«الأخبار الكاذبة» في الإعلام البرجوازي
لؤي محمد لؤي محمد

«الأخبار الكاذبة» في الإعلام البرجوازي

تعتبر الأخبار الكاذبة أو الـ «Fake News» الجانب المُظلم للعمل الصحفي الذي يشكل جزءاً من الثقافة الجمعية الأمريكية في الإعلام.

 

 

ساهمت عوامل متعددة في ولادة هذا الشكل من العمل الإعلامي في الولايات المتحدة، أولها: العوامل السياسية في مرحلة الصراع العالمي ضد الاتحاد السوفييتي والحركة العمالية الأمريكية. والتقت العوامل السياسية مع مظاهر الاغتراب التي تصاحب الحياة في ظل الرأسمالية، فظهرت مفاهيم مثل: «النجومية الفردية» في الإعلام البرجوازي، والتي رفعت من شأن أفراد فاقدي الاحترام في مجتمعاتهم، من خلال صناعة الأخبار الكاذبة أثناء الركض الأعمى نحو السراب الوهمي للنجومية. ويتعلق ذلك بجوانب سياسية لتحقيق الهيمنة الليبرالية الجديدة على الإعلام من الأعلى ومنع العمل الجماعي من الأسفل.
تحدث الصحفي الأمريكي هاري جيرارد في فيلم «زجاج محطم» عن هذا النوع من الأعمال. ويسرد الفيلـم قصة صعود ستيفن غلاس سـلّم الشهرة الصحيفة فـي الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي، وكذلك يحكي تفاصيل سقوطه المدوّي الـذي قضى على مسيرته الصحفية بفضيحة أكثر غرابة من قصة صعوده.
كتب ستيفن غلاس قصة بعنوان «اختراق الجنة»، وأصبحت تلك القصة طريقه السريع نحو الهاوية بعد أن اكتشفت وسائل الإعلام زيف المعلومات المقدمة، والتي لا وجود لها سوى في مخيلة صاحبها.
أما من كشف هذه المعلومات، فعمل بنفس الطريقة لصعود «النجومية الفردية» عبر تحطيم زميله، ونشرت قصته في مجلة فوربس الأمريكية. وهكذا أصبح غلاس أكبر مزور للإعلام في التاريخ الأمريكي لأن كبريات الصحف والمجلات قررت فضحه وتحطيم نجوميته الفردية عبر بناء نجومية فردية ثانية.
وفقا لدراسة أجرتها جامعة ستانفورد، تلقت مواقع إخبارية مزيفة نحو 159 مليون زيارة خلال شهر حزيران 2016. ولم يكن «الزجاج المحطم» سوى شكل واحد من أشكالٌ التزييف والتلاعب بالحقائق في عالم الصحافة، فللأخبار المزيفة أشكالا متعددة، وتأتي من مصادر ودوافع مختلفة، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، مثل: المواقع الساخرة التي تحاكي طريقة عرض الأخبار الحقيقية، كموقع The Onion الأمريكي وموقع Daily Mash، وعشرات المواقع والصحف الأخرى.