رسالة من فيديل كاسترو إلى مادورو
ترجمة قاسيون ترجمة قاسيون

رسالة من فيديل كاسترو إلى مادورو

عزيزي نيكولاس:
أشاطر الرأي الجماعي لأولئك الذين قدموا لك التهنئة على تألقك في خطابك الشجاع ليلة 6/12/2015، حالما تم الإعلان عن نتيجة الانتخابات.

في تاريخ العالم، إن أعلى مستوى من المجد السياسي الذي يمكن لثوري أن يصل إليه، هو ذلك الذي وصل إليه المقاتل الفنزويلي اللامع، محرر أمريكا، سيمون بوليفار، واسمه الآن لا ينتمي فقط إلى هذا البلد الشقيق، بل إلى جميع شعوب أمريكا اللاتينية.
والمسؤول الفنزويلي الآتي من إرث الشرفاء، هوغو شافيز، فهم بوليفار وناضل لأفكاره حتى آخر لحظة من حياته. عندما كان صبياً، حضر المدرسة الابتدائية في البلاد، حيث أطفال بوليفار الفقراء اضطروا للعمل من أجل المساعدة في إعالة أسرهم. هو طور روح تحرر أمريكا التي كانت مزيفة.
الملايين من الأطفال والشباب الذين يحضرون اليوم في أكبر وأحدث نظام مدارس عامة في العالم هم فنزويليون. والأكثر يمكن أن يقال عن شبكة مراكز الرعاية الطبية في البلاد التي اهتمت بصحة شعبها، شجعان ولكن فقراء نتيجة لقرون من النهب الاستعماري الإسباني، وبعد ذلك من الشركات الضخمة متعددة الجنسيات. إنها البلاد التي استخرجت من أحشائها احتياطيات هائلة من النفط الأفضل..
والتاريخ يشهد أن العمال حافظوا على مكانتهم، وجعلوا من الممكن التمتع بالطعام المغذي والطب والتعليم والامن والإسكان والتضامن العالمي. يمكنك أن تسأل الأوليغارشية، إذا أردت: هل تعرفون كل هذا؟
الثوار الكوبيون- على بعد أميال فقط من الولايات المتحدة، التي حلمت دائماً بالاستيلاء على كوبا، وجعلها كازينو دعارة هجين، وتقديمه كنموذج لحياة أطفال خوسيه مارتي- سوف لن يتخلوا عن استقلالهم التام واحترامهم لكرامتهم.
أنا متأكد من أن الحياة الإنسانية على الأرض ممكن الحفاظ عليها فقط مع السلام بين شعوب الأرض جميعها، والإقرار بالحق في جعل الموارد الطبيعية على هذا الكوكب ملكية مشتركة، فضلاً عن العلوم والتكنولوجيات التي تم إنشاؤها من قبل البشر لتعم الفائدة جميع سكان الكوكب.
إذا استمرت البشرية على طول الطريق المعبد بالاستغلال ونهب مواردها من الشركات المتعددة الجنسيات والمصارف الإمبريالية، وممثلي الدول المجتمعة في باريس، سوف تستخلص نتائج ذات صلة: لا وجود للأمن اليوم لأي أحد، وهناك تسع دول تمتلك أسلحة نووية، واحدة منهم هي الولايات المتحدة أسقطت قنبلتين قتلتا الآلاف من الناس خلال ثلاثة أيام فقط، وسببتا الأذى الجسدي والنفسي للملايين من شعب أعزل.
جمهورية الصين الشعبية، والاتحاد الروسي، يعرفان مشاكل العالم أفضل بكثير من الولايات المتحدة، لأنهما كانتا مضطرتان لتحمل الحروب الرهيبة التي تفرضها عليهم الأنانية الفاشية العمياء. أنا لا أشك في أنهما، نظراً لتقاليدهما التاريخية، والتجربة الثورية الخاصة بهما، فإنهما سيبذلان أقصى جهد ممكن لتجنب الحرب، والمساهمة في التنمية السلمية لفنزويلا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا.
بأخوة
فيديل كاسترو روز
10/12/2015