صنع في بنغلاديش

صنع في بنغلاديش

حمل الفيلم الأخير للمخرجة البنغلاديشية ربيعة حسين عنوان «صنع في بنغلاديش»، وتروي مشاهد الفيلم قصة كفاح عاملات مصانع النسيج في بنغلاديش من أجل تحصيل حقوقهنَّ في تأسيس نقابة لعمال النسيج.

قضت المخرجة ربيعة حسين حوالي ثلاث سنوات في البحث ومقابلة العاملات للتَّعرف على البيئة التي عاشت فيها العاملة داليا، والتي عانت الكثير من ظروف العمل في المصنع، على يد أرباب العمل وعلى يد زوجها القاسي، فقررت استعادة كرامتها بتأسيس نقابة للعاملات اللواتي تراوحت أعمارهن ما بين 18-30 عاماً ويعانين جميعاً من آلام الظهر والكتف بسبب الجلوس على مقاعد صلبة والانكفاء على طاولات الخياطة عشر ساعات في اليوم، ولستة أيام في الأسبوع مقابل أجور تبلغ 100 يورو شهرياً في أفضل الحالات.
سيناريو الفيلم مستوحى من قصة حقيقية، هي قصة حياة العاملة داليا اختر دولي. حيث طرحت المخرجة وجهة نظر العاملة التي أسست نقابة عاملات النسيج، بشأن صناعة النسيج وحقوق العاملات، من أجل تحسين ظروف العمل في بلد يستخدم العمَّال والعاملات بشكل واسع لتعزيز الإنتاج المحلي الذي تصاعد من 18,14 مليار دولار عام 1980، إلى 274,025 مليار دولار عام 2018.
كما يروي الفيلم قصة العاملة شيمو– وهي تجسيد لشخصية العاملة الحقيقية داليا اختر، التي فرّت من قريتها وهي في سن الحادية عشرة لتستقر في مدينة دكا وتعمل في مصنع النسيج– وهنا تبلغ شيمو من العمر 23 عاماً وتناضل من أجل تأسيس نقابة لعمال مصنع الغزل والنسيج الذي تعمل فيه بعد أن أودى حريق بحياة العديد من العمال والعاملات. ويستعيد الفيلم حادثة حريق وانهيار مصنع رنا بلازا الشهير سنة 2013، الحادثة التي تسببت بوفاة 1138 من عمال وعاملات المصنع، ما دفع العاملة شيمو إلى المطالبة بحقوق العمال بمساعدة المهتمين بقضايا حماية العاملات.
قالت ربيعة حسين لوسائل الإعلام إنها عندما التقت بعاملات النسيج في عام 2016، لم تشعر بأنهن ضحايا، بل محاربات يشعرن بالكرامة وبالطاقة الكافية للمطالبة بحقوقهن، وبعد تصاعد النضال في المصنع ارتفعت أجور العاملات وصرفت تعويضات الحريق وتحولت النقابة الجديدة إلى محرك للتغيير في المصنع على الرغم من القمع والاستغلال.

معلومات إضافية

العدد رقم:
947