مهرجان كارلوفي فاري...
زياد الخزاعي زياد الخزاعي

مهرجان كارلوفي فاري...

هناك 11 فعالية في قائمة مهرجان «كارلوفي فاري» السينمائي الـ48 (28 حزيران ـ 6 تموز 2013). أضيفت عناوين جديدة صوّبت اهتماماتها نحو اكتشاف مواهب ديناميكية وطليعية.

أبلغ نموذج على هذا، خانة فريدة عنوانها «أيماجنا»، المحوّرة عن كلمة «تخيّل»، ضمّت 17 فيلماً طغت عليها نبرة تجريبية: نصّ الموسيقية والفنانة البصرية البلجيكية شازولا «بعث الجمهرة السوداء»، الذي صوّرته بالكامل (ساعتان) عبر هاتفها الجوال. مونتاج لكلّ ما يرتبط بعملها ومحيطها ومنجزاتها في الموسيقى والتصوير والرسوم المتحرّكة وغيرها. النمسوي بيتر شراينر يُفلسف، في «سراب»، المُصوّر بين ألمانيا وليبيا، علاقة زوجين وفضاءات وغربات وحيوات وأقدار. خطاب مجازي عن الحياة وعقدها، والكون وغموضه، والبشر وعواقبهم. الروسي سيرغيه لوزنيتسا يقدّم عمله الوثائقي القصير «رسالة» (20 د.) عن مبنى خشبي في مكان ناء، كأن الدهور لم تكشف عن لغزه. أغرب عرض، ما أقدم عليه الخبير بعلم «فينومينولوجيا وسائط السينما» النمسوي غوستاف دويتش، بإعادته تصوير لوحات الفنان التشكيلي الأميركي إدوارد هوبر، الذي اهتمّ بـ«الحداثيّ الإجتماعيّ»، في «شيرلي ـ نظرات واقعية»، في تطابق درامي ـ صُوَري مذهل. مخترعاً حكاية الممثلة شيرلي، التي يصحبها الفيلم في ثلاث حقب تاريخية، تعكس تطوّر اشتغالات أبي الواقعية الأميركية المعاصرة. الأميركي جيمس بيننغ يحسم أمر فيلمه «ستيمبل باس» بأربع لقطات ثابتة لبيت خشبيّ في حديقة، طول كلّ منها نصف ساعة، بينما نسمع قراءات مطوّلة من اعترافات «إرهابيّ التقنية المتطورة» تيد كاتشنزكي حول نشاطه ضد فاشية التنصت والجوسسة الرقمية.
يثير حضور النجم جون ترافولتا الكثير من الحماسة، إذ يُكرَّم بـ«الكرة البلورية» لنشاطه السينمائي، ويقدّم فيلمه الأخير «موسم القتل» مع روبرت دي نيرو حول غريمين، أميركي وصربي، يسعيان إلى تصفية حساباتهما، بعد أن وضعت حرب البوسنة أوزارها. هناك كرتان أخريان تقدّمان إلى أوليفر ستون، الذي يعرض ساعتين من سلسلته التلفزيونية «التاريخ غير المروي للولايات المتحدة»، وإلى جيري شاتسبيرغ. وخصّص المهرجان تحية غير مسبوقة إلى الفيلم الكردي، يعرض خلالها 15 فيلماً (في غياب سورية)، منها «موسم كركدن» لبهمان قبادي (إيران)، و«يول» (الطريق) للراحل يلماز غونيه (تركيا)، و«إذا متّ، سأقتلك» لهونير سليم (العراق) وغيرها. ويشارك الفلسطينيان هيام عباس بـ«إرث» (الشابة هاجر تريد الإقتران بحبيب إنكليزي على الرغم من الإعتراضات، بينما أفراد عائلتها يتهاوون بسبب الإحتلال والفساد والجشع والخيانة). وهاني أبو أسعد بـ«عمر» («السفير»، 27 أيار 2013). بالإضافة إلى «وجدة» للسعودية هيفاء المنصور (فقرة «فُرجَة أخرى»).
من الأفلام الـ14 التي تشاهدها لجنة تحكيم برئاسة المخرجة البولندية أكنيشكا هولاند، هناك «11.6» للفرنسي فيليب غودو، المقتبس عن واقعة هزّت فرنسا في العام 2009، بطلها سائق شاحنة لنقل الأموال معروف بأمانته، يختفي مع ثروة خيالية. البريطاني بن وايتلي يقدّم نصاً سوداوياً بعنوان «حقل في إنكلترا»، عن جنود هاربين خلال الحرب الأهلية، يبحثون عن كنز مدفون في عراء. المجري يانوش ساس يقرأ، في «الدفتر الكبير»، تاريخاً معاصراً من وجهة نظر شقيقين توأمين، يكتبان فيه يومياتهما عن دمار العالم وانحطاطه. الألماني أوسكار روهلر يسرد، في «ينابيع الحياة»، مسار ثلاثة أجيال تتعرّض لعنف منظّم من النازية، لغاية ثمانينيات القرن الماضي. الإيطالي روبرتو أندو يتهكّم، في «تحيا الحرية»، على سفاهات الحزبية في بلده، عبر حكاية نفاق قيادة حزب، يختفي مرشّحها الوحيد في الإنتخابات، فتختار شقيقه وشبيهه بديلاً. التشيخي يان هربيك يُشارك بكوميديته «شهر العسل»، الذي ينقلب إلى مغمة عائلية إثر ظهور شخص غامض في حفل زفاف، يفضح نفاق مدعويه. البولنديان خريستوف ويوانا كراوز أفلما سيرة أشهر شاعرة غجرية في البلاد، لم تنصفها الحياة والسياسة والإقصاء الإجتماعي، في «بوبوشا». الكرواتي فينكو بيرشان يتحامل، في «أطفال الكاهن»، على الكنيسة واستغلالها للعفوية الشعبية، عبر حكاية قسّ شاب يُعيّن في قرية، ويشهد ظاهرة غريبة متمثّلة بموت العجائز، بينما تندر ولادات أطفال جدد، ليعمد إلى فكرة غير مسبوقة يذهب ضحيتها أمام جبروت العقل البطريركي الرسمي. الإغريقية بني بانايوتوبولوس ترصد، في «أيلول»، أطواراً غريبة ومأسوية لامرأتين متناقضتي الدوافع والأمزجة والخيارات العائلية. الروسي يوسوب رازيكوف يختار، في «عار»، حادثة حقيقية وقعت قبل أعوام في قاعدة عسكرية بين زوجات بحّارة يخدمون في غوّاصات تابعة للبحرية الروسية، تدفع بهنّ عزلاتهنّ وظروف معيشتهنّ المهينة إلى تنظيم عصيان. في «قيمة الزمن» للإسباني خافيير بيرمودز، يُجمّد البطل جثة زوجته الشابة، في انتظار تطوّر تكنولوجي يعيدها إلى الحياة، كي يُكملا سعادتهما. الأيسلندي مارتن بورسون يعرض، في «أكس أل» (حجم كبير)، حكاية نائب حكومي مدمن على الخمر وزير نساء وعابث، يُجبر على دخول مصح وإعلان التوبة. مودّعاً مجونه، يقرّر البطل تنظيم آخر حفلة لا مثيل لجنونها.