فيروزيّات في دار الأوبرا!

فيروزيّات في دار الأوبرا!

مساء الاثنين 16/7/2018 من مسرح دار الأوبرا المطلة على ساحة الأمويين، بالقرب من نهر بردى، صدحت حوالي عشر أغانٍ فيروزية،  في حفل مشترك بين (فرق الفنون الشعبية، وفرقة الكورال، وفرقة الأوركسترا) المركزية، التابعة لوزارة التربية، والهيئة العامة لدار الأوبرا، حيث قدمت فرقة الفنون الشعبية لوحات فنية مرافقة لأغاني فيروز، وبعزفٍ من الفرقة السمفونية وغناء فرقة الكورال، مواهب لمغنين وعازفين شباب وشابات وأطفال سوريين، بحضور جماهيري لافت يؤكد الانحياز للفن الجاد، وأهميته. 

الأغاني واللوحات
أغنية خطة قدمكن: غناء الشابة ريما علبة مع لوحة راقصة لفرقة الفنون الشعبية، وكان الانسجام بين الحركات والغناء والعزف متناسقاً، مما أدى إلى تفاعل كبير للجمهور، في نهاية اللوحة.
موشح يا شادي الألحان: غناء الشاب بشر زهر الدين، وتميزت اللوحة الراقصة بالانسيابية انسجاماً مع إيقاع الموشح.
أغنية أؤمن: غناء سارة نصر. وأغنية سألوني الناس وأغنية جايبلي سلام: غناء سارة الأوس، كانت دون لوحة راقصة.
أغنية جبلية النسمة: غناء كينيا الحلبي، وأضفت طريقة إدارة الإضاءة جمالاً آخر على اللوحة الراقصة.
أغنية سيفٌ فليشهر: غناء مايا صفايا، وفيها انضمت الآلات النحاسية النفخية إلى الفرقة السمفونية، بسبب لحن الأغنية وإيقاع المارش العسكري، ومضمون الأغنية وأجراس العودة للقدس، وهو ما يتوافق سياسياً في هذه الوقت، وكانت اللوحة الراقصة تعبر عن القوة والصلابة إضافة إلى رشاقة الحركات وسرعتها، انسجاماً مع الإيقاع واللحن والمعنى.
أغنية مراكبنا عالمينا: غناء كينيا الحلبي، وكانت اللوحة الراقصة تعبر عن حركة السفن وأمواج البحر، واللوحة الراقصة لوحتان في واحدة، فقد كان للأطفال الراقصين حركاتهم، وللشباب حركاتهم في تناغم وانسجام.
أغنية كان عنّا طاحون: غناء الطفلة إنجي داوود بمرافقة عزف منفرد مع الكمان، التي تألقت رغم صغر سنها.
أغنية لوح منديلك: وكانت ديوتو لراما الشيخ، والطفل وليم خليل، ورغم فارق السن وقوة الصوتين، إلاّ أنهما كانا منسجمين، وكأنهما جواب وقرار. واللوحة الراقصة تميزت أيضاً بالانسيابية نتيجة طبيعة الأغنية وكلماتها والإيقاع الهادئ.
موشح لمّا بدا يتثنى: غناء ريما علبة، وأيضاً الموشح نقلنا إلى الأجواء الأندلسية غناءً ورقصات.
أغنية زهرة المدائن: غناء غزل القطان، وهنا بدا تفاعل الجمهور مؤثراً مع الغناء والعزف، لارتباط الأغنية بالقدس، ومع أحداث ما يسمى صفقة العصر، ومسيرات العودة والغضب الساطع رداً على جريمة ترامب والصهاينة في محاولة اغتصاب القدس، وتفاعل الجمهور كشف عن عمق الحس الوطني والعداء لأمريكا والعدو الصهيوني.
أغنية يا دارة العلالي: غناء سارة الأوس، وكانت أغنية الختام، وكما يقال: ختامها مسك، لأن الأغنية تنعش الحس والانتماء الوطني العالي، وخاصة بعد سبع سنوات ونيّف من المعاناة، ومع بدء اقتراب الحل السياسي والخلاص، وكانت اللوحة الراقصة غنية ومتنوعة حيث اشترك أربعة مدربين في تصميمها.

آراء الجمهور
 بعد نهاية الحفل، تم استطلاعٌ لآراءٍ متنوعة للعديد ممن حضروا كجمهور أو كمشاركين، منها:
شفيق ساعاتي: العمل متكامل في الغناء والرقص والعزف، لوحات الأطفال الراقصة طريفة.
هدى علي: امرأة تجاوزت السبعين وكأنها تحنّ لطفولتها قالت بانفعال: «إبداع الأطفال من قلبن»، وعزف الأوركسترا والتنسيق ببين الرقص من الفرقة والموسيقا بيجنن!
ريعان الشوفي: من هواة الموسيقا، أعجبها العزف على البيانو والترومبيت.
الطفل وليم خليل 12 عاماً: اللوحات والأغاني ممتازة.

الطفلة إنجي 11 عاماً: كل شي حلو.
الشابة ريما علبه: الحفل متنوع وشامل، وأجمل شيء لوحتي خطة قدمكم عالأرض هدّارة، وموشح لما بدا يتثنى.
شام الملّا: من فرقة الفنون الشعبية، بعد تدريب طويل أتمنى أن نكون قد أسعدنا المشاهدين وقدمنا لهم شيئاً من الفرح في هذا الظرف.
أم بشير: ابني شارك كمغنٍ، وهو موهبة وشيء جميل، أن يغني أمام فرقة الأوركسترا، وابني ذهبت به إلى برنامج «ذا فويس» ولم يقبلوه لأنه لا وساطة له، والمواهب السورية كثيرة التي شاركت بالبرنامج وجرى إبعادها، لكن لماذا لا يجري الاهتمام بهذه المواهب هنا في بلدنا، ولماذا لا يقوم التلفزيون بذلك.؟

هوامش
شارك في لوحات الفنون الشعبية 71 راقصة وراقصاً من مختلف الأعمار، وفي الفرقة السمفونية 40 عازفة وعازفاً، وفي الغناء وفرقة الكورال 94 مغنيةً ومغنياً، وفي تدريب الرقصات 12 مدربةٍ ومدرباً، وفي التوزيع الموسيقي 3 والفرقة السمفونية بقيادة محمد رامي عودة. عدا المشرفين وفنيي الهيئة العامة، وهذا الكم الهائل من المشاركين يبين حجم العمل الكبير.
غاب عن العزف في الفرقة الموسيقية: العزف المنفرد للآلات الذي عادةً ما يرافق المواويل التي تسبق الأغاني، ويمتع المستمعين ويهيئهم للأغنية، باستثناء الكمان في أغنية كانت حلوة الليالي، والقانون في أغنية المناديل.
كذلك غاب الحوار بين الآلات الموسيقية.
غلب وجود الآلات الغربية وعلى سبيل المثال: 5 آلات كونتر باص، وأربعة فلوت و22 كماناً، مع الآلات النفخية النحاسية المتنوعة، بينما كان هناك عود واحد وبزق واحد.
غالبية الجمهور طالب باستمرار التجربة وتعميمها في مختلف الأماكن لتصل لغالبية الناس.
البطاقات تنوعت أسعارها 500 ليرة و1000 و1500 ليرة حسب الموقع، وبالنسبة للمواطن العادي تعتبر مكلفة، ورغم ذلك لا تقارن بأسعار بطاقة دخول إحدى حفلات من يسمون مطربين الآن والتي تجاوزت 50 ألف ليرة.

لا شك أن عملاً فنياً كهذا يستحق الاهتمام، والأهمّ، هو: الاستمرار بتقديم مثل هذه التجارب وتقديم المزيد من الدعم الرسمي لها، أمام سيل الأغاني الهابطة التي تلوث العالم الروحي للإنسان.