في يوم المسرح: جوع الحوار لا يزال حاضراً

في يوم المسرح: جوع الحوار لا يزال حاضراً

يصادف يوم الاثنين 27 آذار يوم المسرح العالمي، وهو لا شك مناسبة بالغة الأهمية للحديث عن المهام الواقعة على عاتق المسرح السوري والعاملين في مجاله، في ظل الفرصة المفتوحة لاستعادة دوره والنهوض به في سورية الجديدة القادمة.

 

في عام 1996، وقف المسرحي السوري، سعد الله ونوس، ليقول كلمته في هذا اليوم، والتي لا بد من استذكارها: «لو جرت العادة أن يكون للاحتفال بيوم المسرح العالمي، عنوان وثيق الصلة بالحاجات التي يلبيها المسرح، ولو على مستوى رمزي، لاخترت لاحتفالنا هذا العنوان «الجوع إلى الحوار»، حوار متعدد، مركب، وشامل، حوار بين الأفراد، وحوار بين الجماعات، ومن البديهي أن هذا الحوار يقتضي تعميم الديمقراطية، واحترام التعددية، وكبح النزعة العدوانية عند الأفراد والأمم على السواء. وعندما أحس هذا الجوع إلى للحوار، وأدرك إلحاحه وضروراته، فإني أتخيل دائماً أن هذا الحوار يبدأ من المسرح، ثم يتموج متسعاً ومتناهياً، حتى يشمل العالم على اختلاف شعوبه، وتنوع ثقافاته».

كما لا بد من استذكار موقفه حول أن العولمة «التي تتبلور وتتأكد في نهاية قرننا العشرين تكاد تكون النقيض الجذري لتلك اليوتوبيا التي بشر بها الفلاسفة، وغذت رؤى الإنسان عبر القرون. فهي تزيد العفن في توزيع الثروات، وتعمق الهوة بين الدول الفاحشة الغنى والشعوب الفقيرة الجائعة. كما أنها تدمر ودون رحمة كل أشكال التلاحم داخل الجماعات، وتمزقها إلى أفراد تضنيهم الكآبة والوحدة، ولأنه لا يوجد أي تصور عن المستقبل، ولأن البشر ولأول مرة في التاريخ لم يعودوا يجرؤون على الحلم، فإن الشرط الإنساني في نهاية هذا القرن يبدو قاتماً ومحبطاً»، قبل أن ينهي بجملته الشهيرة: «إننا محكومون بالأمل. وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ»!

ومن أبرز أسماء المسرح السوري الراحل فواز الساجر «1948-1988» من منبج بريف حلب، والذي درس الإخراج المسرحي في موسكو، حيث أسس مع سعد الله ونوس المسرح التجريبي لأول مرة في سورية، وأوفد إلى اليابان للاطلاع على المسرح الشرقي، وساهم في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية.

وجاء في قصاصة عثُر عليها بين أوراقه بعد رحيله: «عصرنا هذا عصر الضيق، أكلنا ضيِّق، شرابنا ضيِّق، زيتنا ضيق، مسكننا ضيق، مرتبنا ضيِّق، تفكيرنا ضيق، قبرنا ضيِّق، افتحوا الأبواب والنوافذ، سيقتلنا الضيق! افتحوا الأرض والسماء، افتحوا الكون، سيقتلنا الضيق!».

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
803