الدواء البيئي

أدت التطورات الطبية إلى انخفاضٍ كبيرٍ في معدلات الاعتلال والوفيات في أجزاء كثيرة من العالم. بعض هذه التطورات أتت بتكاليف اقتصادية وبيئية كبيرة، ولا يتم توزيع منافعها بالتساوي. ي

ناضل الطب والصحة العامة الآن لمعالجة الأنماط المتغيرة للمرض الناتجة عن الأرض المتغيرة والمتدهورة وعن طرق عيش الناس.
في عام 1977، كتب جورج إنجل، أستاذ الطب النفسي والطب في جامعة روشستر، بحثًا في مجلة العلوم بعنوان «الحاجة إلى نموذجٍ طبي جديد: تحدٍ في الطب الحيوي». قال إنجل: إن الطب كان في أزمة مستمدة من الالتزام بنموذجٍ قديمٍ للمرض. طَوَّر حجة لنموذج اجتماعي نفسي حيوي من المرض والعِلّة، بحجة أن استبعاد العوامل النفسية والاجتماعية يُشوّه وجهات نظر، وبل ويتدخل حتى في رعاية المرضى.
«إن الحدود بين الصحة والمرض، بين الصحيح والمريض، أبعد ما تكون عن الوضوح، ولن تكون واضحة أبداً، لأنها مشتتة بسبب الاعتبارات الثقافية والاجتماعية والنفسية».
كانت حجج إنجل ثورية في ذلك الوقت، لكنها دخلت التيار السائد منذ ذلك الحين. لا يستطيع أي طبيب مطّلع اليوم أن يشكك في أن العوامل النفسية الاجتماعية تؤثر على صحة المريض واستجابته للرعاية. ومع ذلك، يبدو أن أفكار إنجل تحتاج إلى التوسع. شجّعَنا إنجل على النظر في كيفية تأثير البيئة النفسية الاجتماعية على صحة الإنسان ودمج تلك العوامل بشكل روتيني في الممارسة الطبية. كانت خطوة نحو جعلنا نفكر في التأثيرات الأخرى للبيئة على الصحة- إلى ما وراء الظروف الاجتماعية لتشمل البيئة الكبرى.
حيث إن جزءاً من مسؤوليتنا الجماعية تجاه المجتمع يجب أن يتضمن إعادة فحص دوري على مستوى المجتمع ككل لأهدافنا وتغيير مسارنا، إذا كان ذلك ضرورياً.
فهناك حاجة إلى منظور مختلف حول كيف يمكن للعلوم ويجب أن تتقدم وتعود بالفائدة على المجتمع. هذا المنظور المختلف هو جزء لا يتجزأ من معرفة التغييرات المحدَدَة والمحدَدة التي تحدث في العالمين الطبيعي والإجتماعي من حولنا.