وجدتها التلاعب بأنظمة الأرض

هناك من ينكر تغير المناخ، بما فيهم وكالة «حماية البيئة» الأمريكية. وهناك من يدركون خطورة الاحترار العالمي، لكنهم واثقون من أن البراعة الرأسمالية ستنقذ «اليوم» بطريقة ما، وأخيراً فإن أولئك الذين يشعرون بالقلق إزاء ظاهرة الاحتباس الحراري، ليسوا واثقين من الرأسمالية كمنقذ، ولكن هناك يائسون للغاية من إمكانية تجنب كارثة المناخ الذين يصلّون من أجل أن الحلول البعيدة التي يسمعون عنها من بيل غيتس (من أجل «تعديل العاصفة») سوف توقف الظاهرة.

وقد ظهر تقرير بعنوان :التغيير الكبير السّيء» الذي يتحدث عن الهندسة الجيولوجية بأنها «التلاعب البشري المتعمد على نطاق واسع للمناخ أو أنظمة الأرض». ويرى مؤيدوها أنه حل للدمار الناجم عن تغير المناخ.
هناك ثلاث طرق رئيسة للهندسة الجيولوجية، فمنها: إدارة الإشعاع الشمسي (SRM) التي تهدف إلى تقليل كمية الحرارة في الغلاف الجوي عن طريق تحويل ضوء الشمس إلى الفضاء. ويشير التقرير إلى أنه «من المرجح أن يغير نشر إدارة الموارد الطبيعية من الدورة الهيدرولوجية وينتج عنه آثار غير متكافئة عبر الكوكب، مما قد يهدد مصادر الغذاء والماء لملايين البشر».
وإزالة غازات الدفيئة (GGR) التي لا تركز على الشمس، ولكن تهدف إلى إزالة غازات الدفيئة الزائدة الموجودة بالفعل في الغلاف الجوي.
في المشاريع الرائدة التي أجريت حتى الآن، الآثار الجانبية خطرة للغاية إذا لم تكن ضارة بالكامل. ويذكر التقرير أن «الهندسة الجيولوجية تهدف إلى التدخل في أنظمة ديناميكية مفهومة بشكل سيء. بالنظر إلى تعقيدات المناخ العالمي، هناك طرق لا تعد ولا تحصى يمكن أن تسير فيها التدخلات، فمحاولة إصلاح عملية الفشل بنشر الهندسة الجيولوجية يمكن أن يجعل مشكلة تغير المناخ أسوأ.
يتم تمويل التجارب عادة من قبل الصناعة (غالباً بدعم حكومي)، خاصةً قطاع التكنولوجيا العالية. التكاليف باهظة، خاصة عندما تفكر في تحقيق المدّخرات من خلال إعداد مصادر الطاقة المستدامة والممارسات الزراعية على الفور. القضاء على استخدام الوقود الأحفوري.
قد يفترض المرء أن المبادرة التي تؤثر على كل شخص على هذا الكوكب ستخضع لشكل من أشكال السيطرة الديمقراطية، ولكن هذا سيكون تجاهل حقائق الرأسمالية.
وطبعاً من المحتمل أن تفشل هذه» التقنيات الوهمية «في تحقيق هدفها، وسيتعيّن على الأجيال القادمة التعامل مع العواقب».
ومن المعروف أن هناك تمويلاً من صندوق بيل غيتس للأبحاث المناخية والابتكارية المبتكرة. وهناك جماعة عالمية من الباحثين والمروجين. لا يقتصر دورهم على التحدث عن الهندسة الجيولوجية فحسب، بل إنهم يدّعون أنهم خبراء في المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المرتبطة بتغير المناخ، وتضغط على فريق الخبراء الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC).