الدّعم لكل شي إلّا للأجور!

الدّعم لكل شي إلّا للأجور!

من يستمع ويشاهد التصريحات التي يدلي بها المسؤلون- حول توجهات الحكومة بالدعم التي تنوي تقديمه للقطاعات المختلفة- يعتقد أن أمراً جللاً سيحدث وأن حياة المواطن ستتغير وتنقلب رأساً على عقب، لما لا وقد تعود مواطننا على مثل تلك التصريحات التي لا يصيبه من حبها جانب، بل تذهب إلى مطارح أخرى، ولا تعود عليه بالمن والسلوى التي يعدنا فيها المسؤلون بتصريحاتهم حيث لا تتعدى الفضاء الذي أطلقت من خلاله، وهذا الواقع ليس بالجديد، بل هو مستمر مع الحكومات السابقة واللاحقة.


المجلس الأعلى للتخطيط أقر خطةً طموحةً ورفع فيها عيار الدعم، ولكن ليس لنا نحن الفقراء والمساكين وأبناء السبيل الفاقدين لحقنا فيما تغدقه الحكومة من وعد بالدعم فالخطة الطموحة التي أقرتها الحكومة وكما عبرت عنها هي خطة اقتصادية واجتماعية (تنموية وانتاجية) في الزراعة والصناعة والسياحة تلك الخطة تقضي بتخصيص كتلة نقدية ثابتة للقطاع الخاص الصناعي- الزراعي والسياحي.
من حيث المبدأ لسنا ضد الدعم المفترض للاقتصاد الحقيقي الزراعي الصناعي، بل لا بد من دعمه وتطويره في القطاعين الخاص والعام ليحقق نسب النمو المطلوبة في التنمية، التي في حال تحققها بنسبها الضرورية ستكون قاعدة الانطلاق للتخلص من المشكلات والأزمات التي أصابت شعبنا قبل الأزمة وأثناءها مثل: الفقر والبطالة والتهميش وغيرها من الأزمات ولا نعتقد أن الحكومة بسياساتها الليبرالية قادرة على اجتراح المعجزات المطلوب اجتراحها طالما أن تلك السياسات في تكوينها الأساسي وضد عقلها أن يكون هناك اقتصاد حقيقي صناعي زراعي ناهض ومتطور، وإلا لكانت دعمت المناطق الصناعية عوضاً عن محاولة ترحيل الصناعيين إلى مناطق أخرى سيتكلفون من خلال هذه العملية المبالغ الطائلة التي يمكن توظيفها لتطوير منشآتهم كما هو جار في منطقة القابون الصناعية، وكذلك كانت من بابٍ أولى أن تقدم الدعم للفلاحين الذين تضررت مواسمهم بفعل الظروف المناخية وعدم قدرتهم على تأمين المبيدات الزراعية من السوق السوداء لارتفاع أسعارها ولعدم الوثوقية بها.
خطة الدعم الطموحة التي أقرها المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي لم يكن على جدول أعمالها دعم الأجور، حيث بحت حناجر العمال وهم يطالبون بزيادتها، ولكن دائماً تصدر التصريحات القائلة انتظروا مفاجأة لأن الزيادة ستكون «مو شلون ما كان بدكم تقبروا الفقر بعد الزيادة اللي عم نوعدكم فيها وعيش يا .... لحتى ينبت الحشيش والعمال وبقية الفقراء ما الهم شي غير الدعاء للحكومة» لعل الله يلهمها الهداية ويلهم الفقراء الصبر والسلوان وتنظر الحكومة بعينٍ أن يكون المواطنون الفقراء متساويين مع غيرهم بالكتل المالية المخصصة للدعم مثل غيرهم من أصحاب الحظوة والجاه.