معمل الأحذية في السويداء

معمل الأحذية في السويداء

لم يعد ممكناً الأخذ بحسن النية تجاه منطق الإهمال، وإضعاف القطاع العام، في ظل الأزمة الوطنية الشاملة، والتوجه بشكل فعلي للقطع مع السياسات الاقتصادية الليبرالية والقرارات الخاطئة المعمول بها سابقاً، والتي مهدت الطريق وفتحت الأبواب لتفعيل المؤامرة.

 

للمصانع حظوظ!
معمل الأحذية في محافظة السويداء الذي أنشئ عام 1978 بخبرة فرنسية، وكان المطلوب منه تحقيق طاقة إنتاجية عالية تصل إلى تشغيل ما يزيد عن الــ 2000 عامل على خطوط إنتاج مختلفة المواصفات، ولكن في السنوات التي سبقت الأزمة وصل عدد العمال إلى حوالي 420 عاملاً وعاملةً فقط، وتم العمل على فكرة التشغيل لدى الغير، أي القيام بنصف عملية الإنتاج وإكمال مرحلة عملية الشد اليدوي للجلود لدى القطاع الخاص مع تدريب ورشة عمل للقيام بهذه المهمة، ولكن ظروف الأزمة أدت إلى توقف العملية عام 2013، ولكن حتى الأن لم يشغل المعمل بالطاقة الإنتاجية المطلوبة، مع العلم أنه بلغ عدد العمال 167 عامل، وأما خطوط الإنتاج فهي متوقفة بنسبة 50% لأعذار كثيرة، يرى العمال أنها واهية، والدليل على ذلك ارتفاع أرباح المعمل بسبب توقف معامل الأحذية وخروجها من الخدمة في النبك ودرعا.
هل من آذان مُصغية؟
أكد العمال حاجة المعمل إلى التعاقد مع مهنيين من ذوي الخبرة في مجال صناعة الأحذية وتأمين قوالب حديثة، وتعيين عدد من العمال بعقود سنوية، للاستفادة من خبراتهم المكتسبة لزيادة الإنتاج وتحسين جودته، مشددين على مدى الحاجة إلى تنظيم دورات تأهيلية للعاملين في مجال صناعة الأحذية، لحل مشكلة التعاقد مع الخبراء، ويذكر أنه تم إصلاح وترميم وتشغيل أحد خطوط الإنتاج في قسم التركيبات في المعمل، من خلال تعديل عمل الآلات بعد توقف عن العمل دام 10 سنوات، بسبب أعطال فنية وعدم وجود قطع تبديلية، الأمر الذي ساهم برفع الطاقة الإنتاجية اليومية من 400 إلى 550 زوجٍ من الأحذية وتوفير 30 فرصة عمل بعقود مؤقتة لمدة ثلاثة أشهر في المعمل، وقد ألزم قرار رئاسة مجلس الوزراء الصادر عام 2009 الجهات العامة بحصر استجرار الأحذية للقطاع العام بالشركة العامة لصناعة الأحذية، ومن المعلوم أن مقومات الإنتاج الأساس اليوم في معمل الأحذية في السويداء، تتركز على إنتاج البوط العسكري ومتوسط الإنتاج اليومي 800 زوج.
مقومات
إعادة الإنتاج موجودة
هناك دراسة لتحضير بدائل تكفل سريان إنتاج المعمل، وتتضمن العمل على إنتاج الحذاء المدني الذي ينسجم مع ما يتوافر في الأسواق، ويرضي ذوق المستهلك، من حيث النوعية ومتطلبات الموضة والمنافسة في الأسواق، ولدى المعمل مخزون وافر من أفخر أنواع الجلود التي استقدمت لتصنيع الحذاء المدني في سنوات الاستقرار للمعمل، ولم تستثمر بعد، وبقيت محفوظة بظروف جيدة، وهي مواد أولية مؤلفة من جلود متميزة، وأسفال متينة بنوعيات متميزة، وبالتالي المواد الأولية متوافرة وكافية لدعم إقلاع الورشة، والمعمل بحاجة لآلات جديدة لشد الحذاء المدني، وضمان تنوع الموديلات، وبالتالي تحقيق الأرباح المطلوبة، وتشكل الحل البديل لعملية الشد اليدوي، التي تتم لدى القطاع الخاص، وتأمين الجودة المطلوبة، وإدخال تصنيع الأحذية النسائية في مرحلة لاحقة، وعوضاً عن تشغيل المعمل بكامل الطاقة الإنتاجية وتأمين فرص للعاطلين عن العمل وتذليل الصعوبات والمعوقات المتمثلة بالنقص الكبير في الكادر الفني والإداري، ونقص الخبرات لدى العمال، وقدم الآلات التي تعمل منذ أكثر من 40 عاماً، وعدم تأمين وتوفر القطع التبديلية في السوق المحلية، وعدم تعيين عمال جدد بسبب التسرب الحاصل نتيجة الإحالة على التقاعد والاستقالات، يتم الاكتفاء بعقود تشغيل عاملين لمدة ثلاثة أشهر فقط وهذه الآلية لا تؤمن استمرار الإنتاج الوطني، ودعم الصمود الشعبي في ظل ظروف الأزمة الخاصة، التي تتطلب تأمين حاجات السوريين الأساسية، ومنها: تأمين الحذاء الجيد بالسعر الرخيص.
معمل بحاجة لقرار مرابح
إن معمل الأحذية في السويداء يعد من المعامل الرابحة، وقد بلغت قيمة مبيعاته مليار ومائة وستة وسبعون مليون ليرة سورية، ومائة وتسعة وتسعون ألف وثلاثمائة وخمس وسبعون ليرة سورية، وقد بلغ صافي الأرباح ما يقارب، مائة وخمسون مليون ليرة سورية، رغم الصعوبات والمعوقات الآنفة الذكر كلها والعاملون في هذا المعمل يعملون بجهدٍ مضاعفٍ من أجل تحسين أجورهم الهزيلة، ولديهم مطالب محقة لاستمرار إنتاجهم تتلخص بما يلي :
1_ العمل على تعيين عمال بعقود سنوية لدعم وزيادة الإنتاج.
2_ العمل على تعيين عمال فنيين وإداريين لتعويض النزيف الحاصل على مستوى الكوادر الفنية والادارية.
3_ زيادة اعتمادات الطبابة والنقل وقيمة الوجبة الغذائية المسعرة ب 30 ل.س.
4_ دعم المعمل بخطوط إنتاج جديدة بدل الآلات القديمة، لتحسين جودة المنتج، ويمكن للمعمل أن يردّ ثمن هذه الخطوط خلال خمس سنوات، بناءً على معطيات الإنتاج الحالي.
5_ تأمين المستلزمات الضرورية لعملية الإنتاج في هذا المعمل، وتأمين القطع التبديلية اللازمة للقيام بعملية صيانة آلات المعمل.