وجدتها: خزن غازات الكربون

وجدتها: خزن غازات الكربون

يساهم انتشال وخزن ثاني أكسيد الكربون في التقليل من كمية الغاز الذي يطلق إلى الغلاف الجوي. كما أن التكنولوجيا اللازمة لفصل الغاز وعزله عن الغازات الأخرى باتت معروفة.

من خلال حرق الوقود الأحفوري كالفحم والنفط والغاز الطبيعي نقوم بإضافة المزيد إلى تركيز غاز الكربون في الغلاف الجوي. إن تركيز غاز الكربون الآن هو 379 جزء بالمليون. وهذه الكمية أكبر بكثير مما كانت في الماضي، وقد أجمع علماء المناخ أن التركيز المرتفع لثاني أكسيد الكربون، هو المسبب الرئيسي لزيادة درجة الحرارة العالمية.
إن الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة التي لا تنتجه، يعد إحدى الطرق لتقليل كمية غاز الكربون الذي ينطلق إلى الغلاف الجوي. ويشمل ذلك الطاقة الهيدروكهربائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والنووية والحرارة الجوفية وطاقة المد البحري. قد يكون من الصعب إحداث تحول سريع من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة الأخرى هذه، لكن البشرية ليس لها سوى هذا الطريق.
ماذا إن لم يصل غاز الكربون الناجم عن حرق الوقود الأحفوري إلى الغلاف الجوي؟ وهل يمكننا حفظ غاز الكربون ووضعه في مكان ما بدلا من جعله يتصاعد من المداخن إلى الهواء حالياً ريثما نحل مشكلة انبعاثه أساساً؟
تدعى هذه العملية انتشال وخزن غاز الكربون. يتم استخدام هذا الإجراء حالياً بشكل محدود. يمكن أن يسبب ذلك فرقاً واضحاً في كمية غاز الكربون التي نطلقها إلى الغلاف الجوي. وهناك مرحلتان للعملية. التحدي الأول هو التقاط غاز الكربون بدلا من جعله يتطاير من المداخن. ومن ثم يجب خزنه أو «عزله» بشكل آمن ولمدة طويلة. إن فكرة عزل غاز الكربون لتقليل الكمية التي تدخل إلى الغلاف الجوي تعد جديدة تماماً. إلا أن التكنولوجيا اللازمة للقيام بذلك تم استخدامها لأسباب أخرى.
أفضل مكان لانتشال غاز الكربون هو من مصادر الانبعاثات الرئيسية. إن محطات الطاقة الكهربائية تنتج حوالي ثلث انبعاثات غاز الكربون. بالإضافة إلى ذلك، يعد غاز الكربون منتجاً ثانوياً لعمليات إنتاج الحديد والفولاذ، وصناعة الاسمنت. ويتم إزالة غاز الكربون من الغاز الطبيعي قبل استخدامه كوقود. وتعتبر هذه العمليات الصناعية من الاختيارات المناسبة لانتشال وخزن غاز الكربون لأنها تعد مصدراً كبيراً له في أماكن ثابتة، فهل نبدأ فوراً في العمل على ذلك؟ 

آخر تعديل على السبت, 05 أيلول/سبتمبر 2015 22:47