البير وغطاه

البير وغطاه

«قال رأفة فينا نحنا العمال والموظفين ما بيجوز تخفيض سعر الصرف، مشان استقرار أسعار السلع والخدمات، وازدهار الأعمال، وتأمين أجواء تخلق وظائف للمواطنين..»

هاد حكي حاكم المركزي اللي قال كمان: بأنو تقلبات سعر الصرف بتضر المواطنين وبتخدم مصلحة المضاربين..
هلأ أنا عامل ع قدي ما بفهم بالاقتصاد متل حاكم المركزي أكيد.. بس اللي بعرفو أنو نحنا ما استفدنا شي من هالحكي، أو غيرو، لأن الأسعار متل ما هي بتطلع وبتنزل ع كيف التجار.. ورواتبنا ثابتة بمحلها، وكأنو قدرة قادر عاجزة عن تحريكها.. يعني: ارتفعت الأسعار بس رواتبنا ضلت ع حالها.. وعيشتنا من سيئ لأسوأ بالنتيجة..
بعدين أي رأفة فينا نحنا العمال والموظفين بدي أفهم؟ يعني كيف ظبطت ونحنا رواتبنا يالله سكاجة وقوت لتموت؟ لك الدولارات اللي نباعت السنين الماضية للتجار والشركات والصرافين والمضاربين اللي وجعتولنا راسنا فيهم إذا توزعت علينا على اعتبار أنها تبعنا أصلاً، كانت تحسنت عيشتنا وما كانت وصلت لهدول اللي ما بيخافوا الله والحكومة.. وعم يشتغلوا متل المنشار: طالع آكل نازل آكل ع حسابنا وع حساب البلد كمان..
أما عن مصلحة المضاربين فما طلعت إلا من رقبتنا ومن رقبة رصيد الدولار اللي كان بالخزينة، من جيوبنا وصار بجيبة هدول الكبار.. يعني كأنو لازم ندفع ضريبة هالشي 3 مرات مو مرة وحدة.. أول مرة وقت تجمعو هالدولارات بالخزينة من جيوبنا.. وتاني مرة وقت نباعو للتجار وشركات الصرافة بحجج ومبررات بدها حلم الله.. وتالت مرة وقت عم ينفسح المجال للمضاربة فيهم بالسوق من جديد.. وما منعرف كم مرة لسا بدنا ندفع ضريبتهم طالما رواتبنا على حالها والتحكم بالسوق والأسعار هات إيدك والحقني.. وبإيدين كبار التجار والسماسرة..
العجيب هو: الحكي أنو من السهولة تخفيض الدولار 200 ليرة.. يعني ممكن يصير سعرو بحدود 235 ليرة يا جماعة بين يوم والتاني بدل 435 هلأ.. وع هالحسبة بيصير راتبي اللي هو 30 ألف ليرة بحدود 127 دولار عواض 68 دولار.. بس هاد بحسب الحاكم يعني صعوبة بتحقيق الاستقرار النسبي للعملة المحلية.. وكأني كعامل كنت مستفيد من هالاستقرار غير أنو ثبتلي راتبي وبس.. وما ثبت لا الأسعار ولا حط حد للاستغلال والسرقة والنهب.. طيب معليش فرحني وخليني حس أنو راتبي ارتفع بالدولار ولو بالاسم قبلان ومبسوط..
ومعليش تحملوني بدي أعمل حالي فهمان شوي وقول: أنو فعلاً بهيك رواتب بلا طعمة وهية وقلتها بدها تزدهر الأعمال معها.. بس والله ع حسابنا وع حساب لقمة ولادنا حبيب قلبي..
يعني أديش مبسوطين أصحاب الأعمال من رواتبنا الصغيرة والممسوخة، حتى الحكومة نفسها مستفيدة من هالشي.. ورواتبنا الهزيلة صارت جزءاً من الترويج والدعاية لاستقطاب المستثمرين من برا ومن جوا كمان.. يعني: تعو يا عالم عنا الفقر ضارب أطنابو، وأي عامل بيبيع قوة عملو بتراب المصاري.. صح ولا أنا غلطان؟
بقى برضايي عليكم بلاها هالرأفة وحاج تسفقونا منية أنو قلبكم علينا.. هاد البير وهاد غطاه.. الحكومة وقلبها وتعاطفها كلو مع هدول الكبار ع حسابنا وع حساب حق ولادنا بالعيش بكرامة ونحنا آخر همها.. وخيو من الآخر صحيح الحكي ببلاش بس ما بيشبع..
وبيقولوا: إذا ما غيمت ما بتشتي.. ونحنا العمال والموظفين غيمت معنا وضبضبت.. وبدها تشتي يعني بدها تشتي!