تصريح صحفي من د.قدري جميل

تصريح صحفي من د.قدري جميل

بصفتي رئيس «منصة موسكو» من المعارضة السورية إلى مؤتمر جنيف للمحادثات السورية- السورية الجارية برعاية الأمم المتحدة، أقدم فيما يلي بعض الملاحظات على بعض ما ورد في تصريحات الأستاذ حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، لصحيفة الوطن السورية والمنشورة فيها بتاريخ 11/5/2016.

- أحيي بداية أية جهود يبذلها السيد عبد العظيم وغيره من شخصيات وقوى المعارضة بغية التقريب فيما بينها بهدف وضع حد للكارثة السورية المتفاقمة، عبر مسار جنيف، بوصفه المنصة الوحيدة المتوافرة للحل السياسي للأزمة السورية.

- إن إنهاء الانقسام في صفوف المعارضات السورية، هو ليس عملية تجميعية تجميلية، وإنما نتيجة إنجاز الفرز المطلوب فيها على أساس نقاط الالتقاء في البرامج التي تطرحها مختلف قوى المعارضة للخروج من الأزمة، وحقن دماء الشعب السوري، والحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً ومواصلة مكافحة الإرهاب، وكل ذلك على قاعدة الإقلاع عن منطق الشروط المسبقة، والالتزام بمختلف القرارات والبيانات الدولية، ومضامينها وجداول عملها، ولاسيما القرار 2254.

- إذا كان متشددو النظام يريدون وضع المسلحين كلهم في سلة «إرهابية» واحدة، فإن المطلوب من الفصائل المسلحة وأغطيتها السياسية التي تعلن قبولها بالهدنة والانخراط في العملية السياسية هو أن تحسم أمرها نهائياً فيما يتعلق بموقفها من دخول العملية السياسية وثباتها فيها، ومن التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«النصرة» وغيرها، وأن تبدأ مواجهتها للإسهام في دحرها. وبدون ذلك سيبقى الشعب السوري أسير محاولات متشددي النظام ومتشددي المعارضة إعادة إحياء شعارات «الحسم والإسقاط»، من جهة تحت يافطة مكافحة الإرهاب، ومن جهة أخرى عبر تمويه حلفاء داعش والنصرة بقناع الاعتدال بما يطيل من عمر هذه التنظيمات الإرهابية بالمحصلة، مع محاولة الطرفين استخدام منصة الحل السياسي للوصول إلى غايات «الحسم والإسقاط» البالية والعقيمة ذاتها، والتي فقدت مفاعيلها وحتى أصدائها لدى عموم الشعب السوري.

- إن الإسراع في بلورة الحل السياسي في جنيف، على أساس 2254، يتطلب عملياً الانتقال للمفاوضات المباشرة، وهذا يستدعي ضمناً إعادة تشكيل وفود المعارضة التي تفاوض وفد حكومة الجمهورية العربية السورية، أو وفد النظام، في جنيف. وإن من مصلحة قوى المعارضة الوجود في وفد واحد، وإن كان غير موحد، ولكن لديه توافقات الحد الأدنى المطلوبة فقط لتحقيق مضمون القرار الدولي 2254، وليس لتنفيذ برنامج هذه القوة أو تلك، ولاسيما إن كانت نقاط انطلاقه قد أثبتت لا واقعيته، وبالتالي لا يجوز التعامل بصيغ ترقيعية للوفود القائمة الآن، على أساس أن هناك قوى أساسية، وقوى رديفة أو أقل شأناً، أي أن هذا الوفد الواحد ينبغي أن يضمن مبدأ التساوي في التمثيل والتماثل في الصلاحيات فيما بين منصات المعارضة المتعددة، الرياض من جهة، والقاهرة وموسكو و المنصات الأخرى من جهة أخرى.

- وأرغب هنا بأن أذكّر بأن السيد ستافان دي ميستورا لم يقل أنه يجري تفاوضاً مع وفد الرياض، وتشاورات مع الوفود الأخرى، بل قال صراحة إنه إذا كانت اجتماعاته مع وفود القاهرة وموسكو وأستانا تشاورية، فإن اجتماعاته كلها مع «الرياض» ووفد الحكومة لها هذا الطابع أيضاً، بغية إخراج الشعب السوري من محنته، والرجل حي يرزق..! وهذا يعني أنه ينبغي الكف عن هذا الهمز واللمز غير المجدي وغير المفيد.

- وبالفعل لقد آن الأوان حقاً للمعارضات السورية، كما قال الأستاذ عبد العظيم لأن تنهض لمسؤولياتها التاريخية والوطنية والأخلاقية، ولكن آن الأوان لها أيضاً أن تخرج عن عقلية «الحزب القائد» الشائعة والموروثة، وأن تركز جهودها بعيداً عن الحسابات الحزبية والسياسية الضيقة على تقديم الاقتراحات العملية والملموسة الكفيلة بإنهاء الأزمة، بالتوافق والتراضي فيما بين السوريين، حسب جنيف1 وما تلاه كله، بما يشمل التركيز على جدول عمل 2254 وجنيف3، أي الوصول إلى توافقات جدية حول الجسم الانتقالي والدستور والانتخابات، وبما يكفل فتح الأفق الحقيقي للتغيير الوطني والديمقراطي والجذري والعميق والشامل على الصعد كلها.

- إن السوريين الذين يدور عداد حياتهم موتاً وفقداً واعتقالاً وفقراً وجوعاً وحصاراً ونزوحاً ولجوءً لن يغفروا لمن يسهم في إطالة أمد معاناتهم، أياً كانت يافطته السياسية.

- وإذ نعيد تأكيد ما يعلمه الاستاذ حسن عبد العظيم جيداً ومسبقاً بأننا في جبهة التغيير والتحرير لسنا بصدد الالتحاق بأحد أو بوثائقه وأوراقه كما هي، بمن فيهم منصة الرياض وهيئة التفاوض المنبثقة عنها، فإننا في منصة موسكو منفتحون، في الوقت ذاته، على إجراء اتصالات وعلاقات وبناء توافقات جدية، ندية وليست تبعية، مع قوى المعارضة كلها، بما يخدم هدف تحقيق الحل السياسي الناجز للأزمة السورية.

12/5/2016

د.قدري جميل

رئيس منصة موسكو من المعارضة السورية

إلى محادثات جنيف

 

 

 

المصدر: صحيفة الوطن السورية

آخر تعديل على الأحد, 15 أيار 2016 13:12