«النووي الإيراني»: إعلان الاتفاق وردود الفعل

«النووي الإيراني»: إعلان الاتفاق وردود الفعل

أكدت المنسقة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، أن مجموعة (5+1) وإيران تمكنتا من التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

وأوضحت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، اليوم الثلاثاء، أن الاتفاق يشير إلى أن إيران لن تسعى إلى تطوير السلاح النووي، وأن ذلك سيساهم في تحقيق الأمن والاستقرار، مشيرة إلى أن ما تم التوصل إليه ليس مجرد اتفاق بل هو اتفاق جيد.
هذا ويتضمن الاتفاق اعترافا رسميا من القوى الكبرى  والأمم المتحدة، بالبرنامج النووي السلمي لإيران، وتُحترم ممارسة الشعب الإیراني لحقوقه النوویة في إطار المعاهدات الدولیة.
وينص الاتفاق على رفع الحظر الاقتصادی والمالي المفروض علی إيران من خلال التفاهم بين الأطراف المعنية، وبقرار من مجلس الأمن الدولي يلغي القرارات السابقة التي فرضت عقوبات اقتصادية على طهران.
وهذا يعني صدور قرارات دولية جديدة من شأنها أن تجري تحول جوهري في كيفية تعاطي مجلس الأمن مع إيران وستواصل جميع المنشآت والمراكز النووية الإيرانية أنشطتها، والحفاظ على البنية النووية الإيرانية، وتستمر عملية الأبحاث والتطوير بشان جميع أجهزة الطرد المركزي الأساسية والمتطورة لإيران، ومن ضمنها IR-4 ،IR-5 ،IR-6 و IR-8.
 ويسمح الاتفاق لإيران بيع إنتاجها الاستراتيجي من الماء الثقيل واليورانيوم المخصب.


رفع القيود

ويتم إلغاء حظر التسلح على إيران وتحل محله بعض القيود  بحيث تتوفر إمكانية استيراد وتصدير بعض السلع الدفاعية في بعض الحالات، وأن هذه القيود ستزول بشكل كامل بعد خمس سنوات
وللمرة الأولى بعد ثلاثة عقود من العقوبات غير العادلة،  يتم رفع حظر شراء طائرات نقل الركاب، وستتوفر إمكانية إعادة تأهيل وبناء الأسطول الجوي للبلاد والنهوض بأمن الطيران.
كما سيتم الإفراج عن عشرات مليارات الدولارات من العوائد الإيرانية التي كانت محتجزة في خارج البلاد بسبب العقوبات الظالمة
ومن الانعكاسات المباشرة لهذا الاتفاق خروج البنك المركزي الإيراني، وشركة الملاحة البحرية الإيرانية وشركة النفط الوطنية وشكرة ناقلات النفط الإيرانية والشركات التابعة وشركة الخطوط الجوية الإيرانية والعديد من المؤسسات الأخرى والبنوك والمؤسسات الإيرانية من قائمة العقوبات .

روحاني : فتح صفحه أخرى في تاريخ المنطقة

عبر الرئيس الإيراني حسن روحاني عن سعادته بوصول المفاوضات التي استمرت لـ23 شهرا إلى نقطة جديدة، وقال إن بلاده حققت كل الأهداف المرجوة التي تطمح إليها من خلال هذا الاتفاق التاريخي حول الملف النووي  وأن الحوار أفضل طريقة لحل الأزمة.
وقال في كلمة ألقاها بعد الإعلان عن خطة العمل المشترك الشاملة "إنه تم فتح صفحه أخرى في تاريخ المنطقة وإن هذه الصفحة ترتكز على هذا الأساس بأن طريق حل الأزمات في العالم قد يكون أقصر وأقل تكلفة ويرتكز على الحوار". وأكد أن بلاده طلبت مفاوضات شفافة وليس صدقة أنه لو لم تكن هناك إرادة بين الجانبين لما تم التوصل للاتفاق الذي يهدف للحفاظ على التكنولوجيا النووية وأن تبقى الأنشطة داخل البلاد.
أضاف روحاني أن "هذه المفاوضات لن تكون مفاوضات ربح أو خسارة فالتفاوض والحوار الناجع هو الذي يسمح للطرفين تحقيق الربح للجميع"، وأن الشعب الإيراني كان شعبا مؤدبا أكد للغرب أنه بإمكانه التحاور مع إيران دون انتهاج طريقة التحقير والتهديد. مشيرا إلى أن فرض العقوبات على إيران لم ينجح وأن الاتفاق النووي فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة.

بوتين: العالم تنفس الصعداء

من جهته رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاتفاق بين الدول الست (روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا) وإيران. وقال الرئيس بوتين في بيان له "نأمل أن تنفذ كافة الأطراف المعنية خاصة الدول الست، القرارات التي تم اتخاذها تنفيذا كاملا".
وعبر بوتين عن اعتقاده بأن "العالم تنفس اليوم الصعداء"، وأن "الإرادة السياسية التي أبدتها السداسية وإيران ستضمن تنفيذ خطة العمل الطويلة الأمد تنفيذا ناجحا".
ويتوقع بوتين أن يعطي تنفيذ الاتفاق دفعا قويا لـ"علاقاتنا الثنائية مع إيران"، مشيرا إلى أن تطور العلاقات الروسية الإيرانية لا يتأثر من الآن فصاعدا "بالعوامل الخارجية".



لافروف: الاتفاق عامل صحي بالنسبة للوضع في المنطقة

في نفس السياق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واصفاً الاتفاق بإنه عامل صحي بالنسبة للوضع في الشرق الأوسط بشكل عام. وأوضح في مؤتمر صحفي مقتضب عقده على هامش المفاوضات النووية "سيلعب الحل الذي تم التوصل إليها بشأن إيران، دورا مهما في تعزيز نظام منع الانتشار النووي بشكل عام، وسيكون له تأثير صحي على الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج"
"وأعرب الوزير عن أمله في أن يساعد هذا التطور في عقد مؤتمر دولي خاص بتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وتابع أن الجانب الروسي ذكّر الأمريكيين بتصريحاته السابقة الداعية لعدم تطوير الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا في حال التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مضيفا أن موسكو تنتظر ردا على تلك الملاحظات من واشنطن."
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال في خطاب ألقاه في براغ في عام 2009 إنه إذا نجحت الجهود الرامية إلى تسوية قضية البرنامج النووي الإيراني، فلن تعود مهمة إقامة القسم الأوروبي من الدرع الصاروخية قائمة. "لذلك لفتنا انتباه شركائنا الأمريكيين إلى هذا الموضوع، وسننتظر رد فعلهم".
كما قال وزير الخارجية الروسي إن روسيا ستشارك بنشاط في الإجراءات العملية لتطبيق الاتفاق النووي مع طهران في جميع المراحل. كاشفا أن الاتفاق النووي يشير إلى الدور الروسي الرائد  في إشارة إلى مشروعين، أحدهما يتعلق بنقل اليورانيوم منخفض التخصيب من إيران إلى الأراضي الروسية، وذلك مقابل توريدات اليورانيوم الطبيعي. أما المشروع الثاني المذكور في الاتفاق والذي ستلعب موسكو دورا محوريا في تنفيذه، فيتعلق بإعادة تأهيل منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو وتحويله إلى منشأة لإنتاج النظائر المستقرة للأغراض الطبية والصناعية.
وتابع أن الاتفاق النهائي يتناسب تماما مع مهمة وضعتها الدبولماسية الروسية نصب عينيها تتمثل في انتزاع اعتراف دولي بحق طهران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما في ذلك الحق في تخصيب اليوارنيوم مع وضع مراقبة شديدة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذا النشاط ومع رفع كافة العقوبات المفروضة على طهران.

تهنئة رسمية سورية

بدوره بعث الرئيس السوري بشار الأسد برقيتي تهنئة إلى السيد علي الخامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني بمناسبة الاتفاق، جاء فيهما "لا شك أن هذا الاتفاق هو تتويج لصمود الشعب الإيراني بكل أطيافه وتوجهاته في وجه العقوبات الظالمة التي فرضت على الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي ورغم قساوتها حولها الشعب الإيراني العريق إلى فرصة لتعزيز مقدراته الذاتية والارتقاء بأبحاثه وجامعاته وإنجازاته إلى أن وصل مرحلة يعترف له العالم برمته بما حققه وأنجزه."
وأشار الرئيس في البرقية إلى أن توقيع هذا الاتفاق يعتبر نقطة تحول كبرى في تاريخ إيران والمنطقة والعالم واعترافا لا لبس فيه من دول العالم بسلمية البرنامج النووي الإيراني الذي يضمن الحفاظ على الحقوق الوطنية لشعبكم ويؤكد سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستقلال قرارها السياسي.
وأضاف: نحن مطمئنون إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتابع وبزخم أكبر دعم قضايا الشعوب العادلة والعمل من أجل إحلال السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.


ردود الفعل الدولية


الأمم المتحدة

أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد رحب بتوقيع الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والسداسية، مؤكدا أن ذلك سيساعد على تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط وخارجه.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي الأممي، أن الأمم المتحدة مستعدة للتعاون الكامل مع جميع الأطراف في عملية تنفيذ هذا الاتفاق التاريخي المهم.
وأضاف البيان أن التوصل إلى الاتفاق النووي سيؤدي إلى تعزيز التفاهم والتعاون بشأن العديد من القضايا الأمنية في الشرق الأوسط.


تركيا
من جانبه رحب وزير الطاقة التركي بالتوصل إلى الاتفاق مع إيران، مشيرا إلى أن رفع العقوبات عن إيران أمر مهم للاستثمار في البلاد وكذلك أسعار النفط.
يذكر في هذا السياق أن تركيا دولة مستوردة للنفط، ومن المتوقع أن يستفيد الاقتصاد التركي من زيادة عرض النفط في السوق العالمية وانخفاض أسعاره.

ألمانيا
بدوره وصف وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير هذا اليوم بالتاريخي، مضيفا أن الاتفاق النووي ينهي مرحلة "الأزمة الخطرة" التي استمرت أكثر من 12 عاما.
وأكد الوزير الألماني أنه سيقوم الآن بزيارة إيران بالتأكيد، مشيرا في الوقت ذاته إلى عدم تحديد أية مواعيد لمثل هذه الزيارة حاليا.

السعودية
أما  مسؤول سعودي فقد قال إن اتفاق إيران النووي مع القوى الدولية سيكون يوما جيدا للمنطقة إذا منع طهران من امتلاك أسلحة نووية، لكنه أشار إلى أن الاتفاق سيكون سيئا إذا سمح لطهران بأن تعيث في المنطقة فسادا على حد قوله. وأضاف المسؤول السعودي أن إيران زعزعت استقرار المنطقة بتصرفاتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وأوضح "إذا منح الاتفاق تنازلات لإيران فإن المنطقة ستصبح أكثر خطورة".


الكيان الصهوني
وصف رئيس الوزراء "الاسرائيلي"  بنيامين نتانياهو الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي بالخطأ التاريخي.
 وقال نتنياهو إنه سيبذل قصارى جهده لعرقلة طموحات إيران النووية، مضيفا "ستحصل إيران على مسار مؤكد صوب الأسلحة النووية. سترفع كثير من القيود التي من المفترض أن تمنعها من الوصول إلى ذلك".
وشدد على أن إيران "ستحصل على الجائزة الكبرى. جائزة حجمها مئات المليارات من الدولارات ستمكنها من مواصلة متابعة عدوانها وإرهابها في المنطقة وفي العالم. هذا خطأ سيء له أبعاد تاريخية".