بصراحة : الحركة النقابية في الأزمة الاقتصادية!

بصراحة : الحركة النقابية في الأزمة الاقتصادية!

كنا، وما زلنا نؤكد على الدور المهم الذي من الممكن أن تلعبه الحركة النقابية في حياة البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الموقف مبني ليس على أساس إيديولوجي فقط، بل على تجربة تاريخه مجيده للطبقة العاملة السورية وحركتها النقابية، استطاعت من خلالها أن تكون في مقدمة القوى الوطنية الفاعلة،.




والمؤثرة في حياة البلاد السياسية والاقتصادية، والأحداث السياسية الكبرى التي مرت بها البلاد تشهد على ذلك، ابتداء من المشاركة في النضال ضد الاستعمار الفرنسي، ورفض المشاريع الاستعمارية«مشروع حلف بغداد،النقطة الرابعة، الهلال الخصيب»، الدفاع عن الإنتاج الوطني، وفي فترات الحصار الاقتصادي السابقة، حيث تم خفض آثار الحصار إلى الحدود الدنيا، لأن الدولة كانت حاضرة بمؤسساتها المختلفة مما كان له الأثر الإيجابي في الخروج من دائرة الحصار المفروض بأقل الخسائر على اقتصادنا الوطني وعلى شعبنا من حيث تأمين المواد الأساسية الضرورية للحياة اليومية. اليوم نرى الآثار الكارثية للحصار الاقتصادي الجائر على المستوى المعيشي لشعبنا الذي وصل إلى حدود خطيرة تهدد الناس بالموت جوعاً إضافةً لموتهم الذي يتعرضون له بسبب الحرب المجنونة الدائرة رحاها في كل المناطق مسببةً أضراراً مهولةً للفقراء الدافعين لفاتورة النهب الواسع بالإضافة لفاتورة الحرب مما يعني أن القوى الوطنية بما فيها الحركة النقابية تتحمل مسؤولية استثنائية في الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا، من حيث العمل على تأمين مستلزمات الصمود في مقدمة ذلك مواجهة قوى الفساد الكبير التي تلتقي مصالحها بمصالح القوى الخارجية التي تعمل على استمرار الأزمة، وتهيئة الظروف السياسية للقبول بالأمر الواقع الذي يحاول العدو الخارجي والداخلي تكريسها من خلال القول إن الصراع هو صراع طائفي بينما واقع الحال يقول إن الصراع هو طبقي بامتياز وقوده الفقراء الذين يموتون من أجل أن تقتسم قوى الفساد الكبير في الداخل والخارج الكعكة كلاً حسب موقعه في ميزان القوى المتشكل في سياق الأزمة. إن تطورات الأزمة الوطنية تتطلب إعادة اصطفاف القوى الوطنية لجهة الدفاع عن الوطن، ولجهة الدفاع عن لقمة الشعب وحقوقه في الحرية والكرامة التي هي عامل حاسم في الصمود والمقاومة على طريق هزيمة المشروع الإمبريالي الرجعي الذي أدواته في الداخل قوى الفساد الكبير ..
آخر تعديل على الثلاثاء, 30 تموز/يوليو 2013 04:51