تنمية المنطقة الجنوبية.. بلا عمال!

تنمية المنطقة الجنوبية.. بلا عمال!

مشروع تنمية المنطقة الجنوبية في السويداء طوّر 32 ألف دونم من أراضي جبل السويداء الوعرة وحوّلها إلى بساتين تفاح، ومنح الفلاحين مستوى معيشياً أفضل، وحقق للدولة فوائد اقتصادية جمّة.

حيث نفذ هذا المشروع عام 2018 تطوير واستصلاح2000 دونم في قرى ريف السويداء ذات التضاريس الجبلية الوعرة، مثل: قرى «المشنف» «سهوة الخضر» و«ظهر الجبل» وقد أصبحت هذه الأراضي الآن صالحة للزراعة ويبدو أن كل ما قدمه هذا المشروع لم يشفع له ليبقى حاضراً على ساحة المحافظة إذ يعاني حالياً من سكرة الموت والتوقف، ويلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب النزيف الدائم بعدد العمال الذي تراجع من 160 عاملاً إلى 90 عاملاً فقط، دون أن يتم تعويض النقص الحاصل ورفد المشروع بعمال جدد من قبل وزارة الزراعة لضمان استمراريته مع كل ما يقدم من خدمات لأهالي محافظة السويداء، ويضاف إلى ذلك قِدم الآليات التي يتجاوز عددها 13 آلية ثقيلة في مواقع العمل، تتوزع بين التركسات والبلدوزرات وآليات ثقيلة أخرى، ولم يتم تحديث هذه الآليات منذ عام 2000 ويقدر العمر الإنتاجي الفعلي للآلية عشرة آلاف ساعة عمل ولغاية هذا التاريخ قد عملت كل آلية أكثر من 16 ألف ساعة عمل، وبالتالي هي بحاجة لإصلاح وصيانة بشكل يومي في ورشة الصيانة والإصلاح الموجودة في مشروع تنمية المنطقة الجنوبية، التي يتواجد فيها سبعة فنيين بين ميكانيكي ومشحم وعدد العمال الفعلي وليس الورقي عاملان أثنان فقط، يقومان بكل أعمال الورشة المتنوعة كون العمال الخمسة الباقين يعانون من أمراض مزمنة، مثل:أمراض الديسك والعمود الفقري والقلب والشرايين. ويذكر أن عدد عمال الورشة سابقاً كان 25 عاملاً فنياً، معظمهم تقاعد صحياً بعد أن أفنوا حياتهم في إصلاح الآليات الثقيلة، وبذلك وفرّوا ملايين الليرات على خزينة الدولة من خلال إصلاح وتنزيل محركات التركسات والآليات الثقيلة داخل الورشة بخبرات وطنية محلية ترفع لها القبعة، ومع النقص الحاد في عدد عمال هذه الورشة الفنية بات المشروع مهدداً بالتوقف، كون عدد العمال الحالي غير كافٍ للقيام بأعمال صيانة وإصلاح الآليات الثقيلة بشكل يومي، نظراً لقدمها واهتلاكها، وبالتالي قد يلجأ هذا المشروع للاستعانة بالقطاع الخاص الأمر الذي يحمل خزينة الدولة تكاليف باهظة مستقبلاً في ظل أنَّ الحل بسيط لهذه المعضلة التي تؤرق العاملين في مشروع تنمية المنطقة الجنوبية في السويداء، والذي قدموه من خلال التنظيم النقابي في- مؤتمري نقابة عمال التنمية الزراعية واتحاد عمال محافظة السويداء والمتمثل بإعلان وزارة الزراعة عن مسابقة خاصة بفرع السويداء شريطة استثناء المتقدمين من شرط الحصول على شهادة التعليم الأساسي، وذلك لوجود عدد كبير من الشباب لم يتقدم إلى المسابقة الأخيرة، لأنه غير حاصل على شهادة التعليم الأساسي ويمتلك الخبرة الفنية اللازمة، وبالتالي لم يتمكن فرع السويداء من إضافة إلّا فني واحد للكادر الموجود في ورشة الصيانة والإصلاح، مع بقاء النقص الحاد في عدد العمال الأوكسجين اللازم لحياة هذا المشروع.
فهل تستجيب وزارة الزراعة لمطلب عمال هذا المشروع وتعيد الحياة والأمل لهم بعد طول انتظار؟ ألا يشفع لهذا المشروع عمله المنتج في تطوير واستصلاح عشرات آلاف الدونمات الوعرة وتحويلها إلى بساتين للتفاح وتحسين المستوى المعيشي للفلاحين طيلة السنوات الماضية؟ إن الحل عند وزارة الزراعة كما يؤكد العمال والقائمون على هذا المشروع.
قاسيون، بدورها تضم صوتها لصوت عمال مشروع تنمية المنطقة الجنوبية في السويداء، وتطالب وزارة الزراعة تلبية مطالب العمال بالسرعة القصوى، وإقرار مسابقة خاصة بفرع السويداء للتنمية الزراعية، واستثناء المتقدمين من شرط الحصول على شهادة التعليم الأساسي، كون الفرع بحاجة ماسة لخبرات اليد العاملة الشابة في مجال الميكانيك لرفد الورشة الفنية للصيانة والإصلاح التي تعد عصب العمل في هذا المشروع الرابح والمنتج، بما لديه من جبهات عمل جديدة فعلية وليست ورقية، وخطته لهذا العام لن تقل عن خطة العام الماضي المنجزة في حال تعيين عمال جدد يمتلكون الخبرة الفنية اللازمة، وشراء آليات ثقيلة تساهم في بقاء المشروع حياً...

معلومات إضافية

العدد رقم:
907
آخر تعديل على الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2019 04:59