العوامل المؤثرة في إنتاج وتسويق الزيتون

العوامل المؤثرة في إنتاج وتسويق الزيتون

تحت عنوان واقع وتطوّر إنتاج الزيتون في محافظة اللاذقية، دراسة تطبيقية خلال الفترة 2002-2013 قدم الباحث ثائر معروف بحثه إلى مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية.

وتحدث ضمن هذا البحث عن العوامل المؤثرة في إنتاج وتسويق الزيتون.
هناك عوامل كثيرة تؤثر في إنتاج الزيتون، ومن ثم في كميات الزيت، مثل: المناخ والصنف المزروع، ودرجة نضج الثمار، والخدمات الزراعية عموماً، وهذه العوامل تؤثر في مجمل المزروعات، لكن هناك ظاهرة تتعلق بأشجار الزيتون بشكل خاص، وهي ظاهرة المعاومة (الإنتاج المتبدل) التي تزيد في ظاهرة تفاوت الإنتاج.
إن هذه الظاهرة تؤدي إلى زيادة الطلب على العمالة في الموسم الجيد. وتظهر مشكلة تأمين عمال القطاف خلال فترة الموسم القصيرة، إذ لا يمكن تأجيل عملية الجني كثيراً. هذا التفاوت غير المنتظم يؤدي إلى الإضرار بكل من المزارع والمستهلك، فعندما ترتفع الأسعار ارتفاعاً كبيراً فإن ذلك يضر بالمستهلك، فلا يتمكن من تأمين حاجته من هذه السلعة، ويضر ذلك بالمنتج غير القادر على تصريف ما لديه من هذه السلعة، أما عندما تنخفض الأسعار انخفاضاً كبيراً، فإن ذلك يضر بالمزارعين، حتى تكاد لا تغطي تكاليف الإنتاج الكبيرة ويؤدي التجار الوسطاء دوراً سلبياً في هذا المجال فيسهم هذا الدور في زيادة حدة تقلبات الأسعار وتجعل التاجر المستفيد الوحيد من هذه الحاجة، غدا أن التجار يشترون كميات الزيت من سوق الزيت بأسعار منخفضة ويقومون بتخزين هذه الكميات لديهم ثم يبيعونها عند ارتفاع الأسعار إلى المستهلكين بأسعار عالية، وتكون النتيجة أنّ المزارع والمستهلك هما الخاسران دوماً, فلا المزارع يستفيد من ارتفاع الأسعار، ولا المستهلك يستفيد من انخفاض الأسعار، إذ أن الفرق دائماً يذهب إلى جيوب التجار والوسطاء، هذا إضافة إلى لجوء بعض التجار إلى عمليات الغش وخلط الزيت بزيوت نباتية أخرى، للحصول على أكبر الأرباح.
مشكلات الانتاج
إن زراعة الزيتون تعد من الزراعات المهمة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنها تواجه مجموعة من المشكلات، لا بد من مواجهتها ووضع الحلول الكفيلة بالحد منها مما ينعكس إيجاباً على الإنتاج وتتمثل هذه المشكلات بالآتي:
- اتباع الأساليب الزراعية القديمة في الزراعة، التي تؤدي إلى التأخر في دخول الأشجار في مرحلة الإنتاج.
- ارتفاع تكاليف مكافحة الحشرات، التي تصيب الزيتون نتيجة ارتفاع أسعار المبيدات الكيميائية.
- انتشار ظاهرة المعاومة، وانتشار ظاهرة عدم الحمل في بعض الأنواع.
- الاتجاه نحو استبدال هذه الزراعة بزراعات أخرى، ذات مردود اقتصادي وإنتاجية أعلى من الزيت.
- عدم توافر الأساليب الحديثة في تصنيع الزيت، ومنافسة الزيوت النباتية الأخرى، التي تتميز بانخفاض تكاليف إنتاجها نظراً لاستخدام التقنيات الحديثة في عمليات زراعتها، وجنيها واستخراجها.
توصيات البحث
ومن أهم التوصيات التي توصل إليها البحث:
- إجراء البحوث التطبيقية لتقدير الاحتياجات الفعلية للزيتون، وتوفير الأشتال المناسبة والملائمة للبيئات المختلفة.
- القيام بمسوحات لبساتين الزيتون، للوقوف على الحالة الصحية للأشجار، وتوفير أدوية مكافحة الحشرات والسماد العضوي بأسعار مناسبة.
- تصميم وتنفيذ حملات إرشادية في مجالات التربية والتقليم والتطعيم والتسميد والري، وهذا يتطلب توفير الكوادر الإرشادية المدربة والمؤهلة.
- تشجيع إدخال الأساليب الحديثة في القطاف، خصوصاً القطف الآلي، وتحفيز المنتجين على تبني هذه الوسائل وتقديم التسهيلات كافةً في هذا المجال.
- توفير القروض الميسرة وتشجيع أصحاب المعاصر القديمة على تحديث معاصرهم، من خلال الحوافز المناسبة.
- تشجيع الاستثمار في مجال العبوات الخاصة بالزيتون، والزيت، وتوفير المعلومات حول متطلبات السوق من الأحجام والأشكال، وتشجيع الاستثمار، في مجال البنى التحتية اللازمة كمحطات الفرز والتدريج والتعبئة، إضافة إلى تشجيع الاستثمار في مجال الصناعات التكميلية خاصة في مجال الاستفادة من مخلفات الزيتون.
- تصميم وتنفيذ الحملات الإرشادية، لزيادة الوعي بتقنيات ما بعد الحصاد، وأثرها على جودة الإنتاج.
- إصدار التشريعات المناسبة ذات العلاقة بالإنتاج والتصنيع للزيتون، بما يتناسب مع وضع المزارع والمستهلك.

معلومات إضافية

العدد رقم:
810