أوروبا تغري تركيا بالمال والتقرب لوقف تدفق المهاجرين

أوروبا تغري تركيا بالمال والتقرب لوقف تدفق المهاجرين

وقع الاتحاد الأوروبي مع تركيا خلال قمة في بروكسل الأحد 29 نوفمبر/ تشرين الثاني اتفاقا يعرض على أنقرة أموالا وعلاقات أوثق مع الاتحاد مقابل مساعدتها في وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي ترأس القمة "توصلنا مع تركيا لاتفاق بشأن اللاجئين وتسريع انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي".

وذكرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: "اتفقنا على تقديم 3 مليارات يورو (3.2 مليون دولار) لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا" الفارين من العنف الدائر في بلادهم، والذين يحاولون الوصول إلى أوروبا في أضخم موجة هجرة تهدد وحدة الكتلة الأوروبية.

واجتمع القادة الأوروبيون مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو لثلاث ساعات الأحد، سعيا للحصول على تعهد من تركيا بوقف تدفق اللاجئين مقابل الحصول على حوافز مالية وسياسية.

تفاصيل الاتفاق التركي الأوروبي

ويحدد الاتفاق طبيعة التبادل الذي يتضمن مساعدة تركيا في إدارة تدفق اللاجئين على الاتحاد الأوروبي المتوقع أن يبلغ عددهم 1.5 مليون هذا العام فقط، مقابل أن يقدم الاتحاد الدعم المالي ويعيد إحياء محادثات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي.

وبموجب الاتفاق يعرض الاتحاد الأوروبي نحو ثلاثة مليارات يورو(3.2 مليار دولار) لتحسين حياة اللاجئين السوريين الذين يعيشون الآن في تركيا ويبلغ عددهم 2.2 مليون نسمة حتى يقل احتمال أن يركبوا سفنا للجزر اليونانية القريبة.

وجاء في الاتفاق "سيكثف الجانبان على الفور تعاونهما بشأن المهاجرين ... بمنع السفر إلى تركيا والاتحاد الأوروبي.. و(ضمان) أحكام إعادة القبول وإعادة المهاجرين الذين ليسوا بحاجة للحماية الدولية لمواطنهم على وجه السرعة".

وبحسب الاتفاق، فإن "إعادة الإدخال بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ستصبح سارية بالكامل بدءا من يونيو/ حزيران 2016." كما حصل الأتراك على وعد بدخول أوروبا دون الحاجة لتأشيرات دخول إذا أوفوا بالتزاماتهم بشأن تدفق المهاجرين خلال العام المقبل.

وقال دبلوماسيون لوكالة "رويترز" إن الدول الثماني والعشرين (دول الاتحاد الأوربي) عملت جاهدة طوال يوم السبت من أجل التوصل إلى عرض نهائي.

داود أوغلو: اليوم "بداية جديدة" لانضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن القمة مع زعماء الاتحاد الأوروبي "بداية جديدة" لعملية انضمام تركيا للتكتل المؤلف من 28 دولة، في مساعي تركيا التي تجمدت عشر سنوات لتصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف داود أوغلو: "مع قادة الاتحاد الأوروبي اليوم سنقتسم مصير قارتنا والتحديات الدولية للأزمة الاقتصادية إلى جانب التحديات الجغرافية السياسية التي تواجهنا بما في ذلك قضايا الهجرة".

من الجدير بالذكر ان أنقرة الظروف تستغل الراهنة التي تعاني منها أوروبا في ظل ازدياد أعداد المهاجرين، والذي قد يهدد إلغاء منطقة شينغن التي يسمح فيها بالتنقل دون جواز سفر.

توسك: الهدف الرئيسي من القمة هو وقف تدفق المهاجرين

من جهته، أكد رئيس المجلس الأوروبي (رئيس القمة) دونالد توسك أن الهدف الرئيسي من القمة هو وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، وهو تلميح إلى أن انضمام تركيا إلى الاتحاد لا يزال بعيد المنال.

وقال توسك "دعوت لهذه القمة لنقرر في المقام الأول ما الذي ينبغي على الاتحاد الأوروبي وتركيا عمله معا لاستيعاب أزمة المهاجرين. هدفنا الأساسي هو الحد من تدفق المهاجرين لأوروبا."

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لدى وصولها للمشاركة في القمة "سنتفق على خطة العمل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا اليوم.. أحد البنود الرئيسية من خطة العمل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا سيكون كيفية إبدال الهجرة غير المشروعة بالهجرة المشروعة وكيف يمكننا تحسين وضع اللاجئين داخل تركيا".

إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية يعرقل المساعي التركية

وتسبب إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية داخل الاراضي السورية إلى تعقيد قمة الأحد والذي تمت الدعوة إليه قبل أيام فقط مع محاولة بروكسل التوصل لاتفاق طرح قبل أكثر من شهر.

وقد يعرقل التصرف التركي الجهود الأوروبية لإعادة الارتباط مع موسكو من أجل محاولة التوصل لسلام في سوريا يمكن أن يؤدي إلى إنهاء أزمة اللاجئين والقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، سيما أن أوروبا قد ذاقت المر بسبب هجمات باريس والتي يقف خلفها التنظيم الإرهابي.

وعلى هذا الصعيد قال رئيس الوزراء الايرلندي إندا كيني إن التوتر بين تركيا وروسيا بسبب إسقاط الطائرة الروسية يثير الكثير من القلق، بينما قالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إن الحادث ينبغي ألا يؤثر على فرص إيجاد حل سياسي لسوريا.

المصدر: وكالات

a