حل بعض القضايا واستكمال المفاوضات النووية يوم الاثنين القادم

حل بعض القضايا واستكمال المفاوضات النووية يوم الاثنين القادم

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجمعة 10 تموز إن بعض القضايا العالقة في مفاوضات النووي الإيراني تم حلها.

وأفاد الدبلوماسي الأمريكي، في تصريح صحفي بفيينا، أنه قد تم التوصل إلى اتفاق حول بعض المسائل والأسئلة العالقة، مشيرا إلى أن المفاوضات تحقق تقدما إيجابيا.وأكد كيري وجود نقطة أو نقطتين، حتى هذه اللحظة، يصعب الاتفاق حولهما.

وفي ثالث تمديد خلال أسبوعين قررت الدول الست الكبرى وإيران تمديد المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني إلى الاثنين 13 يوليو/تموز.

وفي سياق متصل، اتهمت طهران الغرب بوضع عراقيل جديدة في طريق الاتفاق، استنادا إلى تصريحات وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عندما قال إن التقدم في المفاوضات "بطيء بشكل مؤلم" علما بأن هاموند غادر مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس فيينا وقالا إنهما سيعودان إليها السبت.

وتحاول إيران والقوى الست وهي بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة إنهاء الخلاف الممتد منذ أكثر من 12 عاما، جدير بالذكر أن إيران والسداسية توصلوا في شهر أبريل/نسيان إلى توقيع اتفاق إطار تمهيدا لاتفاق نهائي.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أعرب عن أمله في استكمال المفاوضات النووية بين طهران والسداسية بحلول الاثنين 13 يوليو/تموز.

وتوقع في تصريح للصحفيين في فيينا الجمعة 10 يوليو/تموز أن يبقى الوفد الإيراني ووفود السداسية في العاصمة النمساوية يومي السبت والأحد لمواصلة المفاوضات. وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الوفود ستبقى في فيينا حتى يوم الاثنين القادم، قال ظريف: "آمل في أن ذلك لن يحصل".

وأوضح وهو يتحدث مع الصحفيين من شرفة فندق "كوبورغ" حيث تجري المفاوضات: "إننا نحاول التحرك باتجاه إحراز التقدم".

وجاءت تصريحات ظريف عقب اجتماع عقده صباح الجمعة مع نظيره الأمريكي جون كيري والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروربي فيديريكا موغيريني. ووصف الوزير الإيراني هذا اللقاء بأنه كان بناء.

وبعد اللقاء الثلاثي، عقد وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا لقاء تنسيقيا جديدا.

ومدد الاتحاد الأوروبي الجمعة 10 يوليو/تموز تجميد بعض العقوبات بحق إيران حتى الـ 13 من يوليو/تموز بهدف إعطاء المفاوضات الجارية في فيينا المزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، كما أعلن المجلس الأوروبي.

وأعلن المجلس الأوروبي الذي يضم الدول الأعضاء الـ28 في بيان أن التجميد مدد حتى 13 يوليو/تموز.

وجمدت هذه العقوبات في شهر يناير/كانون الثاني 2014 كبادرة حسن نية في إطار المفاوضات التي يفترض أن تؤدي إلى اتفاق تاريخي بين إيران ومجموعة (5+1).

واتفقت إيران والدول الكبرى على إبرام اتفاق نهائي في يونيو/حزيران بشأن ملف طهران النووي بعد التوصل لاتفاق إطار في أبريل/نيسان الماضي.

هذا وتستمر المفاوضات النووية في فيينا على مستويات عدة، إذ وصل إلى العاصمة النمساوية مجددا وزراء خارجية دول السداسية، باستثناء وزيري خارجية روسيا والصين. لكن وعلى الرغم من توقعات بتنسيق كافة المسائل الفنية المتبقية الخميس، واجهت المفاوضات عوائق عدة مثيرة للقلق.

وفي وقت سابق خير وزير الخارجية الإيراني اللجنة السداسية بين السعي لعقد اتفاق نووي شامل وبين ممارسة الضغوط، فيما تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن وصول المفاوضات في فيينا إلى طريق مسود.

وقال ظريف: "قلنا أكثر من مرة إن الاتفاق والضغوط أمران متعارضان، ويجب اختيار أمر واحد منهما فقط".

على الرغم من تأكيده هذا، ذكر وزير الخارجية الإيراني أن الجهود لصياغة نص الاتفاق مستمرة. وأردف: "لا يجوز أن نترك (طاولة المفاوضات) ونحن لن نتركها".

قال الرئیس الإیراني حسن روحاني إن المفاوضات النوویة بين بلاده واللجنة السداسية تمر الآن بمراحلها الحساسة.

وفي تصریح صحفي أدلى به فجر الجمعة 10 يوليو/تموز بعد عودته إلی طهران من مدينة أوفا الروسية، أعرب روحاني عن أمله في أن تحقق المفاوضات النووية ما فیه الخیر للشعب الإیراني.

هذا وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" الخميس نقلا عن مصدر إيراني مسؤول أن رفض الولايات المتحدة الموافقة على مطالب إيران خاصة تلك المتعلقة برفع العقوبات تحول دون التوصل إلى اتفاق نووي شامل.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه "في الوقت الذي يبدي فيه الجانب الإيراني مرونة فإن الأمريكيين يرفضون قبول حق إيران الطبيعي ولا سيما ما يتعلق بالعقوبات."

تجدر الإشارة إلى أن واشنطن  سبق أن أعلنت عن تمديد سريان الاتفاق المرحلي مع طهران (الذي يعود إلى نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013) حتى 10 يوليو/تموز، فيما قرر الاتحاد الأوروبي تمديد تجميد بعض عقوباته الأحادية ضد طهران حتى الموعد نفسه.

وفي هذا السياق ذكر مصدر دبلوماسي روسي أن إيران والسداسية قد تعقدان اجتماعا عاما على مستوى وزراء الخارجية خلال الأيام القليلة القادمة، فيما أوضح مصدر آخر أن العقبة الرئيسية أمام استكمال المفاوضات تتمثل في كيفية رفع حظر توريد الأسلحة إلى إيران، على الرغم من إحراز بعض التقدم في هذا الاتجاه.

وبعد انتهاء لقاء السداسية الوزاري، أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن إيران والسداسية ستعقدان اجتماعا وزاريا عاما غدا السبت.

وقال في تصريح صحفي مقتضب: "إنني واثق من أن الوفود ستحقق تقدما في صياغة النص في غضون الساعات الـ12 القادمة، وواثق من قدرتها على توضيح بعض المسائل. أما الوزراء فسيجتمعون غدا لتقييم ما إذا كان باستطاعتنا الإقدام على الخطوات الأخيرة".

وأقر هاموند بأن العمل على صياغة نص الاتفاق يجري ببطء وبصعوبة، لكنه أعرب عن ثقته بوجود فرص جيدة للتوصل إلى الاتفاق في غضون الأيام القليلة القادمة.

بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي إن الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى لا تتعجل عقد الاتفاق، لكنها لا يمكن أن تنتظر إلى الأبد.

وأوضح في مؤتمر صحفي مقتضب عقده في فيينا مساء الخميس أن بعض القضايا الصعبة حول برنامج إيران النووي لا تزال دون حل.

 وأضاف كيري "لن نسمح بالاستعجال في إنهاء المفاوضات،" مشيرا إلى أنه "لا يمكن الانتظار إلى الأبد للتوصل إلى قرار". وشدد قائلا "سننهي المفاوضات إذا لم نتوصل الى اتفاق".

أما علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني فأكد أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق إلا إذا احترمت كافة الأطراف الخطوط الحمراء التي وضعتها إيران. وانتقد تصريحات كيري، واعتبر أنها "جزء من الحرب النفسية التي تشنها الولايات المتحدة ضد إيران".

وتحدثت مصادر دبلوماسية إيرانية عن محاولة الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى مراجعة اتفاق الإطار السياسي الذي عقد في لوزان يوم 2 أبريل/نيسان الماضي، والتراجع عن بعض نقاطه.

وشددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على ضرورة الإسراع في التوصل إلى قرارات في المفاوضات النووية.

 وأكدت أنه في حال لم تصدر أي قرارات هامة خلال الساعات القامة، فإنه لن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حول النووي الإيراني. وقالت إن هذا سيكون علامة واضحة على أن التوصل إلى قرار في أسبوعين أو ثلاثة أسابيع سيكون أكثر صعوبة.

من جانبه قال مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية الإيراني للصحفيين الجمعة إنه من غير المناسب الآن الحديث عن فشل المفاوضات بين إيران والسداسية.

وقال الدبلوماسي الإيراني: "إن ذلك ليس فشلا، إلا أن الدول الغربية يجب أن تتخذ قرارات صعبة"، مؤكدا ضرورة إيجاد صيغة جيدة للاتفاق النووي النهائي.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن "المفاوضات متواصلة".