خزانات التنوع الحيوي

خزانات التنوع الحيوي

الاستفادة من الأراضي الهامشية في صون التنوع الحيوي الحيواني والمكافحة الحيوية في جبل العرب


تتميز منطقة جبل العرب بخصائصها المناخية كونها جزيرة في البادية، حيث تسمح فتحة الجليل في الجبال الساحلية بمرور الرياح الرطبة ووصولها إلى الجبل مما يعطيها خصائص متوسطية بالإضافة إلى خصائص البادية. إن وجود نوعين من الخصائص الحيوية المناخية يعني الكثير بالنسبة للتنوع الحيوي.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار السياسات الزراعية الحالية والسابقة، فقد تناقصت الأراضي الطبيعية (النبت الطبيعي) بشكل كبير في المنطقة مما أدى إلى تدهور كبير في التنوع الحيوي.
يتميز جبل العرب بمجموعة رائعة من الزواحف والبرمائيات وهي نتيجة لهذه الموائل الفريدة.
ولذلك فصون بقايا التنوع الحيوي هام جداً، رغم أن هذا صعب نظرياً ولكن على الأرض نرى أنه ممكن التحقيق.
خلال استصلاح الأراضي يقوم المزارعون بإزاحة الحجارة من الأرض (كونها منطقة بركانية) وتكويمها بين حيازاتهم أو يبنون بها سوراً بين الأراضي، هذه الحدود الهامشية أو المساحات الصغيرة من الأرض تلعب دوراً هاماً في الإبقاء على الحدود الدنيا لبقايا التنوع الحيوي، ونرى ذلك نباتياً وحيوانياً وخاصة في الحيوانات الصغيرة التي تلعب دوراً هاماً في المكافحة الحيوية للآفات الزراعية كالأفاعي وغيرها من الزواحف التي تساهم في الحد من أعداد القوارض أو العظايا التي تحد من أعداد الحشرات وغيرها.
إن توسيع هذه الحدود وبالتالي زيادة مساحة هذه الأراضي الهامشية، سيكون فرقاً كبيراً وربما يغير وجه المنطقة:
بيئياً: سيتزايد التنوع الحيوي حتماً
اقتصادياً: ستعود المساحات المتروكة بالفائدة بسبب المكافحة الحيوية بالتقليص من استخدام المبيدات وببيع المنتجات الزراعية بأسعار أفضل لكونها خالية من المبيدات.
صحياً: سيتعرض المزارعون والمستهلكون لكميات أقل من المبيدات، وتنمو العديد من النباتات الطبية بشكل أفضل.
إن التعاون بين سكان الجبل والمؤسسات العلمية ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالإضافة إلى وزارة البيئة، يمكن أن يجعل هذا الأمر حقيقة واقعة، وبتطبيقها في بادئ الأمر في بعض مناطق الجبل يمكن أن تكون مثالاً حياً يمكن اتباعه لاحقاً، مما يمكننا من إيجاد أفضل التوليفات بين  التنوع الحيوي الزراعي والتنوع الحيوي الطبيعي.