النموذج الكوبي للاقتصاد الاخضر

كما تمكنت كوبا، تحت ضغط الحصار الاقتصادي الأمريكي الإجرامي، من أن تصبح رائدة على مستوى العالم في التكنولوجيا الحيوية و«الطب الأخضر»، 

فإن تطبيق جزء من ذلك عالمياً، سيكون سريعاً فتح «مسارات التكنولوجيا اللينة» في جميع القطاعات الصناعية والزراعية.
أزمة «النموذج الكلاسيكي» للزراعة الحديثة التقليدية القائمة على زراعة أحادية واسعة ودرجة عالية من المكننة واستخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية، هي ما تمكنت من تجاوزه، نظراً لأن كوبا قد بنت مخزوناً كبيراً من المعرفة العلمية وبنية تحتية متطورة للبحوث الزراعية، إذ تمكنت رغم الظروف، من القيام بما هو في الأساس أكبر تحول- من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية أو شبه العضوية- حصل في التاريخ الحديث.
اندمجت معاهد علم النبات وعلم الحيوان في عام 1987 لتشكيل معهد علم البيئة والتصنيف التابع للأكاديمية الكوبية للعلوم، وعُقدت الندوة الدولية الأولى حول هذه المواضيع في هافانا في عام 1988. وأصبحت البيئة فرعاً محترماً وشرعياً في علم الأحياء ضمن الرؤية العامة.
يستطيع علماء البيئة الترويج لبرنامجهم من خلال عدة قنوات. في المختبرات والمؤسسات المكلفة بمكافحة الآفات يعتمدون خططهم البحثية الخاصة في الجمعيات. يُخاطَب علماء البيئة أيضاً من خلال المنظمات الجماهيرية والشباب الشيوعي والحزب الشيوعي. إنهم يكتبون للصحافة الشعبية، ويعملون مع مجموعات من المبدعين الهواة، ويبحثون بشكل متزايد عن دور في تدريب الفنيين الزراعيين. كأفراد تم انتخاب بعض علماء البيئة لعضوية جمعيات سلطة الشعب، والهيئات التشريعية على المستويات البلدية والمحلية والوطنية.
وبالتالي، أصبحت هناك حركة بيئية متنامية في كوبا. نشطاء البيئة الكوبيون، هم: سياسيون وثوريون ملتزمون، يرون أن نضالهم من أجل سياسات سليمة بيئياً هو جزء من واجب الشيوعيين في بناء مجتمع جديد له علاقة بالطبيعة. طريقة عمل علماء البيئة الكوبيين تعليمية، على مستويات المجتمع ككل، والحكومة، والحزب. من وجهة نظرهم، فإن الجهل والتنموية والاستعجال الاقتصادي هم خصومهم الرئيسيين. لكن المشكلة ليست في عدم وجود قنوات للتعبير، وإنما في مقاومة الأفكار المتعارضة. وفي غياب الجشع، فإن المناقشات ليست مواجهة.
هذا هو الجوهر الاجتماعي للبديل عن الضرائب الخضراء. توفر الملكية العامة لوسائل الإنتاج الرئيسة- مقترنة بالقوة الطبقية في أيدي الأشخاص العاملين في علم البيئة- إمكانية الاعتماد على الإبداع المكبوت، ليس على يد من حفنة من رجال الأعمال، ولكن على يد كتلة واسعة من السكان.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
912