(المصداقية) الأمريكية.. والرئيس الأمريكي «المعزول» أي مستقبل ينتظر الأمريكيين فيما لو آمنوا بأكاذيب حكوماتهم؟!
ترجمة : د. نبيل حوج ترجمة : د. نبيل حوج

(المصداقية) الأمريكية.. والرئيس الأمريكي «المعزول» أي مستقبل ينتظر الأمريكيين فيما لو آمنوا بأكاذيب حكوماتهم؟!

ألحقت سذاجة الرئيس اوباما، ووزير خارجيته المغفل جون كيري من خلال تخبطهما حيال الأزمة السورية أسوأ هزيمة دبلوماسية في التاريخ بحكومة الولايات المتحدة الأمريكية،

وأفقدت مصداقية مكتب الرئيس، وزارة الخارجية والإدارة الحاكمة بأكملها...مستمراً في غطرسته كما سبقته الحكومات الأمريكية من خلال الأكاذيب والخدع التي تم تمريرها لتدمير العراق ومؤخراً ليبيا..

السريالية الأوباومية
يعتقد أوباما بأن أمريكا مازالت «القطب الأوحد»، والثور «الاستثنائي» الذي يملك الحلبة، وبلد لا غنى عنه، وهذا ما جعله يتمادى ولكن هذه المرة نحو سورية..
ولكن بقية الشركاء قد تعلموا من التجارب السابقة لتهور واشنطن المتكرر عند عدم وجود أدلة..ويستمر اندفاع اوباما الساذج بدعم من مستشار غير كفء وغير جدير بثقة الأمن القومي، سوزان رايس، وحفنة من المحافظين الجدد،بينما يتوانى البرلمانيون البريطانيون عن فعل ذلك..
الأكذوبة الجديدة ..والموقف الهزلي
يقف أوباما الآن حائراً في عزلته محاولة منه للتملص من تهديده بالهجوم دون الحصول على إذن من أحد ، سواءً من الأمم المتحدة، أو حلف الناتو أو من  الكونغرس ، متعمداً لتجاهل دولة ذات سيادة .
 وحسب معيار نورمبرج لحقوق الإنسان  فإن العدوان العسكري هو جريمة حرب . على الرغم من حصول واشنطن على بعض «الموافقات»  من الأمم المتحدة أو من حلف شمال الأطلسي إلا أنها تظل جرائم حرب .
رفاق السوء
يسعى  مستشار الأمن القومي، ودعاة الحرب من المحافظين الجدد لدفع اوباما لإثبات نفسه كرجل حقيقي وإيهامه بإمكانية العمل وحده، وارتكاب جرائم حرب دون الحاجة لغطاء من الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي أو الكونغرس الأمريكي الجبان. وأن العالم بين يديه، ويعملون جل وقتهم على إقناعه بأن رئيس الولايات المتحدة فوق كل قانون. والقيصر الرهيب الذي يحدد ما هو مسموح به. قيصر «القوة العظمى الوحيدة» يجب عليه الآن أن يثبت سلطته على العالم، وإلا سيكون خاسراً.
المصداقية المفقودة
ومن جانب آخر، فقد فقدت حكومة الولايات المتحدة مصداقيتها في جميع أنحاء العالم، ولن تستطيع أبداً استعادتها، ما لم يتم القبض على بوش وأوباما وتقديمهما للمحاكمة لقيامهما بجرائم حرب. وفقدان المصداقية ذهبت في مناحٍ أبعد من فشله الدبلوماسي، فمن المؤكد في عام 2014 ، ستواجه الولايات المتحدة أزمة اقتصادية حادة.
فالاعتداء المستمر على دور الدولار الأمريكي كعملة احتياط من مجلس الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة الأمريكية ، والغرق اللامتناهي في المزيد من المديونية الداخلية، والطباعة المستمرة للدولار لتغطية ذلك العجز ، وتركيز السياسة الاقتصادية الأمريكية على إنقاذ «البنوك الكبيرة من الانهيار» متجاهلين الآثار السلبية على الاقتصاديات المحلية والعالمية والضرر بسندات الخزانة الأمريكية، والأزمة السياسية التي تنجم  من العجز و الديون التي سوف ستواجه الكونغرس بعد انعقاده في شهر سبتمبر .
إن العالم لن يعمل على إنقاذ واشنطن ، المكروهة دولياً، بمقايضة العملات، أو المزيد من القروض، والمساعدات الخارجية. الأميركيون سيدفعون ضريبة ذلك بقوة لتقصيرهم، وعدم الانتباه، وعدم الاكتراث بجرائم حكوماتهم، وما سيزيد الأمر سوءً هو اعتقادهم الساذج بأنه يمكن تدارك ذلك بسهولة أو أن ما يجري هو فعل مؤقت، دون الخوض في عمق الأزمة البنيوية التي تعانيها أمريكا.
وهم «الدولة العظمى»
الأزمة الاقتصادية تعصف «بالدولة العظمى»، الكثير من الاستثمارات والموظفين غادروا الولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين مع ثلث القوة العاملة تعمل في ظروف متواضعة من ناحية الخدمات، والقوى العاملة فيها مماثلة لحالة الهند قبل 40 عاما. بالفعل «القوة العظمى الوحيدة في العالم» نسبة كبيرة من سكانها يعتمدون على الرعاية التي تقدمها الحكومة من أجل البقاء. وقدرة الحكومة على تلبية المطالب المتزايدة للبقاء على قيد الحياة ينخفض.
كم من الوقت يلزم حتى إطلاق النار على المواطنين الأمريكيين في الشوارع من حكوماتهم كما يحدث في كثير من الأحيان في دول حلفاء واشنطن المقربين في مصر، تركيا، البحرين؟
وحينما يهمل الأمريكيون متطلبات حريتهم وعيشهم. ويبقون على سذاجتهم في تصديق حكوماتهم وينقلون أكاذيبها وخداعها للعالم أجمع فإن ذلك لا يدفعهم إلى حتفهم فقط، بل إلى نهاية البشرية ككل.
إذا ما بقي الأمريكيون مؤمنين بأكاذيب حكومتهم، فليس لديهم طوق نجاة في المستقبل. إذا لم  يعرفوا الحقيقة، فإنهم بالفعل سوف يفقدون مستقبلاً صالحاً للعيش .«ربيع» المحافظين الجدد  انتهى قبل أن يبدأ....