مئوية الثورات السورية ضد الاستعمار

مئوية الثورات السورية ضد الاستعمار

«في أحلك أيام الانتداب الفرنسي، لم تنجُ سورية من لذع أقلامهم. مع أنها رفعت راية الكفاح ضد المستعمر طوال ربع قرن، وقدمت على مذبح الوطنية مائة ألف شهيد» أمين الأعور، جريدة النداء 7 حزيران 1959

خاض الشيخ صالح العلي أولى المعارك ضد الاستعمار الفرنسي في تشرين الثاني 1918، حيث واجه المستعمرون الفرنسيون أعنف المعارك حتى تموز 1922. إذ خاض الثوار أكثر من 54 معركة، أهمها معارك قرى سلمى، ترتاح، الشيخ بدر، وادي الورور، قلعة المرقب، السودة ومعارك الهجوم على طرطوس والقدموس وبانياس وجبلة ومصياف. وخسر الاستعمار الفرنسي هنا آلاف الجنود «800 قتيل ومصاب في معركة وادي الورور وحدها».
أعلن الزعيم إبراهيم هنانو الثورة ضد الفرنسيين بعد أن جمع أثاث بيته وأحرقه معلناً بداية الثورة وقال جملته المشهورة: لا أريد أثاثاً في بلد مُستعمر. وحدث أول صدام مسلح بين الثوار والقوات الفرنسية في 23 أكتوبر 1919. وأسس هنانو محكمة للثورة لكل من يتعامل مع فرنسا أو يسيء للثورة. ودعا الشعب إلى المشاركة في الثورة في بيان عام موجه إلى عموم أفراد الشعب. وفي أوائل كانون الأول 1919، اصطدم أهالي بلدة تلكلخ مع الحامية الفرنسية بسبب إصرار هؤلاء على رفع العلم الفرنسي على دار الحكومة. ودامت المعارك في المنطقة حتى 1920.
من أهم معارك ثورة انطاكيا واسكندرون معركة «السويدية»، التي تكبد فيها الفرنسيون خسائر كبيرة. ودامت عمليات الثوار في كرّ وفر إلى كانون الأول 1920.
إضافة إلى ما سبق، اشتعلت ثورات أخرى عام 1919، ومنها ثورة جبل الأكراد بقيادة محو إيبو شاشو وثورة سلقين بقيادة يوسف السعدون وثورة الشيخ عز الدين القسام في جبلة والحفة، وثورة جبل صهيون بقيادة عمر البيطار، وثورة جبل عامل ومرجعيون بقيادة أحمد مريود، وثورة الجولان.
وامتدت شرارتها إلى ثورة سهل الحولة 1920، وثورة حوران 1920، وثورات الفرات 1921 وثورة حماة-معرة النعمان 1921، وانتفاضة دمشق الأولى والثانية ،1922 وثورة سلطان باشا الأطرش الأولى في السويداء 1922، وثورة بياندور وتحرير الجزيرة العليا 1923، وغيرها من الثورات التي مهدت للثورة السورية الكبرى 1925-1927.

معلومات إضافية

العدد رقم:
919