مو بس رياضة!

مو بس رياضة!

لم تكن النتائج الهامة التي حققها المنتخب الوطني السوري لكرة القدم حدثاً رياضياً اعتيادياً وعابراً، وتحديداً من جهة التفاعل الشعبي الواسع معه، الذي تجاوز الجمهور الرياضي التقليدي، ليصبح على مدى أسابيع شأناً عاماً

، تجاور فيه الرياضي بالسياسي، حيث اكتسب التفاعل مع إنجازات المنتخب، بعداً سورياً عاماً، وكشف عن وعي شعبي عام، يعبر عن الضمير الجمعي السوري الحقيقي، العابر لتلك الانتماءات الضيقة كلها على عكس ما قدمته ماكنة الدجل الإعلامي وحاولت فرضه على السوريين خلال هذه السنوات العجاف، وتصويرهم على أنهم مجرد طوائف وأديان تتصارع، وأمام الزخم الشعبي فشلت محاولات البعض من هنا وهناك في الاشتغال على هذا الجانب، وتجييرها لصالح الانقسامات الوهمية التي تعصف بالمجتمع السوري، فالأداء اللافت الذي قدمه اللاعبون السوريون، وإقبالهم على تلبية الدعوة للمشاركة في تشكيلة المنتخب الوطني بغض النظر عن الاصطفاف السياسي خلال سنوات الأزمة، والتفاعل الشعبي العام مع المنتخب العابر بدوره لتلك الاصطفافات، وحّد مشاعر السوريين، وأعاد الاعتبار بمعنى ما لوحدة السوريين، لابل أن ذلك تجسد بالملموس في بعض التجمعات العفوية التي خرجت لدعم المنتخب، وأعادت الاعتبار على طريقتها لشعار «واحد، واحد، واحد.. الشعب السوري واحد» الذي هتفت به حناجر الشباب السوري في العديد من المحافظات، وكشف عن حاجة الإنسان السوري، إلى ما يغني عالمه الروحي، وقدرته على الخروج من الوعي النمطي الذي فرض عليه في سنوات الأزمة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
832