د.أسامة دليقان

د.أسامة دليقان

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الأسباب العِلمية لفتك البرد بالسوريين

البشر «حيوانات مَدَاريّة» بالأساس، نظراً لنشوء أسلافهم في الغابات الاستوائية، وهم غير مجهّزين بيولوجياً بما يكفي حتى لمقاومة البرد الخفيف. أما كيف استطاعوا العيش في مناخات باردة، فلأنه- وعلى عكس الحيوانات القطبية التي طورت بالاصطفاء الطبيعي فراءً وجلوداً سميكة وطبقات ثخينة من الشحم تحت الجلد- قد تكيّفت الجماعات البشرية للارتحال والسكن في مناطق أبرد من الاستوائية بفضل العمل وتطور الدماغ الواعي المبدع واكتشاف النار وطهو الأغذية عالية الطاقة وصناعة الثياب والأدوات والاختراعات والكهرباء والمأوى والملبس وغيرها، بمعنى آخر عبر أساسيات ما يسمّى «الحضارة البشرية»، الأساسيات التي لم تعد تؤمّن بحدودها الدنيا لأغلبية البشر في بعض الدول، مثل سورية، رغم غناها بالثروات.

احتجاجات «التطعيم» وأزمة الثقة بالسلطة (فرنسا نموذجاً)

يسلط التقرير التالي الضوء على بعض العوامل الأعمق اجتماعياً وطبقياً وتاريخياً التي تتجلّى بظواهر التمرّد على إجراءات السلطة وخاصة عندما تحاول فرضها على الشعب قسراً، وعلاقة ذلك بتعمق أزمة انعدام الثقة بها، بغض النظر عن الجدال المتعلق بالتطعيم من الناحية الصحية والطبية والذي لن يكفي لفهم تعقيد الظاهرة الاجتماعية المعنية التي يبدو أنها مرتبطة أيضاً بردة فعل على الاغتراب الرأسمالي كما سنرى.

سباق التكنولوجيا «فرط الصوتية» وفجوة التأخّر الأمريكي

شهد العام 2021 ثلاثة اختبارات متعاقبة فاشلة لأحد أكبر المشاريع الأمريكية للصواريخ فرط الصوتية، مما سلّط الضوء على التخلّف النسبي للولايات المتحدة في هذا المجال العلمي- التكنولوجي بالنسبة لروسيا والصين، والفجوة مرشّحة لمزيد من الاتساع في حال لم تتداركها الولايات المتحدة. وبالنسبة لروسيا أشار محلّلون إلى أهمية إرث «إنجازات العلوم السوفييتية السابقة» التي شكلت أساساً للتطويرات اللاحقة والحالية. بالمقابل اعترف «منتدى حَوكمة الشركات» في جامعة هارفارد، بالتأثير السلبي لما وصلت إليه الرأسمالية وخاصة في الولايات المتحدة على سرعة التقدم العلمي.

تراجع فعالية اللقاحات والمنافسة الغربية غير الشريفة

تتراجع فعّالية جميع لقاحات كوفيد-19 مع الزمن، ولكنْ ما أثار استغراب الكثيرين التراجع الأشدّ والأسرع للّقاحات الغربية مقارنةً باللقاحات الروسية تحديداً (وفق عدة دراسات يستعرضها التقرير الحالي)، وسط منافسة غير شريفة يمارسها عددٌ من سياسيّو الغرب وشركاته منذ 2020، بدءاً من الحملات الباكرة للشيطنة والتسييس، مروراً بالضغوط على البلدان ومنظمة الصحة العالمية لعرقلة الترخيص، وصولاً لتضخيم نتائج دراسات ضعيفة علمياً كما سنرى. مستجدات فعالية اللقاحات التي كشفتها المتحورات الجديدة (وخاصة دلتا وأوميكرون) وطريقة التعامل الإعلامي وحتى الأكاديمي معها، تقدّم أدلةً إضافية على النظرية العامّة المتعلّقة بأزمة التراجع العلمي والأخلاقي للحضارة الغربية مقابل صعود قوى العالَم الجديد.

هل يؤدّي التطعيم الإلزامي إلى نتائج أفضل من الطَّوعي؟

خلال السنة الثالثة من وباء كوفيد (2021) أخذ يتصاعد في خطاب صانعي السياسات وخاصة في الغرب، الحديث عن «ضرورة» التطعيم الإلزامي ضدّ الفيروس، مترافقاً بإجراءات عَملية بهذا الاتجاه، أثارتْ وما تزال جدالاً أخلاقياً وقانونياً وسياسياً، وعلمياً أيضاً، مثل فرض «شهادة التطعيم» للسماح بالسفر، لينتقل الأمر بالتوازي أو بعده قليلاً إلى التطعيم شرطاً لدخول بعض الأماكن والنشاطات أو المؤسسات الرسمية والتعليمية... ويبدو أنّ هذه المساعي لاقت مؤخراً فرصة مؤاتية جديدة بعد اكتشاف المتحور الجديد «أوميكرون» والمخاوف المثارة حوله. وقد يبدو أنّ للسؤال المطروح في عنوان هذه المادة جواباً بسيطاً، لكن مهمّة العِلم هي كشف الجوهر المختفي خلف البساطة الظاهرة، وعبر الأدلة والبيّنات.

«الميتافيرس»: بين تَسليع جهازنا العصبي وإمكانات ما بعد الرأسمالية

في مقطع الفيديو الشهير الذي أطلقته شركة «ميتا» (فيسبوك سابقاً) في 29 تشرين الأول 2021 يظهر مالكها مارك زوكيربيرغ «ليبشّر» في مادة دعائية لنحو عشر دقائق لما يفترض أن تكون التكنولوجيا القادمة التي سوف تتجاوز كلّاً من الإنترنت و«الموبايل» والحاسوب. وتعتمد على بناء شبكة من فضاءات ما يسمى «الواقع الافتراضي» VR و«الواقع المُعزَّز» AR. تضيء المادة التالية على الموضوع من وجهة نظر بعض العلوم: علم وظائف الأعضاء البشرية (الفيزيولوجيا) وأمراضها، علم الهندسة البشرية (الإيرغونوميكس)، وعلم الاقتصاد السياسي الماركسي.

اختبارات كورونا في سورية.. وماذا تعني أرقامها؟

أصدرت منظمة الصحة العالمية حتى الآن 11 تقريراً من سلسلة «ملخص إمراضية ووفيات سورية» SMMS المتعلقة بكوفيد-19 منذ بداية الوباء، كان أحدثها (حتى يوم تحرير هذه المادة) التقرير الحادي عشر المؤرخ بـ 21 أيلول 2021. وفيما يلي نركز على ما جاء في هذه التقارير من بيانات وإحصائيات تخص الاختبارات وإيجابيتها ومعنى هذا المؤشر.

«الجوسيبول» السامّ في زيت القطن ونِسَبُه في الأصناف السوريّة

ظهرت إلى الإعلام المحلي منتصف الشهر الجاري (15 أيلول 2021) قضية خطيرة تمس السلامة الغذائية، وهي اكتشاف أكاديميّين سوريّين أنّ زيوت بذور القطن التي تم طرحها في شباط الماضي في صالات السورية للتجارة «غير صحية ولا تصلح للاستهلاك البشري» نظراً لاحتوائها على مركب «الجوسيبول» السام. فما هي هذه المادة من الناحية الكيمائية؟ وما سمّيتها البيولوجية؟ وما نسبها في بذور القطن؟ وما نسبتها الآمنة لزيت طعام بشري؟ وهل دُرِسَت في القطن السوري؟ نحاول في هذه المادة جمع إجابات مما توفر لنا من معلومات، وخاصة من دراسة سوريّة محلية مهمّة حول الموضوع تعود للعام 2011.

الأساس المادّي لسَبق البابليّين باكتشاف علاقة «فيثاغورث»

نشرت مجلة «أسس العلم» العالمية دراسة جديدة، في 3 آب 2021، للباحث دانييل مانسفيلد عن قطعة أثرية بابلية تدعى «حجر بليمبتون 322»، والتي لطالما أثارت اهتمام علماء الرياضيات والآثار. ولا تكمن أهمية هذه الدراسة برأينا فقط في تأكيد أنّ البابليين كانوا يعرفون علاقة «فيثاغورث» في المثلث القائم الزاوية قبل فيثاغورث بألف عام (لأن هذا الأمر كان معروفاً بالفعل منذ عام 1969 على الأقل)، بل ما وجدناه أكثر إثارة للاهتمام فيها هو قيام مانسفيلد بربط اكتشاف البابليين لعلاقة «فيثاغورث» بأساس مادّي اقتصادي- اجتماعي ألا وهو ظهور الحاجة لديهم إلى تقسيم أكثر دقة للأراضي الزراعية إلى ملكيات خاصة بين الأفراد، وفضّ النزاعات الناجمة عن ذلك، في مرحلة يبدو أنّها تزامنت مع الخروج من التشكيلة المشاعية البدائية إلى عصر الملكية الخاصة والمجتمع الطبقي.

مِن الكَهْرَبَة الاشتراكية 1918 إلى ظلام الفساد الرأسمالي 2021

أطلق لينين في 22 كانون الأول 1920، شعاره الشهير «الشيوعية هي: السلطة السوفييتية + كَهرَبَة البلاد بأكملها». وبدأ تاريخ التخطيط الاقتصادي الاشتراكي فعلياً منذ تأسيس «لجنة كَهرَبَة روسيا» عام 1920 وقبل ولادة لجنة تخطيط الدولة (المعروفة بـ «غوسبلان» Gosplan) في شباط 1922. وتُفصِّل المادة التالية بأبرز محطات التطور اللاحق للكهرباء الاشتراكية في صعودها. أمّا لماذا نعتقد بأنّ إضاءةً كهذه مهمّةٌ اليوم؟ أحد الأسباب ببساطة: المفارقة المريرة التي تجعل إنساناً في القرن الحادي والعشرين– بسبب عيشه في منظومة رأسمالية شديدة الفساد كما في سورية– أنْ يُضطَرَّ لقراءة هذا المقال... على ضوء الشموع!!