موسكو: لن نسمح بتمرير قرار عقوبات جديد ضد إيران في مجلس الأمن

موسكو: لن نسمح بتمرير قرار عقوبات جديد ضد إيران في مجلس الأمن

قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو لن تسمح بتمرير قرار دولي جديد بفرض عقوبات على إيران.

وصرح ريابكوف في تصريحات صحفية له الجمعة 14 أغسطس/آب:  "أوضحنا لشركائنا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال مشاورات وراء الأبواب المغلقة أن روسيا منذ الآن لن تسمح بتمرير أي قرار يشمل عقوبات جديدة ضد إيران.

وتابع: "انتهاج مواصلة الضغوط القاسية من أجل إرغام إيران على تقديم تنازلات أكبر بكثير، يمثل طريقا يؤدي إلى طريق مسدود، ولا تأتي العقوبات بالنتيجة المرجوة، وهي عديمة الفائدة وضارة".

وأضاف: "نلاحظ سعي بعض القوى الإقليمية ذات النفوذ في الشرق الأوسط للتأثير على تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، ونحن ندرك الأسباب وراء هذا السعي، ومثل هذا التأثير لا يحمل طابعا إيجابيا في بعض الحالات".

وذكر ريابكوف أن روسيا تراقب عن كثب الآراء بشأن الاتفاق النووي في المنطقة والتغيرات فيها، مؤكدا استعداد الجانب الروسي للتعاون مع دول الخليج وإسرائيل من أجل إثبات الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني لتلك الدول.

وأكد الدبلوماسي أن الصفقة النووية مع إيران تصب في المصلحة الوطنية لروسيا، قائلا: "المصلحة الوطنية تمكن من الحيلولة دون نشوب نزاع مسلح جديد في الشرق الأوسط وفي استقرار الوضع التجاري والاقتصادي بشأن إيران، كما يصب في مصلحتنا ضمان نظام عدم الانتشار النووي، ونجن مرتاحون ارتياحا تاما من النتائج التي حُققت في سياق المفاوضات النووية بين إيران والسداسية.

وذكر ريابكوف أن موسكو تأمل في رفع العقوبات المفروضة على إيران في أقرب وقت، وقلل من احتمال هبوط أسعار النفط بهذا السبب، قائلا: "من المستحيل أن تستعيد طهران الطاقة الكاملة للمنشآتها النفطية في غضون أشهر معدودة بعد رفع العقوبات، إذ تحقيق هذه المهمة يستغرق فترة أطول".

وبشأن آفاق دخول الاتفاق النووي مع إيران حيز التنفيذ، شكك نائب وزير الخارجية الروسي في قدرة الكونغرس الأمريكي على إحباط الاتفاق، وفي قدرة معارضي الاتفاق على حشد تأييد كاف لتجاوز حق النقض (الفيتو) الذي يتمتع به الرئيس الأمريكي الذي يصر على إتمام الصفقة.

أشاد ريابكوف بآفاق التعاون الروسي-الإيراني في المجال النووي، وخاصة تطوير المحطة النووية في بوشهر.

واعتبر أنه توجد مقدمات واعدة لتوسيع التعاون الروسي-الإيراني ليتجاوز مشورع تشييد المفاعلين الثاني والثالث في المحطة.

وبشأن دور روسيا في تطبيق الاتفاق النووي مع إيران، قال الدبلوماسي إن موسكو تبحث حاليا مع طهران تفاصيل عملية نقل اليورانيوم المخصب من الأراضي الإيرانية إلى روسيا، مقابل توريدات اليورانيوم الطبيعي.

وأضاف ريباكوف أن الجانب الروسي مستعد للمشاركة في عمليات إعادة تصميم المفاعل النووي في آراك الإيرانية، لكنه يرى أن الدول الأخرى في السداسية يجب أن تقوم بالدور الرئيسي في هذه العملية.

قال ريابكوةف إن موسكو مازالت تدعو إلى انضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، وتعتبر ذلك أمرا ضروريا مضيفا "نرى أن إضفاء الصفة الشاملة على مثل هذه الاتفاقات الأساسية يجب أن يبقى من المهمات الرئيسية في المرحلة الراهنة".

قال نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو تستغرب من محاولات الولايات المتحدة إدراج المزاعم بشأن زيارة الجنرال الإيراني قاسم سليمان لموسكو إلى أجندة المحادثات بين الدولتين.

وكان الكرملين قد نفى قطعا أنباء تناقلتها وسائل إعلام أمريكية عن زيارة مزعومة لسليماني قائد فليق "القدس" في الحرس الثوري الإيراني إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولين آخرين.

على الرغم من ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الخميس في بيان أن وزير الخارجية جون كيري عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عن "قلقه" من رحلة قام بها سليماني إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة.

تجدر الإشارة إلى أن اسم سليماني مدرج ضمن قائمة العقوبات الأممية ومفروض عليه حظر السفر الدولي.

وقال ريابكوف تعليقا على هذا البيان: "سمعنا هذه الأنباء، لكنها أثارت استغرابنا، لأنه سبق لنا أن أبلغنا الشركاء الأمريكيين بأنه لا معلومات لدينا عن مثل هذه الزيارة، إن السيد سلمياني لم يزر موسكو، وكنا واثقين من أن هذه المسألة قد أغلقت".

وذكر الدبلوماسي الروسي أنه يوجد ما يثير استغراب أكبر، وهو أن الأمريكيين يتهمون روسيا دون أساس، بانتهاك العقوبات الأممية، والأمريكيون أنفسهم خرقوا القواعد في هذا المجال في السابق، والجميع يتذكر الإفراج عن 4 عناصر من حركة "طالبان" من معتقل غوانتانامو  الأمريكي العام الماضي، وتلسميهم إلى إحدى دول الشرق الأوسط قائلا: "شكلت هذه الخطوة انتهاكا مباشرا للقرار الدولي (الخاص بفرض العقوبات على طالبان).

صرح ريابكوف أن موسكو لم تعد ترى أي أسباب لمواصلة نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا بعد التوصل إلى الاتفاق النووي الشامل مع طهران، خاصة إذا جرت هذه العملية بمثل هذه الوتيرة السريعة ووجهت (الدرع) إلى القدرات الروسية".

ووصف الدبلوماسي الروسي الحجج التي تحاول واشنطن طرحها لتبرير مشروعها هذا بـ "بالمصطنعة"، بما في ذلك محاولات الربط بين خطط واشنطن في هذا المجال وبرنامج الصواريخ الباليستية لطهران قائلا: "تعتبر روسيا أنه من المستحيل أن تكون هناك إمكانية إطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى على أهداف في أوروبا".

وأضاف أن الجانب الروسي لا يرى في الوقت الراهن أي مقدمات لمواصلة الحوار مع الولايات المتحدة حول تقليص الترسانتين النوويتين للبلدين، وأكد أن هذه المسألة ترتبط ليس بنتائج الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الولايات المتحدة، بل بضرورة أن تقر واشنطن بأنه من المستحيل بحث موضوع تقليص الترسانة النووية بشكل منفصل عن القضايا الأمنية الأخرى التي تثير قلق روسيا، والتي يزداد عددها باستمرار.

وبشأن موضوع توريد منظومات "إس-300" المضادة للجو إلى إيران، والذي يثير قلق واشنطن، أصر ريابكوف على أن هذه المسألة تحمل طابعا ثنائيا بحتا ولا دور لدول أخرى في اتخاذ قرار بشأنها.