عن بياض البازلت

عن بياض البازلت

دعوا الكلام، واتبعوهُ!.. له فراسة البدويّ في هذه الصحراء

دعوا كل شيء، واتبعوه

هذا «البازلت» يأبى أن يبقى حجراً

له حكمتهُ له كلمتهُ

ومن لا يجيد حكمة البازلتِ يتوهُ

يقول: لا تسأل عن الجهات!

تماهى الشرق مع الغرب

والجنوب والشمال سواءْ

يقول: لا تقتفوا أثر حوافر الخيل

يقول: الناس في التيه، مُذ سُلّع الهواء

لا تسأل عن صلابة البازلت: البازلت امرأة ترمي نفسها في البئر كي لا تغتصب على يد الهمج.. 

البازلت : شابٌ في الخامسة عشرة يضحي بنفسه كي يحمي عائلته 

البازلت شابٌ عشريني يرمي بنفسه على الانتحاري ويمنعه من تفجير حزامه الناسف بجمع من الناس 

أرى الجبل عالياً عالياً

وسويداء البلاد

تنبض بالأقانيم الخمس

سلاماً بياض البازلت

سلاماً سراط المولى

هناك تقرأ ما تركه «النبطيون» من حكمة على الحجر

وترى الزمن ينساب مع الماء إلى الروض

هناك الجباه والجبال توائم!

لكل حجر هناك حكاية، ولدى كل دالية ما تقول 

أيها الذي هناك ... وأيتها التي:

السموات رهن جناحيك، ما عليك إلا أن تتعلم لغة الريح!

ولك ما على هذه الأرض ...

لك شغف العناقيد بأصابع الجبليات عند القطاف

لك خضرة الزيتون في (قُدس) عيون جميلات الشمال

لك رقصة سنبلة في البراري، إذ يرتل الأفق سورة الضُحى

لك ما يقوله البحر من مَدٍّ، لك ما على هذه الأرض

ارخِ اللجام لفرس الحكمة

في عهدة روحك قلق البلاد

وفي يديك مفاتيح الأبواب المغلقة

السموات رهن جناحيك، ما عليك إلا أن تجيد لغة الريح