الحقيقة المعلّبة في نيويورك تايمز

الحقيقة المعلّبة في نيويورك تايمز

باسم حرية التعبير، تتواصل الاعتداءات الإعلامية على حرية التعبير، وباسم حرية الصحافة، تُخنق حرية الصحافة بيد الشركات الكبرى. وفي الوقت الذي ترفع فيه جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية شعار «الحقيقة أصبحت أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى»، تمارس سياسة إعلامية لشعار آخر مضمونه: «الحقيقة لم تعد مهمة». بينما تتعرض مصادر الأخبار البديلة إلى هجمات بوليسية متواصلة.

كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن شعارها الجديد في وقت مبكر من عام 2017. الشعار الذي يبدو نبيلاً للوهلة الأولى، ولكنه شعار مثير للجدل، إذا درسنا تاريخ نيويورك تايمز الحديث. ففي سبعين مقالاً من افتتاحياتها حول العراق منذ 11 أيلول 2001 وحتى 20 آذار 2003، لم تذكر عبارات «القانون الدولي» و«ميثاق الأمم المتحدة» على الإطلاق، بل كانت تذكر للإعلام الموجه للشعوب العربية فقط، فالحقيقة لم تبدُ مهمة بشكل رهيب عندما وقفت الجريدة إلى جانب غزو العراق، عبر المشاركة في بث وابل من الدعاية إلى الشعب الأمريكي.
لم تكن الصحيفة وحدها في موقفها لتسويق وبيع حرب العراق للشعب الأمريكي، حيث كانت شبكات التلفزيون من Fox News إلى CBS وCNN مؤيدة بشكل كبير للحرب. حيث أجبرت فوكس نيوز، المملوكة لروبرت مردوخ موظفي الشبكة على وصف الغزو بأنه: «عملية حرية العراق»، حيث قتل مئات الآلاف من العراقيين في وقت لاحق.
استمر هذا النمط في تأييد غزو ليبيا عند الغارديان البريطانية عام 2011، حيث قتل آلاف الليبيين وما زالوا يقتلون حتى الآن. وفي سنة 2015 كتب إيان بيريل رئيس تحرير جريدة إندبندنت البريطانية ليطمئن قراءه، يمكنني القول: إن بريطانيا وفرنسا كانتا على حق في التدخل في ليبيا.
تتواصل الحرب الإعلامية والدعاية على قاعد غوبلز النازية: اكذبوا ثم اكذبوا ثم اكذبوا، لعل شيئاً يعلق في أذهان الناس. وعلى هذه القاعدة تتعرض مصادر الأخبار البديلة اليوم إلى هجمات بوليسية وإعلامية تشارك فيها صحف، مثل: نيويورك تايمز والغارديان، بل وحتى رؤساء الدول، مثل: ايمانويل ماكرون. وقالت هيلاري كلينتون في السياق نفسه: نحن في حرب إعلامية ونخسر تلك الحرب لأول مرة في التاريخ.

معلومات إضافية

العدد رقم:
914