاد تمت في إطار الوساطة الروسية والمواقف المشتركة للرؤساء المناوبين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وأكد وزير الخارجية الروسي أن هناك ما يسمح بالاعتقاد أن "المفاوضين من أرمينيا وأذربيجان سيسعون إلى صياغة حلول وسط"، مضيفا "سنساهم في ذلك بكل الطرق الممكنة.

ميدانيا، أفاد جيش دفاع جمهورية قره باغ غير المعترف بها دوليا بأن القوات الأذربيجانية قصفت مواقع لقوات قره باغ الليلة الماضية باستخدام مدافع هاون وقاذفات ومدرعات وأسلحة نارية، مما أسفر عن مقتل جندي أرمني (20 عاما). وقال مصدر في المكتب الإعلامي لوزارة دفاع قره باغ إنه تم رصد 78 طلقة باستخدام أسلحة ثقيلة.

من جانبها اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمنية بانتهاك الهدنة الليلة الماضية 120 مرة وقصفت مواقع للجيش الأذربيجاني في البلدات الواقعة في المناطق المتاخمة لقره باغ، مضيفة أن القوات الأذربيجانية ردت على ذلك بتوجيه 125 ضربة إلى مواقع تابعة للقوات الأرمنية.

وكانت أذربيجان وجمهورية قره باغ غير المعترف بها دوليا قد أعلنتا في الـ5 من أبريل/نيسان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة النزاع، وذلك بعد اشتباكات وقعت عند الحدود بين الجانبين في الـ2 من أبريل/نيسان.

يذكر أن النزاع حول إقليم قره باغ الجبلي كان قد اندلع في عام 1988، وانتهى سنة 1991 إلى إعلان الأغلبية الأرمنية بين سكان قره باغ عن انفصال الإقليم عن أذربيجان وقيام جمهورية قره باغ من جانب واحد، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب في تلك المنطقة بين الأرمن والأذربيجانيين التي انتهت بالتوقيع على هدنة عام 1994.

ويعد التصعيد الأخير أخطر انتهاك لوقف إطلاق النار في المنطقة المتنازع عليها، منذ عام 1994 حين جرى التوقيع على بروتوكول بيشكيك (الهدنة) بين ممثلي برلمانات أذربيجان وأرمينيا وجمهورية قره باغ بوساطة روسية.

المصدر: وكالات