صعود الرواية الكردية وهبوطها

صعود الرواية الكردية وهبوطها

كانت رواية «الراعي الكردي» الصادرة في الاتحاد السوفييتي عام 1931 أول رواية في الأدب الكردي، كتبها عرب شاميلوف، أحد المنخرطين في العمل الثوري مع البلاشفة الروس في أرمينيا وجمهوريات القفقاس. وله روايات أخرى مثل: الحياة السعيدة، دمدم، الفجر، هوبو وغيرها من الروايات. 

 

فصول «الراعي الكردي» مليئة بالأفكار الفلسفية، إذ عرض وصوّر الكاتب بأسلوب شيق الصراع الطبقي وتوضع الطبقات الاجتماعية عند الرحل والحياة والأوضاع الاقتصادية الاجتماعية عند الكرد، ويختبئ الاقتصاد السياسي بين سطور الرواية التي تعطينا صورة واضحة عن أجور الرعاة النقدية والعينية قبل قرن، بالإضافة إلى ظهور أولى فصائل الطبقة العاملة في الشرق وأجور العمال والعاملات في ذلك الوقت. ونضال شعوب الشرق، ضد الحرب والرأسمالية.

جمع الكاتب بين اللغة البسيطة والدلالات القوية والرموز الشعبية والاجتماعية الجديدة، وصور فيها حياة الكرد وعاداتهم، مضيفاً صوراً من الفولكلور مثل: الأغاني والأعياد والاحتفالات والقصائد والأزياء وطقوس الحب والفروسية والألعاب.

كانت رواية «الراعي الكردي» أول رواية كردية، أثرت تأثيراً كبيراً، بحيث أطلقت موجة واسعة من الأدب الروائي الكردي، الذي لم يتطور إلا في الاتحاد السوفييتي فقط، فحسب دراسة نشرتها جامعة ماردين عام 2013 صدرت عشرات الروايات في الثلاثينات فقط، وامتدت هذه النهضة الروائية في أرمينيا وجورجيا وآذربيجان وقرغيزيا وكازاخستان حتى ثمانينات القرن العشرين.

لمعت خلال تلك النهضة الروائية أسماء العديد من الأدباء، مثل: نورا بولاتوفا وبريسكي محويي وأماريكي سرداريان وعلي عبد الرحمن وجندي حاجي وسعيد إيبو وعكيد خودو وتوسني رشيد وعزيز غردنزري وسيما سمند وهنارا تاجين وآخرين. وقد ظهرت الرواية الكردية في تلك الفترة التي بدأ فيها الانتقال من الرومنسية إلى الواقعية في الأدب السوفييتي، لذلك كانت الرواية الكردية بنت صعود الواقعية. 

بدأت تلك النهضة تتضاءل منذ الثمانينات بسبب رحيل ممثليها وبسبب اختفاء النموذج الذي ارتبط بانطلاق النهضة الروائية نفسها، وهو الاتحاد السوفييتي.  بينما لم تستطع الرواية الكردية التي ظهرت في تركيا 1958 وفي العراق 1969 أن تلعب الدور نفسه، أو أن تحظى بالتألق نفسه التي حظيت به الرواية الكردية السوفييتية بين عامي 1930 – 1950.

معلومات إضافية

العدد رقم:
809