أول إضراب عمالي في التاريخ قبل 3500 عام

أول إضراب عمالي في التاريخ قبل 3500 عام

أول إضراب عن العمل وأول تظاهرات عمالية في التاريخ، وهي الوقائع التي جرت في منطقة دير المدينة التاريخية في أحضان جبل القرنة، غرب محافظة الأقصر، في مصر، قبل 3500عام. 

عن موقع اليوم السابع بتصرف
حيث استطاع العمال في مصر القديمة أن يحصلوا على حقوقهم بالتظاهر السلمي، ووقفت الشرطة إلى جانبهم آنذاك.
تعد هذه المدينة أول مدينة عمالية في التاريخ، تأسست في بداية عصر الأسرة الـ18 واستمرت إلى نهاية الأسرة 20، مما يعني أن عمرها حوالى 5000 سنة.
سكان المدينة كانوا من أمهر حرفيي وعمال مصر، فقد كان يقطن بها الحجارون وقاطعو الأحجار، كما ضمت النقاشين الذين نقشوا أروع المناظر، بالإضافة إلى مصممي المقابر وأمهر الرسامين في العالم القديم.
حيث في العام التاسع والعشرين من حكم الملك رمسيس الثالث، وفي اليوم العاشر من الشهر السادس مر العمال المتظاهرون على نقاط حراسة المقبرة، ومن أمام أعين الحراس الموجودين صوب معبد الملك تحتمس الثالث حيث اعتصموا خلفه.
حاول مسؤولو إدارة جبانة طِيبة الغربية إقناع العمال المتظاهرين بالدخول إلى المعبد لمناقشة مطالبهم، ولكن العمال المتظاهرين رفضوا، ثم داروا السور المحيط بمعبد الرامسيوم، ووصلوا إلى الجزء الجنوبي منه، وجاء لهم الكاتب بنتاورت «لكي يسكتهم وأعطاهم خمساً وخمسين كعكة”.
العمال المتظاهرون عادوا إلى معبد الرامسيوم ثانية، واعتصموا بعد جدال مع كهنة المعبد ودخلوا إلى فنائه، فجاء إلى المعبد الكاتب بنتاورت ورئيس الشرطة منتومس وبعض مسؤولي الإدارة وأثناء إقناعهم، ذهب بنتاورت إلى عمدة طِيبة لعرض مطالب المتظاهرين ولكنه عاد خالي الوفاض.
في اليوم الثالث عشر تعاطف رئيس الشرطة منتومس مع العمال لعدم توفير الإدارة حلولاً لمشاكلهم، وطلب من العمال المتظاهرين التجمع من أجل قيادتهم للاعتصام في معبد سيتي الأول بالقرنة، وحاولت الإدارة إيجاد حلول مؤقتة، فقررت صرف كمية من القمح لكل عامل من المتظاهرين. لم يف هذا حاجة العمال فلجأوا إلى الاعتصام ليلاً وهم يحملون المشاعل.
في اليوم الثامن والعشرين كان الوزير «تو» عائداً من مهمة، وحاول رئيس الشرطة الجديد «نب سمن» مقابلته أثناء مروره في الأُقصر من أجل عرض مطالب العمال المتظاهرين، ولم يستطع الوزير سوى صرف نصف الأجور المتأخرة.
شهدت تلك التظاهرات الاعتصام في معبد الملك مرنبتاح، وعندما حاول عمدة طِيبة مناقشتهم صرخوا فيه مما جعله يهرب ويرسل لهم الجنايني منيوفر ومعه كميات من القمح ليوزعها عليهم.
وبعد أيام من التظاهر قام زعيم العمال «بن أنوكي» بعرض مطالب العمال والمشاكل التي تحدث في الجبانة، ووجه اتهامات خطيرة لاثنين من المسؤولين وهما: وسرحات وبنتاورت وهى سرقة أحجار من مقبرة الملك العظيم رمسيس الثاني وثور مرقط وعليه علامة معبد الرامسيوم ومجامعة ثلاث سيدات متزوجات.
كما ألمح إلى تستر الوزير حوري على هذه الجرائم، وطالب العامل بعرض المطالب والاتهامات على رمسيس الثالث أو وزيره تو، وهي صرف الأجور المتأخرة ومحاربة الفساد الذى تفشّى بين رؤسائهم وإيصال صوتهم إلى فرعون مصر ووزيره.
واستجاب الحكام لتلك المطالب، لينتهي أول إضراب وتظاهرات عمالية يشهدها التاريخ غرب الأُقصر قبل أكثر من 3500 عام.
وكان المسؤول عن كل مجموعة، سواء في المقبرة أو المدينة شخص يحمل لقب «كبير العمال»، يعينه الوزير وكان يقوم بتوزيع العمل على العمال، ويشرف على توزيع الحصص التموينية «الأجور»، ويساعده في عمله «نائب كبير العمال»، ثم يأتي في المرتبة الثالثة «كاتب المقبرة» الذى كان يسجل العمل المنفذ في المقبرة الملكية، ويسجل المتغيبين عن العمل، ويوزع مواد وأدوات البناء من المستودعات الملكية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
917