انطلاق أعمال «جنيف2» ولافروف يدعو لإشراك «معارضة الداخل»

انطلاق أعمال «جنيف2» ولافروف يدعو لإشراك «معارضة الداخل»

انطلقت في مدينة مونترو السويسرية صباح اليوم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول سورية المعروف باسم جنيف2 وسط إصرار الراعي الأمريكي على إقصاء تمثيل المعارضة الوطنية السورية بالداخل وكذلك سحب الأمم المتحدة للدعوة الموجهة لإيران لحضور المؤتمر. 

 

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته خلال افتتاح المؤتمر "إن طريق الوصول إلى جنيف2 كان صعباً ومضنياً والتحدي اليوم كبير أمامنا".

وأضاف كي مون "يجب أن نشجع الوفدين السوريين على التفاوض بنية حسنة من أجل إنقاذ بلدهما وضع حد للمعاناة في سورية والدخول في عملية سياسية وعلى السوريين اليوم تقع مسؤولية هائلة".

وأكد كي مون أن "على السوريين أن يعاودوا الكلام مع بعضهم البعض ومن الضروري لهم أن ينخرطوا في إعادة بناء بلدهم وعلى الأطراف الخارجية مساعدتهم على تحقيق ذلك".

وأشار كي مون إلى أنه "يجب على الدول المشاركة في المؤتمر التأثير على الطرفين من أجل دعم الحل السياسي الشامل وبلوغه على أساس بيان جنيف ووقف العنف".

من جهته قال رئيس المجلس الرئاسي السويسري وزير الخارجية ديديه بورخالتر.. "ينبغي توفر إرادة سياسية واضحة تبتعد عن منطق الضغينة وتدخل في منطق الحوار من أجل إيجاد حل دائم للأزمة في سورية".

وأضاف بورخالتر.. "حتى تنجح جهود حل الأزمة في سورية لا بد من الاستناد إلى دعم ثابت وإرادة سياسية واضحة من الأسرة الدولية.. وسويسرا على استعداد للمشاركة في ذلك".

وأكد بورخالتر أن "حل الأزمة في سورية سياسي ويجب أن يترك المؤتمر آثارا فورية ومباشرة على الأرض ويجب الاستماع إلى نداءات السوريين وإشراك الجميع دون إقصاء أحد".

ودعا سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، وهو أحد منظمي مؤتمر "جنيف 2" الدولي حول سوريا، إلى إشراك المعارضة الوطنية السورية بالداخل في محادثات السلام وكذلك إلى مساعدة الحكومة السورية والمعارضة في مكافحة الإرهاب.
وقال لافروف في كلمة افتتاح مؤتمر "جنيف 2" الدولي الخاص بسوريا في مدينة مونترو السويسرية: "لا تشارك جماعات المعارضة الوطنية الداخلية السورية التي تهتم بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2، في العملية الآن. وأرى أنه من الضروري أن نضمن انضمامهم إلى المحادثات".
وأضاف: "ينطبق ذلك أيضا على ضرورة إشراك إيران في جهودنا المشتركة لتنفيذ بيان جنيف بدون محاولة تفسيره كما يشاء هذا الطرف أو ذاك".
وأشار لافروف إلى أن بيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2118 يشددان على ضرورة تمكين كل أطياف المجتمع السوري من المشاركة في الحوار الوطني.
وقال لافروف في كلمة افتتاح مؤتمر "جنيف 2" في مدينة مونترو السويسرية: "ندعو جميع المشاركين بالمؤتمر ليفعلوا كل ما بوسعهم لمساعدة الحكومة السورية والمعارضة على توحيد الجهود لاجتثاث الإرهاب".
وذكّر الوزير الروسي بأن رؤساء الدول الثماني الكبرى دعوا إلى ذلك في ختام اجتماعهم في حزيران/يونيو 2013.
وتابع لافروف قائلا: "صار خطر تحوُّل سوريا إلى بؤرة للإرهاب الدولي مشكلة خطيرة إذ يعيث متطرفون توافدوا على سوريا من أنحاء العالم الفوضى هناك ويخرِّبون النظام الثقافي والديمغرافي القائم هناك، ويخلقون جو عدم التسامح، وهو جو غريب ودخيل على سوريا".
وعبر الوزير الروسي عن قلقه إزاء "احتدام التناقضات داخل الإسلام" في ظل الأزمة السورية، مشددا على ضرورة منع احتدام التناقضات داخل العالم الإسلامي.

وفي كلمته أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى أن مؤتمر "جنيف 2" من الممكن أن يمهد الطريق لإطلاق مفاوضات السلام. وقال كيري في افتتاح المؤتمر يوم الأربعاء: "ذلك اختبار لكل الذين يدعمون الشعب السوري وللمجتمع الدولي بأكمله لإحلال السلام في سورية"، مؤكدا على أهمية التقدم الذي تحقق. وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يشارك في حكومة انتقالية للبلاد. وقال كيري: "يجب أن نكون واقعين، لا يمكن تشكيل حكومة انتقالية في حال وجود اعتراض لدى أحد الأطراف بشأن المرشحين، ولذلك لا يمكن أن يشارك بشار الأسد في الحكومة الانتقالية".

ثم ألقى وليد المعلم رئيس الوفد السوري الرسمي إلى مؤتمر جنيف2 كلمة مطولة من بين ما جاء فيها:

يؤسفني أيها السادة.. نعم يؤسفني ويؤسف شعب سورية الصامدة أن ممثلين لدول ممن تضمهم هذه القاعة يجلسون معنا اليوم وأيديهم ملطخة بدماء السوريين.. أن دولا صدرت الإرهاب وصدرت معه صكوك الغفران وكأن الله وكلها أن تدخل هذا إلى الجنة وذاك إلى النار.. منعت عباد الله من زيارة بيوت الله.. شجعت ومولت وساهمت وحرضت وأسبغت الشرعية ونزعتها كما تشاء.. لم تنظر يوما إلى بيتها الزجاجي المهترئء قبل أن ترمي القلاع الحصينة العريقة بالحجارة وبدأت .. وبلا حياء .. تعطينا دروس الديمقراطية والتطور والتقدم وهي تغرق في الجاهلية والتخلف فمنحت وحرمت وحللت وشرعت وكفرت ووزعت العطايا والهبات ذلك أنها اعتادت أن تكون بلادها ملكا لملك أو أمير يهب ما يريد منها لمن يريد ويحرم من يريد ما لا يريد.

وتابع المعلم .. لكن بعض الجيران أشعلوا النيران في سورية واستقدم بعضهم الإرهابيين من شتى انحاء العالم.. وهنا برزت المفارقة المضحكة المشينة.. ثلاث وثمانون جنسية تقاتل في سورية.. لم يشتك أحد ولم يشجب او يستنكر أحد ولم يغير موقفه أحد واستمروا في تسميتها وبكل صفاقة.. "الثورة السورية المجيدة".. وبضع عشرات من شباب مقاوم كانوا مع الجيش في بعض المناطق قامت الدنيا ولم تقعد واسموها تدخلا خارجيا...وطالبوا بخروج ما سموه القوات الأجنبية.. وبالحفاظ على السيادة السورية وعدم انتهاكها.

وتابع المعلم.. نعم أيها السادة.. إن الشعب السوري طامح كغيره من شعوب المنطقة إلى مزيد من الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.. طامح إلى مزيد من التعددية والديمقراطية.. طامح إلى سورية أفضل.. سورية آمنة مطمئنة مزدهرة عفية.. لدولة مؤسسات قوية لا لهدم المؤسسات.. لحماية الآثار والتراث الوطني والمواقع الأثرية السورية لا تخريبها ونهبها وتدميرها.. طامح لجيش وطني قوي يحمي المال والارض والعرض ويدافع عن حدود البلاد وسيادتها واستقلالها لا لجيش من المرتزقة "حر" في خطف المدنيين ومقايضتهم بالمال أو تحويلهم لدروع بشرية.. "حر" في نهب المساعدات وابتزاز الفقراء والتجارة بالوطن.. "حر" في الإتجار بالأعضاء البشرية للنساء والأطفال وهم أحياء.. يأكل عناصره القلوب والأكباد ويشوون رؤوس البشر على الفحم.. يجندون الأطفال ويغتصبون النساء كل ذلك بقوة السلاح.. سلاح ترسله لهم دول تجلس هنا تحت مسمى.. "دعم الجماعات المعتدلة" فقولوا لنا بالله عليكم اين الاعتدال في كل ما ذكرت...

واختتم المعلم كلمته قائلا.. أخيرا أوجه كلامي لكل الحاضرين هنا وللعالم أجمع الذي يشاهدنا ويستمع إلينا.. نحن في سورية نحارب الإرهاب.. إرهاب دمر الكثير وما زال.. إرهاب وقفت سورية منذ الثمانينيات من القرن الماضي تصرخ لمكافحته وتشكيل جبهة موحدة ضده ولم يستمع إليها أحد.. إرهاب ذقتم لوعته في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والعراق وأفغانستان وباكستان واللائحة تطول.. وها هو يتمدد في كل مكان.. فلنتعاون جميعا لمكافحته ولنضع اليد على اليد لوقف فكره السوداوي الظلامي المريع وبعدها.. لنقف كسوريين وقفة رجل واحد ونضع سورية نصب أعيننا ونبدأ بإعادة بنائها انسانا وبنيانا.. فالحوار هو الأساس كما ذكرت ورغم شكرنا للدولة المضيفة إلا أننا نقول إن حوار السوري للسوري حقيقة هو على أرض سورية وتحت سمائها.. وقبل عام مضى في هذه الأيام طرحت الحكومة السورية روءيتها للحل وأيضا لم يستمع إليها أحد.. كم كنا وفرنا من دماء الأبرياء لو حكمت بعض الدول لغة العقل على لغة الإرهاب والدمار... سنة كاملة ونحن ننادي بالحوار لكن الإرهاب كان مستمرا بضرب الدولة السورية.. مؤسسات وحكومة وشعبا رغم كل ذلك .. أن تصل متأخرا خير من ألا تصل.. وها نحن اليوم إما أن نتخذ القرار المصيري الكبير بمحاربة الإرهاب والتطرف والبدء بالعملية السياسية وخاصة أن الجميع هنا عربا وغربا وإما أن يستمر البعض منكم بدعم الإرهاب في سورية... هذا قراركم وقرارنا هنا.. فلنعزل الأيادي السوداء والوجوه الكاذبة التي تصافحكم وتضحك لكم في العلن وتغذي الفكر الإرهابي في الخفاء ليضرب سورية لكنه في النهاية سيمتد ليحرق الجميع.. هي لحظة الحقيقة والمصير فلنكن على قدرها.

 في المقابل قال أحمد الجربا، رئيس ما يسمى الائتلاف السوري المعارض، في مؤتمر جنيف2: “نوافق على مقررات جنيف1 بشكل كامل”، ودعا وفد النظام السوري إلى التوقيع عليه باسم سوريا وليس باسم النظام من أجل “نقل صلاحيات” الأسد إلى حكومة انتقالية، وطالب برحيل بشار دون إبطاء لأن وقت السوريين من دم، كما قال.

وبدأ الجربا كلامه بحكايا بعض الأطفال من ضحايا الأسد، قائلاً: “نحن شعب ذاق المر من استئثار فئة بالسلطة”، وتحدث عن الجيش الحر واصفاً إياه بأنه يخوض حرباً ضروساً ضد الإرهاب الآتي من العراق.

واتهم الجربا النظام السوري بأنه يمارس تلفيقاً إعلامياً ممنهجاً وحملة خداع، وأكد أن السوريين يعرفون الإرهاب جيداً لأنهم تركوا في مواجهته سنة كاملة قبل أن يضطروا لحمل السلاح.

وأشار إلى الصور المسربة لحالات التعذيب، وقال إن هذه التصفيات الجسدية للمعتقلين تجاوزت ممارسات المعسكرات النازية.

واتهم النظام بأنه سهّل وجود تنظيم داعش في سوريا، وأكد أن السوريين يسعون للوصول إلى دولة ديمقراطية تحتكم إلى صناديق الاقتراع.

ودعا الجربا الوفد السوري للتوقيع على جنيف 1 كوفد سوريا وليس كوفد بشار الأسد، وأكد ضرورة وقف القصف والإفراج عن الأسرى.

وأشار وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى ان "الجميع ينظر إلى مدينة مونترو حيث يعقد مؤتمر جنيف 2، ويودّون ان يكون هذا المؤتمر معلماً وان يعطي مثالاً لحلول سلمية للنزاعات"، لافتاً إلى ان "مؤتمر جنيف 2 يجب ان يمثّل بدايةً لتاريخ سوريا"، متوقعاً ان "تبدأ سوريا مرحلة جديدة وتعيش رفاهية وتكون عضواً محترماً في المجتمع الدولي". وفي كلمة له خلال مؤتمر جنيف 2 المنعقد في منترو السويسرية، أضاف: "مهما كان عنف النزاعات، نستطيع حلها سياسياً إذا وجدت النوايا الصادقة والتحرك الجدي"، مشدداً على انه "على الجميع التطلع إلى تحقيق هذا الأمر"، داعياً إلى "إيجاد أرضية مشتركة رغم الإختلافات، فالتفاهم المشترك هو الوحيد الذي يدفعنا إلى الأمام"، قائلاً: "ان هدفنا وقف العنف في سوريا تمهيداً للمفاوضات السلمية". كما طالب بـ"إيجاد آلية واضحة لتسهيل مشاركة كل الجهات السورية الملتزمة بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية"، داعياً إلى "النظر لمصلحة المجتمع السوري والبحث عن مسار سياسي فعال عن طريق تفعيل مؤسسات الدولة لنجد حلاً وعودة للإستقرار والنظام في البلاد، وهذا ما يجب ان نسعى لتحقيقه". وشدد على "دور سوريا المستقرة لإستقرار منطقة الشرق الأوسط، كي لا ينتشر التشتت في المنطقة".

وشهدت الجلسة الافتتاحية كذلك إلقاء كلمات كل من وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكذلك الجامعة العربية والسعودية وتركيا واليابان والنرويج ومصر والمانيا والمغرب وعدد من الدول.

 

آخر تعديل على الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2014 13:24