أعياد الشرق العظيم

أعياد الشرق العظيم

شهدت الأيام الماضية من شهر نيسان أعياداً احتفلت بها عدد من شعوب الشرق، وهي أعياد واصل الناس الاحتفال بها منذ قرون، وربما أقدم من ذلك بكثير. هي أعياد الربيع وتجدد دورة الحياة بألوانها المختلفة، هي توائم كالفصح والسرسال والنوروز، من أم جميلة تدعى الشرق العظيم. 

 

حل عيد الفصح المجيد يوم السادس عشر من نيسان حسب التقويمين الشرقي والغربي، وحملت طقوس هذا العيد طابعها المحلي المتميز بين منطقة وأخرى، وفي الوقت نفسه، جمع الفصح المجيد طقوساً مشتركة بين شعب وآخر.

في أرمينيا وبعد خروج الناس من الكنائس عقدت الدبكات الشعبية على أنغام الأغاني الفولكلورية، وارتدى الناس الزي الأرمني التقليدي في طقوس تشبه عيد النوروز عند الفرس والكرد والطاجيك وغيرهم، وتشبه أيضاً طقوس عيد أكيتو عند السريان والكلدان والآشوريين. 

أما طقوس الفصح المجيد في أوكرانيا وروسيا: فهي تتضمن إقامة مهرجان البيض في ساحات المدن الرئيسية، حيث يجتمع الفنانون ويرسمون على مجسمات البيض لوحاتٍ فنيةً تجمع بين رموز من التراث الشعبي وصوراً من الثقافة الحديثة. بينما يعني الفصح في أوسيتيا انتصاراً للحياة على الموت وبعث الربيع.

تُرافق الاحتفالات بعيد الفصح المجيد في سورية الذي يسمى أيضاً بالعيد الكبير تقاليد وعادات شعبية متجذرة منذ آلاف السنين ومن هذه العادات سلق البيض الذي يرمز إلى تجدد الحياة وتزيينه في سبت النور حيث يقوم الأهل بمشاركة أطفالهم بسلق البيض وتزيينه ويرجع تاريخ هذه العادة إلى الحقبة الفينيقية عندما كان الفينيقيون يحتفلون بقدوم الربيع والخريف أي ميلاد الطبيعة وموتها بتقديم 100 بيضة كقربان لهذا اليوم. ويعود اسم العيد الكبير إلى عيد زكماك عند السومريين القدماء، كما يسمى عيد السيبانة أي: عيد رأس السنة الشرقية الموافق 1 نيسان شرقي 13 نيسان غربي اليوم  الذي يحتفل اهل مدينة اللاذقية فيه وهو عيد شعبي، يخرج فيه الأهالي إلى البراري والبساتين، للاستمتاع بالربيع مع الأطعمة الشعبية.

يحل عيد الأربعاء الأحمر أو رأس السنة الإيزيدية «سرسال» في التاسع عشر من نيسان في سورية والعراق وأرمينيا وجورجيا وغيرها من البلدان، ومن طقوس هذا العيد هي لعبة تكسير البيض التي يلعبها أبناء العائلة الواحدة أو أبناء القرية على شكل تجمعات بين الرجال والشباب مع بعضهم بعضاً، أو بين النساء مع بعضهن بعضاً. ويكون البيض ملوناً ومنقوشاً بألوان زاهية في طقس شبيه بعيد الفصح. 

معلومات إضافية

العدد رقم:
807