عدوى الحقوق المهدورة وصلت للمشافي الخاصة..  مشفى الأسدي يمتنع عن صرف رواتب العمال

عدوى الحقوق المهدورة وصلت للمشافي الخاصة.. مشفى الأسدي يمتنع عن صرف رواتب العمال

إن عدم إعطاء العامل أجرته أو راتبه الشهري أحياناً أو تأخير ذلك إلى شهر أو شهرين، يعتبر إجحافاً بحق العامل وأسرته، وقد يتحول الأمر لمنحى مؤسف جداً بوجود المئات من العمال ظلوا لشهور معدودة لم يقبضوا قرشاً واحداً، مماطلة وتسويفاً وتلاعباً وفي غفلة الرقيبالذي يعمل دون المطلوب منه بصفته المدافع عن حقوقهم.

إن رب العمل في كثيرٍ من الأحيان يملك من أساليب الكيد ما يجعلهم لا يشتكون، فهو يهددهم بالفصل إن اشتكوا، وقد يجعل بعضهم يوقعون أحياناً على استلام بعض المرتبات وهم لم يستلموها أصلاً، ويوقعون لأنهم جهلة لا يعرفون، أو لأنهم جاؤوا حديثاً ولا يدرون ماالملعوب، أو لأنهم يخافون، أو قد يقنعهم رب العمل بالتوقيع وسوف يأتيك الراتب غداً، فيوقع العامل لأنه لا يريد أن يثير مشكلة مع صاحب العمل من أول وهلة، ويظن أن الأمر سوف يمضي بسلام.

إن الظلم الذي يحيق بالعمال اليوم كبير، وكثيرٌ منهم يواجهون في مقر عملهم أو إقامتهم ألواناً من الظلم لا يرضى عنها أبداً، من ذلك الكتاب الذي رفعه العمال في المشفى الأسدي لنقابة عمال خدمات الصحة من أجل الضغط على إدارة المشفى لصرف رواتبهم التي لم تصرفمنذ ثلاثة أشهر رغم كل الظروف الصعبة والغلاء الفاحش في المواد الاستهلاكية وهم من مختلف المهن الطبية.

 

يقول العمال في شكواهم:

«نحيطكم علماً بأن إدارة المشفى لم تمنح العمال رواتبهم عن شهر أيار حتى تاريخه أي بعد مضي /18/ يوماً على استحقاقه. وبما أن معظم العمال من الطبقة الكادحة وليس لديهم أي مورد آخر للرزق، فتقطع بهم سبل العيش الكريم وخصوصاً مع ارتفاع معظم المواد التموينيةمما يضطرهم للاستدانة وهذا لا يليق بعمالنا.

مع العلم أن بعض العمال لم يتقاضوا أجورهم عن شهري أذار ونيسان الماضيين حتى تاريخه».

وفي ختام كتابهم قالوا: «لذلك نرجو النظر بشكوانا والإيعاز لمن يرونه من إدارة المشفى ليتم منح العمال رواتبهم، وفي حال عدم الاستجابة الطلب من الجهات المختصة معالجة هذا الأمر بما ترونه مناسباً.. ودمتم عوناً للطبقة العاملة».

العمال وتأكيداً على حقوقهم حسب الدستور الجديد في حقهم بالإضراب نوهوا بأن «العمال وخلال أسبوع إذا لم يقبضوا رواتبهم سيضربون عن العمل، مما يعني شل حركة المشفى والتوقف عن استقبال المرضى وبالتالي خسارة المشفى مئات الآلاف».

إن مكتب النقابة لم يترك وسيلة وإلا استخدمها مع إدارة المشفى لكن لا حياة لمن تنادي، وقد يكون هذا «التطنيش» المقصود بحكم أن العامل في موضع الضعف بطبيعته وحكم موقعه، وهذا ما يجعله عرضةً للظلم والاضطهاد من الكثيرين الذين لا يحترمون إلا منطق القوة،فرب العمل قد يظلمه، والمدير قد يبخس حقه، وصاحب العمل قد يحتقره ويوبخه ويعاتبه، والمواطن العادي لا يلتفت إليه، وينسى هؤلاء جميعاً أن هذا الرجل يعمل ساعات دون انقطاع في سبيل تأمين لقمة عيشه.

«قاسيون» تضم  صوتها لمكتب النقابة وتطالب إدارة المشفى بصرف رواتب العمل دون إبطاء، مع الاحتفاظ باستخدام جميع الوسائل الممكنة دستورياً في نيل حقوقهم بما فيه حق الإضراب؟!.