ابتسامة في الساحة الحمراء!

 قبل 71 عاماً رفع كل من الرقيب ميخائيل يوغوروف، والعريف  ميلتون كنتاريا،راية النصر على مبنى الرايخ الألمانيفكانت نهاية الحرب العالمية الثانية عملياً،  بعد أن كلفت البشرية أكثر من خمسين مليوناً من البشر، وتدميراً واسعاً للقوى المنتجة، وحولت البنى التحتية في الكثير من الدول الأوربية إلى حطام.

*الفاشية عدا عن أنها ممارسات عنفية دموية، هي مولود شرعي للنظام الرأسمالي، وهي أحد تجلياته، ونماذجه، و موضوعياً هي إحدى خياراته المحدودة في ظروف الأزمات الكبرى التي تهدد وجوده كنظام، وبالتالي فإن المدان ليست الممارسات الفاشية فحسب، بل هو أيضاً النظام الاقتصادي الاجتماعي المنتج لها، والمرشح لإنتاجها مرات ومرات بحكم بنيته.

- يحتل رأسمال المالي - وهو الحامل الاجتماعي للفاشية- دوراً متقدماً، في تركيب الرأسمالية الغربية المعاصرة، وبالتالي فإن الخيار الفاشي، في ظل الأزمة الحالية للرأسمالية، هو خيار مكتمل العناصر، كبنية اقتصادية- اجتماعية.

*إذا كانت الفاشية الجديدة لم تأخذ الشكل الدولتي الرسمي بعد، إلا أنها تمارس دوراً لايقل خطراً عن دور فاشية القرن الماضي، حيث تتمظهر هذه الفاشية بايديولوجيات متعددة، دينية وقومية وطائفية وغيرها، مما يعني إمكانية توطين هذا الفكر الرجعي،  في الكثير من دول العالم حسب خصائص وظرف كل بلد، وهي بذلك ترجمة فعلية لما سمي بنظرية «الفوضى الخلاقة».

*صحيح أن كل البنى الرأسمالية لا تمارس سياسة فاشية بالمعنى المباشر، إلا أن المراكز الرأسمالية الغربية الأساسية في ظل أزمتها الراهنة، تستثمر في وجود التيارات الفاشية في العديد من بلدان العالم، وفي بؤر التوتر المختلفة، لابتزاز القوى الدولية الصاعدة، وإنقاذ المنظومة من الانهيار.

*في الذكرى الـ71 للانتصار على الفاشية تتصدى روسيا مرة للمهمة التاريخية المنتصبة أمام الجنس البشري، مهمة مواجهة الطاعون الفاشي، روسيا وهي الوريث الشرعي للاتحاد السوفييتي الذي دحر الفاشية، تدافع اليوم عن الحضارة البشرية، وتعبر عن رغبة البشرية جمعاء في عالم تسوده الندية، والمساواة والاحترام في العلاقات الدولية، وتستمر في إرسال الإشارات والرسائل الصريحة والواضحة إلى دول العالم، وبالأخص تلك التي تتربص بروسيا، وفي نفس الوقت تدعو إلى القيام بأعمال مشتركة للحفاظ على الأمن العالمي والحلول السياسية للأزمات، وفي هذا السياق لفت الرئيس الروسي في كلمته اليوم، النظر إلى أن دروس التاريخ، تشهد على أن إحلال السلام في العالم لا يتحقق تلقائيا، وإنما يتطلب البذل والتضحيات، ومضى يقول: « لا بد من توخي الحيطة والحذر، إذ لا يمكن القبول بنهج المعايير المزدوجة، والتواطؤ ضعيف البصيرة مع من يضمرون أفكارا إجرامية جديدة»، وكانت الابتسامة التي ظهرت على وجوه المشاركين في العرض العسكري اليوم هي الأخرى «إشارة غير مسبوقة إلى الأصدقاء والأعداء» حسب رأي الخبير العسكري الروسي، فيكتور موخارسكي.

 

آخر تعديل على الإثنين, 09 أيار 2016 22:51