ميرنا ياغي ميرنا ياغي

هرمونات «كمال الأجسام» تفقد شباب سورية خصوبتهم.. أين وزارة الصحة والاتحاد الرياضي من هذه الكارثة؟

يتصاعد تحذير الأطباء المختصين للمعنيين في الاتحاد الرياضي العام من الأعداد المتزايدة للرياضيين المتوافدين إلى العيادات الطبية، الذين تكشف تحاليل السائل المنوي لديهم كارثة خلوه التام من الحيوانات المنوية!.

إنها الحقيقة المؤسفة، فعدد متزايد من هؤلاء الشباب، أصحاب الكتل العضلية الضخمة والأذرع العريضة والأكتاف المرعبة التي تخشى الصقور أن تحط عليها، تم تفريغهم تماماً من خصوبتهم الرجولية، كون المصنع المسؤول عن إنتاج الذكورة في أجسادهم تم إتلافه، فتوقف عن الخدمة وأحيل إلى التقاعد.
والخطير، أن قسماً كبيراً من الشباب السوريين الحالمين بامتلاك أجساد قوية وجميلة ليتبختروا بها أمام الفتيات، يقومون يومياً بارتياد نوادي كمال الأجسام، وهؤلاء سرعان ما يقعون بجهلهم ضحية أحد المدربين معدومي الضمير والمسؤولية، أو الوعي، الذي يحاول إقناعهم باتباع كورسات هرمونات تحفيز العضلات للحصول على الجسم الحلم وبمواصفات قياسية، مستفيداً من كون معظمهم يجهلون تماماً مدى خطورة هذه الهرمونات، التي أودى سوء استخدامها بحياة الكثير من اللاعبين، وأصابت عدداً كبيراً منهم بالعقم والجلطات... فيأكل الطعم بكل سرور.. ولا يدرك أنه كان ضحية إلا بعد فوات الأوان.

وكما أفادنا أحد الأطباء، فإن هذه الهرمونات المحرمة دولياً مكونة من خلطة خطيرة هي:
«هرمون النمو GH»: يسبب أخذه بحالات غير مرضية وكميات ليست دقيقة اختلالاً بإيقاع الجسم الهرموني المنضبط كالساعة.
«الميثوتركسات»: هي عقاقير تستخدم لعلاج الأمراض السرطانية.
«ديكادر الأبولين والبريموبولان»: وهي هرمونات بناءة تستخدم للأطفال المصابين بقصر النمو، ويسبب استخدامها من غير دافع مرضي نتائج عكسية.
«بولدينون انديكليات، اكيوجين، لارابولين» وهي هرمونات تنتمي إلى طائفة (الاندروجين)، أي الهرمونات الذكرية التي تستخدم بيطرياً وتعطى للحيوانات التي لا تؤكل (كالحصان والكلب) ولا يجوز حقنها في الإنسان..
إضافة إلى هرمون التستوسترون الذكري الذي تنتجه الغدة الكظرية والنخامية وبمعايير غاية في الدقة.
هذه الخلطة الرهيبة يتراوح سعرها بين /25 ـ 5000/ ل.س، وتستورد بطريقة غير نظامية من تركيا، الهند، باكستان، هولندا، الدانمارك، أمريكا، انكلترا، إسبانيا.. يتم حقن الرياضيين بكميات منها توازي عشرات أضعاف الكمية الطبيعية التي تفرزها الغدد وبفترات متقاربة، مما يحدث مع الزمن ضموراً في أنسجة الخصيتين، وتوقف إنتاج الحيوانات المنوية، وبالتالي الإصابة بالعقم.. وهناك آثار جانبية أخرى تتراوح بين خلل بوظائف الكبد، وسرطان الكبد، وتغير نسبة الدهون في الدم، وزيادة الإصابة بتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم.. والموت.!
أما السرنجات التي يتم تداولها بين الرياضيين، فتؤدي إلى انتقال فيروسات سي، ي، وفيروس الإيدز، وتسبب نتيجة حقنها من أشخاص غير مدربين إلى تهتك أوتار العضلات، التهابات في الأعصاب والأوعية الدموية، زيادة في عدد كريات الدم الحمراء، وحدوث جلطات متكررة في الأماكن الحيوية في الجسم، تنتهي بالوفاة المفاجئة.
السؤال الهام هنا هو: ألم يستطع الاتحاد الرياضي «المدرك لهذه المأساة» وعلى الرغم من خزينته الممتلئة من تشكيل لجنة رقابة تجرم من يقوم ببيع الهرمونات وحقنها في النوادي الرياضية، أم أنه، وكما يعتقد ويقول بعض المدربين: «حاميها حراميها»؟ وأين وزارة الصحة من كل ذلك، أم أنه تم إيجاد طريقة جديدة لتحديد النسل السوري بعيداً عن عقاقير منع الحمل...؟!