غير حياتك.. ركز بكامل الدماغ

غير حياتك.. ركز بكامل الدماغ

يسعى الإنسان بفطرته للنمو الذاتي، للنهج الأقصر وللتفتح الأسرع في سبيل الارتقاء و التفوق، لذا نجده في كثير من المواقف هو الباحث، وموضوع البحث، وحقل الأبحاث في الوقت نفسه. يندمج يوميا في سعي حثيث لاكتشاف مكنونات وجوده وتطور أساليب ابداعاته

عن طريق التركيز على دراسة الأداة الأقوى في العملية الإبداعية البشرية.. العقل.

وعلى الرغم من الاهتمام العملي الكبير به لم يستطع الإنسان سبر أغوار الدماغ البشري بالمجمل ومازالت بعض أوجه تلك الأداة مثيرة للتعجب بتعقيدها فهو وسيلة لعمل الوعي ومرآة تعكس أعمال الفكر، بالإضافة لكونه العارف بجميع تفاصيل المكونات الداخلية المعقدة في أي وقت، لتأخذ دراسة التفكير وعلاقته المباشرة بهذا المكون المادي وأساليب تنظيم الدماغ لإيقاع عمل جميع تلك المكونات حيزاً جاداً من البحث العلمي.

يستعرض كتاب «تركيز كامل الدماغ» «Focusing the Whole Brain» للكاتب رونالد راسل طريقة مميزة في هذا المجال اعتمدت بشكل أساسي على مبدأ «مزامنة وظائف نصفي الدماغ». حيث يعتبر هذا المبدأ بأن مجمل نتاج العقل البشري ينطلق من أماكن محددة تتوضع في نصفي الدماغ لكن تلك الأفكار قد تتعرض للضياع في لحظات بسبب ارتباطها بالحالة المزاجية للدماغ ويتشتت نتاج العقل رغم محاولاتنا المألوفة في اعتصار أدمغتنا للحفاظ عليه، وهنا بيت القصيد، ألا توجد طريقة ناجعة تجعلنا نصل إلى تلك الحالة العليا من التركيز والترابط في أي وقت نريد ؟ «مزامنة وظائف نصفي الدماغ» هو الحل.
العقل والجسد والروح
يقدم الكتاب منهجاً مثيراً للاهتمام لتحقيق المبدأ هذا، حيث يعتمد على نظام متآلف من الإشارات الصوتية والأوامر السمعية، ضمن مجموعة من الشرائط الرقمية التي يمكن للمتدرب سماعها، مما يسمح بالتنسيق والتزامن الكامل بين النشاطات الفكرية لكل من نصفي الدماغ  أثناء تحليل الدماغ لتلك الإشارات والأوامر، مستنداً على دراسة العالم ومهندس الصوت «روبرت مونرو» في تأثير الصوت على الوظائف الدماغية وعلاقتها بمظاهر التفكير والسلوك للوصول إلى الحالة المثالية في تسخير كامل الدماغ في العملية الإبداعية وخدمة لأساسيات الإنسان الثلاثة: العقل والجسد والروح.
التحديات العقلية
يتحدث الكاتب عن تطبيقات تلك التقنية بالنسبة للعقل : كتنظيم عملية تذكر المعلومات ورفع مستوى التركيز، وتحسين الاستيعاب النظري والعملي والتغلب على مظاهر إدمان التدخين أو الكحول، وأيضاً بالنسبة للجسد: كالتعافي من العمليات الجراحية والتأقلم مع العيوب والأمراض الفيزيولوجية كالسرطان والإيدز، والتعامل مع التحديات العقلية كأمراض التوحد والخرف وصولاً للمساعدة على النوم وتحسين مستوى الأداء الرياضي. والروح: في تحليل ومعالجة الكثير من الاضطرابات النفسية وصولاً لقراءة علمية لظواهر روحية محضة كالتبصر والخروج من الجسد. لينتهي الكتاب بخلاصة تسمح لك باستثمار كامل قوتك العقلية في تغيير أسلوب حياتك ونتاجك الإنساني نحو الأفضل.
 يرى هذا الكتاب الشيق في العقل البشري أعمق مما يرى بواسطة المعدات الالكترونية المتطورة، يرى في ذاك الكيان الغامض الانسان شيئاً أشمل مما يعتقد أي عالم أنه تعرف إليه لتكتشف في رحلتك الفكرية الممتعة تلك بأنه عالم مترامي الأطراف سحيق الأغوار ولا متناهي الآفاق، لا ينفك اتساعاً مع كل فكرة ابداعية جديدة انبثقت من العقول المتقدة ذاتها التي لا تعرف النهاية.