حذر وترقب قبل بلوغ الاتفاق النهائي بين السداسية وإيران

حذر وترقب قبل بلوغ الاتفاق النهائي بين السداسية وإيران

أعربت موسكو عن ثقتها بأن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي سيتم قريبا، مؤكدة أن طهران والسداسية لا تنويان تمديد المفاوضات مرة أخرى بعد 7 تموز الجاري.

وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، بعد لقاءات منفصلة عقدها مع الأطراف المشاركة في المفاوضات النووية في فيينا، إن الاتفاق بين إيران والدول الست سيتم، وسيكون شاملا، مشيرا إلى أن جميع الأطراف مصممة على إنهاء المفاوضات في الأيام المقبلة دون أي تمديد آخر.

من جهة أخرى أوضح الدبلوماسي الروسي أن مسودات الاتفاق النهائي وعدد من الملحقات تبلورت، لكن العمل على صياغتها لم ينته بعد، ولذلك تستمر المفاوضات على مختلف المستويات. واعتبر أن نص الاتفاق بات جاهزا بنسبة تزيد على 90%، لكنه أوضح أن هذا التقييم يتعلق بحجم النص لا بأهمية البنود التي تم تنسيقها.

هذه التصريحات الروسية تأتي على خلفية تصريحات أخرى متناقضة لوزراء خارجية دول السداسية الأخرى. فإذا كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن، عقب لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أن مفاوضات الملف النووي تشهد تقدما لكن بعض القضايا لم يتم حلها بعد، فقد أدلى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بتصريحات مناقضة تماما، إذ أكد على أن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي بدأت السبت الماضي، لم تحقق تقدما ملموسا.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن "هناك تقدما في بعض القضايا، لكننا لم نقترب من نهاية المفاوضات". وأشار إلى أن متطلبات باريس تجاه اتفاق نهائي لم تتغير، قائلا: "لا نزال نرغب في أن يكون ذلك اتفاقا بناء وجديا يسمح لإيران بتطوير برنامج نووي سلمي، وليس قنبلة نووية". أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير فرأى أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت كل الأطراف المشاركة في محادثات تهدف إلى التوصل لاتفاقية نهائية بشأن برنامج إيران النووي لديها الجرأة لتحقيق هذا الهدف.

وفقا لجميع المصادر القريبة من المفاوضات، هناك 3 نقاط أساسية لا تزال تشكل خلافات:

-إجراء لقاءات مع العلماء الإيرانيين، وهو ما ترفضه طهران بشكل قاطع ونهائي.

-تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية، وهو ما ترفضه طهران أيضا وبشكل حاسم.

-آليات رفع العقوبات ومواعيدها، وهناك حلحلة في هذا الموضوع وبوادر توصل إلى حلول وسط.

في هذا السياق تحديدا، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، بعد زيارته لإيران، الحاجة إلى المزيد من العمل لبلوغ اتفاق مع ايران رغم أن الطرفين أصبحا أكثر تفهما في بعض القضايا. وهو ما يعكس تفاؤلا ورغبة في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي الإيراني.

أما سيرغي ريابكوف نائب وزير الخالرجية الروسي فقد أكد أن موسكو مازالت تصر على رفع حظر توريد الأسلحة إلى طهران فور التوصل إلى الاتفاق النهائي مع طهران، مضيفا أن مناقشات مكثفة تجري حاليا حول هذا الموضوع. وأوضح أن الأطراف لم تنته بعد من تنسيق آلية رفع العقوبات المفروضة على طهران، لكنه استبعد ظهور خلافات عميقة بهذا الشأن في سياق المفاوضات خلال الأيام المقبلة. كما أوضح أن الجميع موافقون على ضرورة رفع العقوبات، لكن يجب تنسيق تسلسل الخطوات في هذا الاتجاه، والمسائل الفنية المتعلقة بحجم التقليصات التي يجب أن تجريها طهران في برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.

من جهة أخرى، وفي ما يتعلق بعمليات التفتيش، أكد ريابكوف أن نطاق عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران حاليا، يتيح إزالة ما تبقى من القلق الدولي من احتمال وجود عنصر عسكري في البرنامج النووي الإيراني. وشدد على أن الملحق المتعلق بعمليات التفتيش سيتعلق فقط بالبرنامج النووي الإيراني، ولذلك لن يكون من حق المفتشين زيارة مواقع تنصب فيها طوربيدات أو يجري العمل فيها على بناء مطار فضائي، لكن سيستطيعون الوصول إلى أي موقع مشبوه شريطة تقديم معلومات تبين طبيعة هذا الاشتباه.

كل الشواهد تشير إلى أنه من الصعب التوصل إلى الاتفاق النهائي بين السداسية وإيران في 7 يوليو/تموز الجاري. ومع ذلك، فهناك رغبة كبيرة من جانب جميع الأطراف في التوصل إلى هذا الاتفاق الذي سينهي مرحلة طويلة من الصراع والاتهامات واستنفاد الموارد. وبالتالي، من المتوقع أن يخرج وزراء خارجية دول السداسية وإيران إلى وسائل الإعلام ليعربوا عن تفاؤلهم وتمديد المهلة لعدة أيام أخرى بسبب بعض القضايا العالقة. وربما تم توقيع اتفاق مبدئي مع الالتزام بإنهاء المواضع العالقة والبدء في التنفيذ.

آخر تعديل على الجمعة, 03 تموز/يوليو 2015 16:10