جلاؤنا يوم يكون شعبنا هو السيد

توج شعبنا السوري نضالاتة بإعلان اندحار المحتل الفرنسي عن وطننا، وبين بداية العدوان 1920 وإعلان الاستقلال 1946 مشوار طويل من المواجهة والمقاومة بكل أنواعها وأشكالها «العسكرية والسياسية والحراك الشعبي المجسد بالإضرابات والمظاهرات» افتتح المقاومة ثلة من الفدائيين في مقدمتهم الوطني الكبير يوسف العظمة، الذين أخذوا على عاتقهم ألّا يمرّ المستعمر دون مقاومته، وهذه الخطوة كانت إشارة البدء لكل الشعب السوري بألّا يقبل بالمستعمر، وأن مقاومته فرض عين على كل وطني سوري وهكذا كان.

نقول قولنا هذا، لنذكّر بمن جروا عربة غورو مراهنين بفعلتهم تلك على ديمومة المستعمر الذي يؤمن مصالحهم، حتى لو كانت على حساب دماء شعبهم وحرية وطنهم وسلامته ووحدته، وإذا سحبنا ذاك التاريخ إلى الأمام إلى اللحظة التي يعيشها وطننا بأزمته، لوجدنا أن أحفاد من جروا عربة غورو عوضاً عن البغال موجودون الآن بكل تفاصيلهم وألوانهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستقوين بمن يحقق لهم تلك المصالح التي أوهمهم بإمكانية تحقيقها لهم المستعمر، وهنا لا فرق بين فرنسي وأمريكي أو بين التابعين وتابعيهم، فمن يحدد السّمت النهائي لهم، هو: من يقرر عنهم إلى أين يذهبون، وكيف يتصرفون، حتى لو كان الثمن دماء السوريين ولقمتهم وحريتهم وخياراتهم، فمن يغتصب لقمة السوريين الفقراء ويزيد من فقرهم وعذاباتهم وتعميق الكارثة الإنسانية لهم، كمن يوافق على أن يتولى العدو الأمريكي وتابعوه المزيد من تدمير بلادنا، وجعلها خراباً، فمن يدعو إلى استمرار الحرب اقتصادية كانت أم عسكرية، يلتقي مع ما يُبيته الأمريكي من مشاريع لشعوبنا، وشعبنا السوري بالخصوص، فما الفرق بين التدمير بالحصار الاقتصادي الخارجي، أو بنهب لقمة الفقراء، وبين التدمير المباشر بفعل العدوان، كلاهما يُفضيان إلى نتيجة واحدة، وهي: دماء السوريين النازفة كالشلال ومصالحهم الوطنية.
أيها المعتدون الغاصبون للقمتنا وكلمتنا وحريتنا وأرضنا، القابضون على الوهم بأنه سيكون لكم مكان فيما بيننا، سنعيد جلاءنا، الذي حققه أجدادنا لنبني وطننا من جديد، لا مكان فيه لجارِّي عربة غورو، أو للطامحين أن يأتوا على الدبابات الأمريكية التي ستولِّي من غير رجعة، ستكون سورية قلعةً للتغيير الحقيقي، الذي سيكون فيه الشعب هو السيد، وسنقول: بأننا محكومون بالانتصار، ولا شيء دون الانتصار.

معلومات إضافية

العدد رقم:
910